15% من أطفال السعودية يُعانون من فرط الحركة وتشتت الانتباه

الرياض تشهد المؤتمر الثاني على مستوى الشرق الأوسط

TT

أظهرت دراسات عملية أجريت مؤخراً، على أطفال من العالم العربي والسعودية ما بين 5 إلى 9 سنوات، عن إصابة أكثر من 15 في المائة من الأطفال من الجنسين في السعودية، بما يُسمى «فرط الحركة وتشتت الانتباه»، وهو ما دعا بعض الجهات المهتمة لعقد مؤتمر عالمي، يُقام للمرة الأولى على مستوى العالم العربي، ومنطقة الشرق الأوسط.

وتشهد الرياض اليوم، المؤتمر العالمي الثاني للاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، الذي يتمثل في عدد من ورش العمل والدورات المكثفة، والندوات الإعلامية في هذا الخصوص.

وأُسست في السعودية، مجموعة خاصة بالتوعية في تعامل الأسر والتربويين، مع الأطفال المُصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه، كمشروع وطني، عقب أن أُجيزت من قبل مجلس الشورى السعودي في وقتٍ سابق.

ويعمل على المجموعة الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، عدد من الأكاديميين، والمُهتمين بنشر الوعي بين الأسر وأفراد المجتمع السعودي من العاملين في الميدان، كالأطباء والتربويين والأخصائيين النفسيين، ويترأسها الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، سفير السعودية لدى بريطانيا.

وأطلقت المجموعة أول موقع عربي مُتخصص عن اضطراب فرط الحركة، الذي في الغالب ما يُصيب الأطفال في سن مُعينة، كان الهدف منه نشر الوعي والتثقيف العلمي والتربوي والطبي عن تلك الاضطرابات.

وأنشأت المجموعة أول قاعدة بيانات معلوماتية للمهتمين، تهدف لتنسيق الجهود والبرامج المستقبلية، في حين نظمت أول مؤتمر في الشرق الأوسط، خلال عام 2004، إضافةً إلى تنظيم أكثر من 13 ورشة عمل، تركزت على توعية أولياء الأمور والتربويين في حقل التعليم، من حيث كيفية التعامل مع الأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه.

وتعمل المجموعة على توسعها في السعودية، حيث تسعى لإنشاء فرع لها في منطقة المدينة المنورة، وإنشاء عيادات مُتخصصة لتشخيص الحالات، والاستمرار في تنظيم ورش عمل متخصصة للأطباء والأسر، وترجمة مجموعات من الكتب الأجنبية والقصص، لاسيما تلك القصص الخاصة بالأطفال، التي تُحاكي فرط الحركة، وتشتت الانتباه في آنٍ واحد.

ويُعتبر اضطراب فرط الحركة، وتشتت الانتباه من أكثر الأمراض العصبية انتشاراً لدى عيادات الأعصاب والطب النفسي للأطفال، حيث تصل نسب انتشاره إلى 10 في المائة في المرحلة الابتدائية، فيما تستمر معاناة الكثير منهم حتى الكبر بأشكال وأعراض مختلفة.

ويُعرّف فرط الحركة عملياً، بالسلوك العصبي، الذي يجعل من الصعب على الشخص أو الطفل المصاب به، التحكم في بعض تصرفاته، في حين تظهر لدى الأطفال حال بلوغهم سن (5 إلى 9 سنوات) ويصعب ملاحظتها في سن متقدم.

وأثبتت فعالية العلاج الدوائي لـ80 بالمائة إلى 90 بالمائة من الحالات، في حين يكون العلاج الدوائي عن طريق عقاقير طبية يتم وصفها من خلال طبيب مختص، ليأتي العلاج السلوكي، الذي يرتكز على تغيير أو تحسن سلوك معين في البيت والمدرسة عن طريق التعزيز الإيجابي.