سكان جازان يلقون بالتحذيرات عرض الحائط.. يوجدون في بطون الأودية وقت السيول

مصرع شخص في عسير.. وإنقاذ أسرتين في نجران

أمطار غزيرة هطلت خلال الأيام الماضية على مناطق جنوب السعودية وتسبب في أضرارا كبيرة («موقع الرئاسة العامة للأرصاد»)
TT

وجه مسؤولون حكوميون نداء إلى سكان جازان ومناطق جنوب السعودية، بضرورة الابتعاد عن بطون الأودية خلال هذه الأيام المطيرة التي تشهدها المنطقة والسيول الجارفة التي هطلت خلالها.

ويأتي ذلك في وقت ألقى البعض هذه التحذيرات عرض الحائط، حيث رصدت جهات حكومية تواجدات كبيرة للسكان في بطون الأودية وقت الأمطار، خاصة في المنطقة الحدودية في بعض الوديان العملاقة كوادي دهوان وخلب والدحن.

وقال محمد بن هادي الشمراني، محافظ الحرث، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذه أمطار موسمية تعوّد عليها أهالي المحافظة جعلها الله أمطار خير وبركة». مشيرا إلى انه «وكما تعلمون أن محافظة الحرث تشتهر بالأمطار الموسمية التي تسيل على إثرها الأودية كوادي خلب ودهوان والدحن ووادي سيال وهذه نعمة من نعم الله يجب ان نفرح بها». لكنه أكد «انه يجب أخذ الحيطة والحذر ويجب على الأهالي والمتنزهين أن يبتعدوا عن بطون هذه الأودية أوقات الأمطار والسيول».

وتشهد منطقة جازان هذه الأيام موسما لهطول الأمطار وتدفق السيول المنحدرة القوية، خاصة في المحافظات الحدودية مثل العارضة والدابر ومحافظة الحرث، حيث تعد هذه الأمطار والسيول موسما منتظرا يفرح بها الناس والفلاحون المزارعون أصحاب الزراعة والمواشي.

لكن أمطار الخير قد تنقلب في لحظات إلى «كابوس مزعج» في حالة مصادفة احد الوديان أو المرور بها وقت هطول المطر، وهو ما يحذر منه الملازم أول حاتم بن حسان النمري، الناطق الإعلامي بالنيابة في الدفاع المدني بجازان بقوله «يجب على المواطنين اخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن المغامرات بالسير في الأودية وقت هطول الأمطار والسيول».

وأكد النمري «جميع إدارات الدفاع المدني في جميع المحافظات تأخذ الحيطة والجاهزية وتقوم بعمل جولات مستمرة عند هطول الأمطار والسيول والقرب من أماكن العقوم وقد تم عمل الإعلانات والدعاية والإرشاد وذلك مع انطلاقة الدوام الدراسي الجديد». مشددا على تعاون الجميع بإبلاغ عن كل ما يهم اشتراطات السلامة وذلك على الرقم 998، سواء الغرق أو الحوادث المتفرقة أو الحريق.

الى ذلك أنقذ الدفاع المدني في وادي مدهون مجهولا جرفته السيول بحسب الناطق الإعلامي، الذي أكد أن «معظم الحالات التي وقعت حتى الآن كانت احتجازات بسيطة ولم تكن هناك أي وفيات ولله الحمد حتى الآن».

من جهتهم عبر العديد من المواطنين عن أسفهم وهم يشاهدون بحيرات من المياه المستنقعة والجارية تدخل منازلهم في مدينة جازان مغطية بذلك شوارع البلد في غياب خدمات ومقومات الأمانة والطرق والجهات ذات الاختصاص مؤكدين «ان هذه الصورة دائما ما تتكرر أيام الأمطار والسيول».

وهنا يعلق عبد الله بن جابر العلياني، رئيس مجمع الحرث في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «دورنا هنا كبلدية هو تضافر الجهود مع رجال الدفاع المدني الذين عليهم العبء الكبير في هذه المواسم الماطرة بسيولها المتدفقة وعلى كافة الجهات كالطرق والمياه والكهرباء».

ويضيف «الأمطار والسيول وهبها الله نعمة لعباده ولتسقى بها الأرض ويجب علينا جميعا تقديم ما نستطيع في التنبيه والتقليل من الحركة أوقات هطول الأمطار والسيول، لا سيما وهي تكون مصحوبة شتويا برعود وبروق قوية ومرعبة، وأما انحدار السيول فهو من الدرجة الأولى أن يكون هناك وعي فكري لدى المواطن والمتنزه والسائح الغريب عن المنطقة، الذي على غير دراية بأجوائها في مختلف المحافظات».

يشار الى أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة توقعت أمس الأول أن تشهد منطقة جازان نشاطا وتحركا لسحب رعدية محملة بالأمطار تتحرك إلى منطقة حدود جازان، وقد تتزايد كمية الأمطار والسحب الرعدية الممطرة.

لكن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة طمأنت عبر موقعها الالكتروني أمس، سكان جنوب السعودية، مشيرة إلى أنها تتوقع بمشيئة الله أن تتكون السحب المنخفضة والمتوسطة الارتفاع على جنوب ووسط المملكة (نجران، القصيم، عسير، جازان، الرياض، الشرقية، شرق الحدود الشمالية، الباحة، وحائل)، يتخللها سحب ركامية رعدية ممطرة مسبوقة بنشاط في الرياح السطحية قد تصل الى 40 كلم في الساعة مما يحد من مدى الرؤية الأفقية الى اقل من 3 كلم.

واضافت «سيكون هناك نشاط في سرعة الرياح السطحية على شمال وشرق ووسط المملكة مثيرة للأتربة والغبار مما يحد من مدى الرؤية الأفقية الى أدنى من 4 كلم».

وفي منطقة عسير جنوب السعودية، أهاب الرائد محمد بن عبد الرحيم العاصمي، الناطق الإعلامي للمديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة عسير، بالجميع، توخي الحذر والحيطة خلال فترة الأمطار بمنطقة عسير وتجنب الأماكن الخطرة.

يأتي ذلك في وقت توفي فيه شخصان واحتجز آخرون في حين جرفت السيول عددا من السيارات ونتج عن ذلك خسائر مادية وتم إنقاذ بعض الأشخاص المحتجزين من قِبل فرق الدفاع المدني بمنطقة عسير، وذلك على اثر الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها عسير مساء أمس الأول، وشملت محافظات ومراكز منطقة عسير، كما تم إغلاق عدد من الطرق كإجراء احترازي ووقائي، خصوصا التي تمر من منحدرات عميقة أو أودية كبيرة معرضة للسيول والانهيارات، فقد تم إغلاق عقبة ضلع وقت الأمطار جنوب مدينة أبها، كذلك عقبة شعار شمال مدينة أبها.

وفي نجران هي الأخرى ما زالت السيول وآثارها التي بدأت منذ يومين، تدفع بالجميع الى حالة من الترقب والتخوف، خاصة بعد تأكيدات من الأرصاد السعودية في وقت سابق أنها تراقب أوضاع ما حدث من عواصف في حضرموت وإمكانية انتقاله الى جنوب السعودية، مشيرة إلى أنها ستراقب الوضع وتبلغ بذلك قبل حدوثه.

وتواصل فرق الدفاع المدني في نجران جاهزيتها، خاصة بعد ان أنقذت أسرتين عشية أمس الأول بعد ان حاصرتهما السيول في منزليهما في نجران.