احتل السعوديون المركز الأول في قائمة العرب المهتمين بالتداعيات الاقتصادية الأخيرة على شبكة الإنترنت خلال العام الجاري 2008، إذ أفصحت بيانات خدمة (غوغل تراندز) التي أطلقها محرك البحث غوغل لاستخلاص اهتمامات رواد الشبكة، بأن السعوديين هم أكثر الشعوب العربية بحثاً عن كل ما يتعلق بـ«الأسهم»، و«العقار»، و«التداول» ووضع «السوق» في الـ10 أشهر الماضية.
ورغم أن معدلات البطالة في السعودية كانت قد سجلت انخفاضا بنحو 1.4 في المائة لهذا العام، بحسب نتائج بحث القوى العاملة الذي أجرته مصلحة الإحصاءات العامة، إلا أن السعوديين بقوا في المركز الأول أيضاً في خانات البحث الإلكتروني عن كل ما يتعلق بـ«البطالة» و«التقديم» و«الوظائف»، خاصة في منطقة مكة المكرمة التي جاء المهتمون فيها بـ«البطالة» على رأس القائمة.
وكان من اللافت أن الأزمة المالية العالمية التي انتقلت موضوعاتها للمقاهي والجلسات الأسرية لم تحظ بذات الاهتمام الكبير من قِبل مستخدمي الإنترنت في السعودية، الذين كانوا ثامن الباحثين عن «الأزمة المالية»، بعد كل من سورية واليمن والجزائر وفلسطين والمغرب وتونس ومصر، فيما جاء غالبية المهتمين الالكترونيين بالأزمة المالية من منطقة الرياض.
وترى نجوى الفرج، اختصاصية اجتماعية في مستشفى قوى الأمن بالرياض، أن تقدم مستخدمي الإنترنت في السعودية بقائمة العرب المهتمين بالموضوعات الاقتصادية مؤشر على زيادة الوعي بين الناس وفئة الشباب تحديداً، كونها الشريحة الأكثر استخداماً للإنترنت، وأوضحت أنه رغم السلبيات التي خلفتها الأزمة الاقتصادية إلا أنها حفزت فئة كبيرة من الناس على القراءة والبحث ومحاولة فهم الواقع الاقتصادي وتبعاته.
وتعتقد الفرج في حديثها لـ«الشرق الأوسط» بأن حالة التوتر والقلق العامة إلى جانب انتشار الشائعات المبالغ بها عن تأثيرات الأزمة المالية وارتفاع معدلات التضخم أثر في العديد من مستخدمي الإنترنت، مضيفة بأن الكثيرين منهم تأثروا خلال هذا العام بارتفاع الأسعار والتضخم أو ربما تأثر أحد أقاربهم ومعارفهم، وهو ما تراه مبرراً لانجذاب شريحة مستخدمي الإنترنت للتقصي حول الأحداث الاقتصادية المتداخلة.
وكانت دراسة حكومية أجرتها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات حول استخدامات الإنترنت في السعودية ونشرت نتائجها في شهر سبتمبر الماضي، قد كشفت أن محرك البحث غوغل هو الأكثر استخداماً في السعودية، بنسبة 83 في المائة من مجمل مستخدمي الإنترنت، وكانت شعبية غوغل ثابتة بين جميع الفئات العمرية، ذكوراً وإناثاً. ويلي غوغل بمسافة بعيدة محرك البحث ياهو بنسبة 13 في المائة، والذي أفادت الدراسة أنه مُستخدم من قِبل العمالة الآسيوية والمنتمين إلى الطبقات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا.
وأفصحت الدراسة بأن مؤشر البيانات الديموغرافية لمستخدمي الانترنت يميل نحو الناشئة والشباب ومن ينتمون إلى الطبقات الاجتماعية والاقتصادية العليا، وأن مستخدمي الإنترنت بين السعوديين والمقيمين العرب أكثر بالنسبة إلى الفئة السكانية التي ينتمون إليها، وهو ما قد يترجم حالة الاهتمام التي صارت تحظى بها تداعيات الأزمة الاقتصادية في العالم العربي، والسعودية تحديداً نظراً لكون سكانها هم الأكثر عدداً وبحثاً كما يفيد غوغل.