الأسواق الشعبية تصارع الزمان والمكان وشظف العيش

وصل تأجير أماكن البسطة من 1500 إلى 20 ألف ريال

TT

تشتهر الأسواق الشعبية السعودية، بتنوع البسطات الرجالية والنسائية، ويتنافس باعة البسطات، على أخذ موقع مميز يكون أكثر جذبا للمتسوقين، الأمر الذي قد يؤدي إلى فوضى عارمة تنتهي بخصومات بين البائعين. وفي جولة استطلاعية لـ «الشرق الأوسط» على عدد من الأسواق التي تشتهر بكثرة البسطات والجائلين من مختلف الجنسيات العربية والآسيوية، تقول بائعة سعودية، ان بعض الأسواق تستقطب عددا كبيرا من المتسوقين من جميع الجنسيات، مثل سوق الدمام القديم، أو سوق الحب، أو سوق الخميس بالقطيف. وتشتهر هذه الأسواق بكثرة البسطات المتنوعة، يتوزع فيها الباعة في أماكن مختلفة داخل السوق، يعرضون بضائعهم على أرصفة الطرق.

وتلقى بعض الأسواق الشعبية إقبالا كبيرا، خصوصا على البسطات الكبيرة، التي تتنوع فيها البضائع والمستلزمات من أوان ومواد مدرسية وملابس جاهزة، ومعدات كهربائية، وأدوات منزلية، ومواد غذائية، وكتب ومجلات وأشرطة قديمة، ومجموعة من الأدوات المتفرقة، بالإضافة إلى أن أسعارها الزهيدة، تجذب لها عددا من المستهلكين.

وتختلف أسعار مواقع البسطات داخل الأسواق الشعبية، ويرى بعض البائعين والجائلين من سوق لآخر، لأن سعر أماكن البسطات يرتفع بحسب الموقع سواء في وسط السوق الذي يكون عادة لافتا للنظر، وأيضا كثافة المتسوقين، ويقوم بعض البائعين الذين يحتلون مكانا مميزا بتأجير أو بيع المكان لبائع أو جائل آخر، ويصل سعر المكان سواء كان في بداية أو وسط أو نهاية السوق بين 1500 إلى 20000 ريال تختلف فيها المدة من شهر إلى سنة واحدة. ويقل ارتياد الأسواق الشعبية من قبل الزبائن أيام الإجازة الصيفية، بسبب السفر خارج السعودية، لتصل إلى نحو 50%. وعن أكثر الأسواق جذبا للتسوق بالقطيف من الأسواق الشعبية، هو سوق الأحد بالناصرة والثلاثاء بالمنيرة والجمعة بالدخل المحدود، وتقل في منطقة الخويلدية، وحلة محيش.

ويقول البائع خالد حسن أمان، الذي يملك بسطة صغيرة، تحتوي على بضاعة متنوعة، انه يبيع في الأسواق الشعبية قرابة 12 عاما تمكن بأرباح هذه الأعوام، من فتح معرضين بالقطيف، قائلا، ان الأسواق المتنقلة تعد بوابة النجاح في التجارة الحرة، مضيفا أن الشاب في الأسواق المتنقلة يصل لمرحلة النضج التجاري بعد التجربة، ويتعلم تقلبات السوق ويتعلم كيفية البيع والشراء واختيار البضائع وتسعيرها.

وذكر أمان، أن بعض الباعة يتوسعون من خلال الأرباح التي يجنونها من البسطات لفتح مشاريع أخرى كبيرة، ثم يتركون البسطة بلا رجعة بعد أن تتوسع تجارتهم، ويبدأون في قيادة استثمارات ومشاريع جديدة. ويشير أمان، إلى ان النظرة السلبية تجاه باعة البسطة، من قبل المجتمع، بأنها من شريحة ضعيفة، تنعكس على أفراد أسرته، أثناء المناسبات أو الزواجات، حيث تعرض بعض النساء عن قبول الزواج من بائع في الأسواق. وأوضح أمان، أنه توجد أنظمة يتبعها البائعون، وهي أشبه بالعرف فيما بينهم، في حال غياب البائع في السوق أكثر من شهر واحد، يتحول المكان لبائع آخر.

ويقول عبد الرحمن الخريصي، الذي له قرابة 30 عاما، في سوق الدمام الشعبي، انه يقوم بتأجير مكانه في السوق حسب ظروفه الخاصة، ويحصل من جراء التأجير دخلا زهيدا يتراوح بين 800 إلى 1000 ريال، وأضاف أنه يبيع الملابس النسائية والأحذية. وذكر أنه تنتشر ظاهرة تأجير وبيع أماكن البسطات داخل الأسواق والتي أصبحت أشبه بالمضاربات بسوق الأسهم، وتصل في بعض المناسبات مثل الأعياد إلى 20 ألف ريال. أما السوق النسائي القديم بالدمام، فهو مختلف، فالنساء الكبيرات في السن، لا يرين ضرورة لبيع أماكن بسطاتهن رغم شظف العيش، وقالت أم راكان، بأنها لن تبيع أو تتخلى عن مكانها سوى في ظروف المرض، مضيفة أنها تعيش من خلال بيعها من هذه البسطة المتواضعة، وتدفع 1000 ريال لاستئجار المكان، وعاتبت أم راكان، ملاحقة مراقبي البلدية لهم، قائلة انني أعيش على هذه البضاعة مع أفراد أسرتي.