450 مالكا يستعدون للدخول في شراكة مع شركة تطوير وسط جدة بعوائد سنوية 22%

د. سكاف لـ«الشرق الأوسط»: فصل شركة تطوير وسط جدة عن الأخرى الخاصة بالمنطقة التاريخية

الأمير خالد الفيصل يستعرض مع الأمير سلطان بن سلمان والأمير مشعل بن ماجد مشروع تطوير وسط مدينة جدة خلال الاجتماع مع أهالي المنطقة مساء أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

حدد أمس، رسميا، مطلع العام المقبل للبدء في أولى عمليات التجميل في مدينة جدة التي تنطلق من قلب المدينة المعطل قبل ان تشمل بقية أطرافها وأنحائها العشوائية التي سيشملها التغيير والتجميل تدريجيا عبر مشروع وصف بأنه الأكبر على مستوى العالم.

وتجرى حاليا مفاوضات مع السكان لإخلاء منازلهم وترتيب أوضاعهم استعدادا لدخولهم كمساهمين في الشركات التي ستقام برأسمال بيوتهم وأراضيهم، أو تحديد تعويضاتهم قبل تأمين السكن لهم.

يأتي ذلك في وقت التقى فيه أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، عشية أمس الأول، بقاعة ليلتي في جدة، بمطوري المشروع ونحو 450 مالكا للعقارات في موقع المشروع، وحشد كبير جدا من العقاريين وأصحاب الاختصاص في هذا الجانب.

وشدد الأمير خالد الفيصل في كلمته التي ارتجلها أمام الحضور، على ضرورة التزام الجميع من ملاّك ومساهمين، بالعمل من اجل المدينة وتحقيق التنمية المستدامة لها، وقال «وأنا في أبها، وصلتني فكرة من المرحوم المهندس عبد العزيز بن عبد الله كامل، وقدم لي شرحا مفصلا عن مشروع تطوير وسط جدة، ولا أخفيكم أني كنت مليئا بالحماس لتطوير وسط أبها، والآن ننتهي من مشروع وسط جدة قبل البدء في مشروع وسط أبها». وأضاف الفيصل «أن مشروع تطوير وسط جدة جدير بالاهتمام ويمثل الأجزاء الكبيرة من الاستراتيجيات التي وضعت لجدة، وليكن شعارنا (نحو العالم الأول)». مؤكدا على ضرورة رفع مستوى الأداء وإعطاء مدن منطقة مكة المكرمة الشخصية التي تتميز بها والثقة بالنفس في مواجهة الإحباط. وخاطب الفيصل ملاك الأراضي الخاصة بالمشروع، وقال «أنا لست خبيرا في الهندسة ولا الأمور المالية، لكن هنالك العشرات من الخبراء الذين سيشرحون لكم على مدى ساعات، إيجابيات المشروع، ونحن نريد من هذه المشاريع مباهاة الأمم بما لدينا من إمكانات وقدرات مالية وإنسانية»، وأضاف «أؤكد لكم أن الأمل والتوجه والثقة بالنفس تدعوني أن أقول إن الأحياء العشوائية ستكون في مستوى هذا المشروع، وأنني باسم الدولة والحكومة، سوف أذلل في حدود مسؤولياتي، أي عقبات في طريق أي مشروع، وسوف أعمل مع كافة المسؤولين من محافظة جدة لأن ينجز هذا العمل بأسرع وقت ممكن».

ووجه الأمير خالد الفيصل تحذيرا لملاّك الأراضي الواقعة على مشروع وسط جدة والمنطقة التاريخية ممن يرفضون الدخول في المشروع وينتظرون انتهاء الشركة التطويرية من انجاز البنى التحتية للمنطقة، ومن ثم الاستفادة منها ببناء أراضيهم «بأن ذلك لن يتم مطلقا».

وزاد أمير منطقة مكة المكرمة «نحن نريد أن نباهي الأمم بما لدينا من إمكانات، ولدينا الإمكانات المالية والإنسانية، ولدينا المكان والإنسان، ولدينا القيادة التي تحث على المضي إلى الأمام، وقبل هذا لدينا ديننا الحنيف الذي يتطلب منا أن نثبت للعالم أنه دين تطوير ورقي، لدينا فرصة أسمّيها «الفرصة الذهبية للإنسان السعودي»، وأنتم أهل لأن تكونوا في العالم الأول، فالوضع الحضاري سوف يتغير بمدينة جدة بهذا المشروع وسوف نصل إلى المدن المتطورة وتتغير نفسية الإنسان في جدة، وهو يبصر واقع جدة وهذه البنية التحتية المتطورة».

من جانبه أكد الدكتور غسان احمد السليمان، رئيس مجلس إدارة شركة تطوير وسط المدن «أن مشاركة ملاّك العقارات الواقعة في وسط جدة في المشروع اختيارية وليست إجبارية، وذلك بالأصول المملوكة التي سوف يتم تقييمها في ما بعد ويصبح الملاّك شركاء في الشركة المطورة».

وأشار إلى أن العمل بهذا المشروع سيبدأ العام المقبل، وسوف تلاحظ مشاريع البنية التحتية خلال 3 سنوات، وتبلغ تكاليفها 3.5 مليار ريال.

وأضاف الدكتور السليمان بأن قلب جدة سينبض من جديد من خلال مخطط تطويري يتلاقى مع تطلعات القيادة الحكيمة ورؤيتهم المستقبلية للمدينة، كما أن الرؤية الموضوعة لمنطقة وسط جدة هي أن يكون قلباً حيوياً يحتوي على الاستخدامات المتلائمة المنتجة القادرة على توفير قيمة مضافة إلى مستوى معيشة مختلف سكان محافظة جدة بمستوى عالمي يستلهم مفرداته من تراثها الأصيل وتنوعها الثقافي.

