«البريد» يُفاوض جهات أمنية وإسعافية لتحديد المواقع داخل المدن

عبر استخدام «المُحدد السعودي» الخاص بالعنونة البريدية الجديدة

غرفة عمليات البريد السعودي الخاصة بتحديد المواقع ميدانياً(الشرق الأوسط)
TT

كشف مسؤول حكومي لـ«الشرق الأوسط» عن مفاوضات تدور بين مؤسسة البريد وجهات رسمية أخرى، لاستخدام خدمات تُقدمها بعض تلك الجهات لنظيراتها، بدون مقابل، من خلال اتفاقيات إستراتيجية طويلة المدى، من المزمع أن ترى النور خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وتهدف المفاوضات التي ستدخلها مؤسسة البريد السعودي، وجمعية الهلال الأحمر السعودي، وجهاز المرور، والدوريات الأمنية، وجهاز الدفاع المدني، لاستخدام خدمات يقدمها البريد السعودي للعامة، من الممكن أن تكون عاملاً مُسهلاً في عمل تلك الجهات الأمنية والاسعافية الميداني.

وبحسب الدكتور أسامة ألطف نائب رئيس مؤسسة البريد السعودي لشؤون العمليات الفنية، الذي كشف عن تولي مؤسسته، تدريب أكثر من 300 فرد من أفراد الدوريات الأمنية في العاصمة، على طريقة الاستفادة من استخدام العنونة، وأنظمة الملاحة، التي تعمل على تقديمها مؤسسة البريد السعودي، مُشبهاً خدمة العنونة البريدية التي تقدمها مؤسسته، بالخدمة ذاتها المُطبقة منذُ أعوام في عدد من الدول الأوروبية.

وأكد ألطف في تصريحات لــ «الشرق الأوسط» أن تفاهما يجري مع وكالة وزارة الداخلية لشؤون الأحوال المدنية، حول إمكانية استخدام العنونة البريدية في تنفيذ الخدمات التي تقدمها مكاتب الأحوال المدنية في البلاد، مثل سجلات المواليد، وسجلات الأسرة، وبلاغات الميلاد، عن طريق صناديق البريد الخاصة بالمواطنين والمقيمين دون مراجعة مكاتب الأحوال.

وقال ألطف «نقدم خدمات لجهاز المرور من حيث استخراج رخص القيادة وتجديدها عبر مكاتب البريد السعودي، ونأمل أن تتطور الخدمة إلى أن تصل إلى تعاون ما بين الجهتين، فيما يتعلق باستخدام العنونة البريدية في الاستدلال على المواقع الميدانية من قبل رجال المرور العاملين في الميدان».

وكشفت مصادر أخرى لـ «الشرق الأوسط» عن توجه عدد من الجهات الأمنية الرسمية السعودية، لاستخدام أنظمة العنونة البريدية، التي خرجت قبل أعوام، من رحم البريد السعودي، في خطوة من تلك الجهات، للاستفادة من النظام في تحديد المواقع، وهو النظام المُطبق في عدد من الدول الأوروبية.

وأفصحت المصادر عن ادراج بعض الجهات الأمنية في السعودية، نظاما مُحددا خاصا بصناديق البريد في البلاد «واصل» للاستفادة من تحديد المواقع، والوصول إليها، حال وقوع طوارئ، دون الحاجة إلى الوصول للمواقع ذاتها، عن طريق المُبلّغ عن حدوث الحالة الطارئة.

وبحسب المصادر، فإن الدوريات الأمنية السعودية، أدخلت نظام مُحدد العنوان البريدي في أجهزتها الحاسوبية العاملة في الميدان، والتي أدخلتها السعودية قبل سنوات في دوريات الأمن، في خطوةٍ منها، لتحديد مواقع الطوارئ حال وقوعها، عن طريق أجهزة الحاسب الآلي داخل مركبات الدوريات ذاتها، في حين، أدخلت ذات المُحدد، لأنظمة «غُرف العمليات» في مقرات الشُرط والجهات الأمنية.

