400 حالة سرطان جديدة تسجل سنويا في صفوف الأطفال

الأمراض الوراثية تشكل جزءا بسيطا منها

TT

كشف الدكتور عبد الرحيم قاري، استشاري أمراض الدم والأورام ومدير مركز قاري الطبي، عن ظهور 400 طفل مصابين بالأورام السرطانية سنويا في السعودية، من بينهم 300 حالة مصابة بسرطان الدم اللمفاوي الحاد، الذين يمثّلون 65 في المائة من المصابين.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يعد سرطان الدم اللمفاوي الحاد من أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الأطفال، وذلك لأسباب مجهولة، غير أن تلك الأورام عادة ما تنشأ نتيجة اختلالات جينية مكتسبة تحدث قبل أو بعد الولادة»، مشيرا إلى أنها تتجمع مع مرور السنوات لتظهر على هيئة أورام سرطانية في سن مبكرة للطفل.

وأوضح أن الأمراض الوراثية الناتجة من زواج الأقارب تمثل جزءا بسيطا من حالات السرطان لدى الأطفال، إذ يكونون أكثر عرضة للإصابة من غيرهم. وأضاف: «إن الأطفال المصابين بمرض متلازمة (داون) الوراثي يشكلون 10 في المائة من مرضى سرطان الدم، غير أن ذلك لا يعني إصابة جميع أصحاب متلازمة (داون) بالسرطان، إذ أن 90 في المائة منهم خالون منه».

وحول زراعة النخاع العظمي لعلاج سرطان الدم اللمفاوي لدى الأطفال، أفاد قاري أن كمية الدم القليلة والموجودة بالحبل السري الموصول بالمشيمة غنية بالخلايا الجذعية التي عادة ما تكون قابلية رفض جسم المصاب لها ضئيلة، الأمر الذي يجعلها تستخدم في زراعة النخاع العظمي.

وأضاف: «نتيجة لذلك توجد بنوك حكومية وخاصة للخلايا الجذعية تقوم بجمع الحبل السرّي للمواليد واستخلاصها منهم، ليتم حفظها في سائل النيتروجين بأنابيب صغيرة، ومن ثم استخدامها في علاج الأطفال المرضى»، لافتا إلى أن البنوك الخاصة تحفظ تلك الخلايا مقابل رسوم مادية يدفعها الوالدان لحين الاستفادة منها إذا استدعت ظروف ابنهما الصحية مستقبلا، بينما تعتمد الحكومية منها على تبرّع النساء الحوامل بالمشيمة بعد ولادتهن، والاستفادة منها في علاج الآخرين.

ولا زالت السيدة «أم ريان» تنتظر لحظة ولادتها كي تنقذ ابنها البالغ من العمر «9 سنوات»، لا سيما أنها في شهرها التاسع، غير أنها لا تستطيع دفع تكاليف عملية زراعة النخاع العظمي التي تبلغ 13 ألف ريال، وتقول: «أصيب ابني ريان بسرطان الدم منذ أن كان عمره ثلاث سنوات، وبدأنا معه رحلة العلاج حتى اليوم، إلا أن حالته ساءت كثيرا، إذ أصيب بانتكاس حاد في النخاع الشوكي، ولا تسمح حالته بأخذ حقنة الظهر بسبب انتفاخ خلايا المخ لديه»، مشيرة إلى أنه الوحيد من أفراد العائلة الذي أصيب بهذا المرض.

ورغم حالة ريان المتدهورة، إلا أنه استطاع أن يصل للصف الثالث الابتدائي بعد أن التحق بالمدرسة عن طريق نظام «المنازل»، ويقول: «أحب المدرسة كثيرا، وتحققت أمنيتي بحصولي على «البلاي ستيشن3» لألعب مع إخوتي الآخرين».

يشار إلى أن المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية ابتكرت برنامجا للأطفال المصابين بمرض السرطان تحت شعار «لعبة تمسح دمعة»، الذي يستهدف الأطفال الخاضعين للعلاج الكيميائي من خلال توزيع الهدايا والألعاب لهم في المستشفيات بعد انتهائهم من جرعة العلاج، في محاولة لتخفيف الآلام الناتجة عنه.

ونفذت الجمعية برنامج «تحقيق أمنية»، الذي يهتم بتلبية أمنيات الأطفال الذين وصلوا إلى حالات متأخرة من المرض، إضافة إلى العديد من البرامج الترفيهية التي تنفذ شهريا في عدد من المستشفيات الحكومية من ضمنها مركز الأميرة نورة للأورام التابع لمستشفى الملك خالد للحرس الوطني.