وأشار إلى أنه سيتم تحقيق هذه الرؤية بالتخطيط السليم المتكامل ورفع المستوى البيئي للمنطقة والمحافظة على المنطقة التاريخية وتطويرها بشكل مناسب للأجيال، الأمر الذي سيؤدي إلى جذب منظومة من المشاريع الاقتصادية المتكاملة وتوفير فرص عمل ذات قيمة مضافة.

وأوضح أنه يتوقع أن يؤدي المشروع إلى تنامي أسعار المبيعات للمباني المملوكة للشركة وإيجاراتها المتوقعة في هذه البيئة العمرانية ذات الاستخدامات المتعددة والناتجة عن المخطط التطويري للمنطقة.

من جهته، أكد المهندس عبد الله عبد العزيز كامل، العضو المنتدب لشركة التطوير العمراني المحدودة السعودية، أن المشروع يمتد على مساحة ستة كيلومترات مربعة، ويتضمن تطوير وإعادة إحياء وسط مدينة جدة بما فيه تأهيل الوسط التاريخي للمدينة وتحسين البنى التحتية وتأهيل البحيرات وتطوير الواجهة البحرية بطول ستة عشر كيلومتراً وإلحاق مساحات خضراء بها وساحات عامة وممرات للمشاة ومناطق للترفيه، وسيتم تنفيذ هذا المشروع الحيوي بالتعاون ما بين القطاعين الحكومي والخاص.

وأبان أن المشروع سيركز في الجانب الأول على أهم المشاكل التي واجهتها المدينة خلال الفترة الماضية، لعل أبرزها إعادة الحياة إلى وسط جدة، الذي هجره السكان بسبب مشاكل بيئية ومشاكل الصرف الصحي واندلاع الروائح الكريهة من شواطئ البحر بسبب التعامل غير الجيد للملوثات، مما تسبب وعلى غير المعتاد في مدن العالم، جدة، المدينة الوحيدة في العالم التي يُعتبر 40 في المائة من الأراضي التي تتوسطها، عبارة عن أراض بيضاء وغير مبنية. وكشف عن خطة ضمن المشروع لحل مشكلة الصرف الصحي الأزلية التي تعاني منها المدينة منذ فترات طويلة، ووصف المشروع بالحل الجذري عبر إقامة خزان مائي طبيعي، كما سيقوم المشروع بتطهير البحيرات المائية الموجودة التي أصبحت أماكن لتجمع الملوثات وكيفية استثمارها كعوامل جذب لسكان.

وأوضح مازن سكاف، المدير العام لشركة «إس دي جي»، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن ملاّك العقارات سيحصلون على أكثر من 84 في المائة من أسهم شركة وسط جدة، إضافة الى انه سيكون لملاّك العقارات المؤسسين، الأولية للاكتتاب بنصف المساهمة النقدية في ما لو أرادوا، وهذا سيرفع حصتهم حتى أعلى من 84 في المائة. مشيرا إلى أن معدل العائد الداخلي المتوقع يفوق 22 في المائة سنويا.

وتوقع سكاف، المدير العام لشركة «إس دي جي»، لـ«الشرق الأوسط»، أن يتجاوز رأسمال شركة وسط جدة 7 مليارات ريال من ضمنها الأسهم المعينة للعقارات. ومشيرا الى الجهود الحثيثة التي تقوم بها الجهات العاملة في المشروع بهدف تعظيم العوائد للمشروع لأصحاب العقارات المساهمين.

وبين سكاف وجود قرار بالفصل بين شركة تطوير وسط جدة، وشركة تطوير وسط جدة التاريخي، التي سيتم الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة. مشيرا إلى أن سبب الفصل بين الشركتين، يعود إلى «أن شركة وسط جدة التاريخي تركز على أعمال التطوير وإعادة تأهيل الوسط التاريخي. وشركة وسط جدة، تركز على باقي المنطقة خارج الوسط التاريخي».

وأضاف يعود سبب الفصل أيضا إلى اختلاف نموذج الأعمال بين الشركتين واختلاف صفة التطوير واختلاف مرئيات والتوقعات لأصحاب الأملاك في المنطقة التاريخية، مبينا «أن أمانة جدة وضعت حوافز وضوابط لتسريع العمل بتنفيذ المشروع ضمن خطة زمنية محددة وقد تم ربط مردود المطور بتأمين عوائد مالية لأصحاب العقارت المساهمين».

وكان الأمير خالد الفيصل، وأمين مدينة جدة المهندس عادل فقيه، عقدا اجتماعا مع ملاّك العقارات في وسط مدينة جدة بمشاركة تحالف المطورين لمشروع تطوير وسط جدة، لشرح تفاصيل المشروع وكيفية المشاركة فيه من قِبل الملاّك.

وحضر الاجتماع الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار، والأمير مشعل بن ماجد، محافظ جدة، وعدد من التجار والمستثمرين.

يذكر ان المشروع يقوم بشراكة استراتيجية بين أمانة محافظة جدة، والهيئة العليا للسياحة والآثار، مع الشركة المنفذة لمشروع تطوير وسط جدة، شركة تطوير وسط المدن، التي تضم كلاً من شركة التطوير العمراني المحدودة السعودية، وشركة سوليدير انترناشيونال المحدودة المسجلة في مركز دبي العالمي، ومنبثقة من شركة سوليدير بيروت، وشركة سراج كابيتال السعودية، والشركة التجارية العقارية، والكويت، وبنك فينتشر كابيتال من مملكة البحرين، بناء على مذكرة تفاهم.