ومن المنتظر أن تدخل مؤسسة البريد السعودي، وهي الجهة التي تبنت إدراج صناديق بريدية شبه إلكترونية في البلاد، بشراكة مع جمعية الهلال الأحمر السعودي، وهي الجهة المسؤولة عن الإنقاذ حال حدوث طوارئ في البلاد، شراكةً للاستفادة من النظام ذاته، وبالتالي، للوصول للمواقع المُراد الوصول إليها، في وقت أسرع من المعمول به حالياً.

وتلى تلك الخطوة، دخول شراكة عملية ما بين مؤسسة البريد السعودي، وجهاز الدفاع المدني، لتطبيق النظام ذاته، الذي عمل وسيعمل من خلاله عدد من الجهات الرسمية السعودية، الخاصة بالجوانب الأمنية، والجوانب الإنسانية.

ودارت داخل أروقة أجهزة الدوريات الأمنية في العاصمة السعودية الرياض خلال الأسبوع الماضي، محاضرات شبه يومية، دخلها مسؤولو مؤسسة البريد السعودي، في مقابل ذاك الجهاز الأمني، تهدف للتوعية باستخدام العنوان البريدي، في الاستدلال على المواقع الميدانية، عقب أن أدرجت تلك الجهات، أنظمة المُحدد داخل أجهزتها الحاسوبية في أوقات سابقة.

ودخلت الأجهزة الأمنية السعودية مع البريد السعودي في مشروع الاستفادة من المحدد السعودي، عقب دخول جهات أخرى رسمية، كانت انطلاقتها بتسلم وزارة المياه والكهرباء في البلاد، لخرائط جغرافية تختص بالعنوان البريدي، رأت وزارة المياه حينها، أنه قد يكون الأسهل في الوصول للمستفيد والمراجع لها، لمعرفة عناوينهم لغرض مشروع إيصال الصهاريج للمنازل عن طريق الهاتف (نظام سقيا) والذي يتيح للمشترك في صندوق «واصل» طلب الخدمة من الوزارة ليصله صهريج المياه للموقع عبر عنوانه البريدي، إضافةً إلى توزيع الفواتير الشهرية الخاصة بالكهرباء.

وطورت مؤسسة البريد السعودي قبل أعوام، نظام المحدد السعودي لتسهيل استخدام العنونة البريدية لقطاع الأعمال أو للأفراد، في حين مكنت من استخدام المحدد السعودي عن طريق الانترنت، أو الأجهزة الكفية، ليصبح أدق وأسرع الخرائط الجغرافية الرقمية للبلاد، عقب إجراء دراسات مكثفة بالتعاون مع بيوت الخبرة في نظم المعلومات الجغرافية، من أجل تنفيذ هذا المشروع ووفق مراحل ليغطي بذلك كافة مناطق ومحافظات البلاد.

ويُعتبر المحدد السعودي، نظاما خاصا بالخرائط الجغرافية الرقمية، يعمل على تحديد المواقع باستخدام العنونة البريدية الجديدة، في حين يهدف لتسهيل عملية التعرف على العناوين البريدية ميدانياً، عقب تحديد المعالم الرئيسية بالمدينة، كالمصالح العامة، والمؤسسات، والمكاتب التجارية، والأسواق، والبنوك، والمستشفيات، وغيرها بطرق تقنية.

وتأتي تلك الخطوة فيما وّزعت مؤسسة البريد السعودي، أكثر من 5 ملايين صندوق بريد منزلي على محافظات ومناطق البلاد، بدأت المؤسسة في تغطية تلك المناطق، بشكل تدريجي، كان قد بدأ في المدن الرئيسية في البلاد، إلى أن بلغت التغطية جميع مناطق ومحافظات البلاد، كأول مشروع من نوعه في السعودية، وفي منطقة الخليج بشكل عام.