70% من الجمعيات الخيرية في السعودية بلا مواقع إلكترونية

باحث لـ«الشرق الأوسط»: المواقع الخليجية زادت 28% منذ بداية العام الحالي

المواقع الإلكترونية للجمعيات تسلط الضوء الإعلامي عليها وتجذب المتطوعين («الشرق الأوسط»)
TT

رغم الثورة الإلكترونية المشهودة حالياً، لا تزال نحو 70 في المائة من الجمعيات الخيرية في السعودية غائبة عن شبكة الإنترنت، حيث كشف استطلاع حديث أجراه المركز الدولي للأبحاث والدراسات (مداد)، وخـُصت «الشرق الأوسط» بنتائجه، أن من بين 364 جمعية خيرية موجودة في السعودية لا تمتلك إلا حوالي 104 جمعيات خيرية موقعاً إلكترونياً على شبكة الإنترنت، أي قرابة 28.5 في المائة فقط من مجمل الجمعيات.

وأفصح الدكتور أحمد عبادة العربي، مدير قسم المعلومات والتوثيق في المركز الدولي للأبحاث والدراسات (مداد) بجدة، لـ«الشرق الأوسط»، بأن مواقع الجمعيات الخيرية الخليجية على شبكة الإنترنت زادت بحوالي 28 في المائة منذ شهر يناير (كانون الثاني) الماضي وحتى الآن، وأفاد بأن الدول الخليجية ما زالت متقدمة إلكترونياً مقارنة ببقية الدول العربية، مشيراً إلى استشعارها لأهمية مواكبة التطورات التقنية.

وهدف الاستطلاع الذي أعده مركز مداد أخيراً إلى معرفة نتائج وردة فعل المعنيين حول الدراسة التي أجراها مطلع هذا العام بعنوان «مواقع الجمعيات الخيرية الخليجية على الانترنت»، وضم الاستطلاع 14 مؤسسة خيرية خليجية بتخصصات مختلفة، شملت السعودية (5 جمعيات)، الإمارات (5 جمعيات)، البحرين (جمعيتان)، وكل من قطر والكويت (جمعية واحدة).

وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 64.29 في المائة من الجمعيات الخيرية المشاركة تعتقد أن المواقع الإلكترونية تؤثر على زيادة التبرعات بالمؤسسات الخيرية بصورة «قوية»، في حين رأت 14.29 في المائة بأن تأثيرها «متوسط»، واعتبرت 7.14 في المائة أنه لا يوجد لها تأثير، بينما صرحت 14.29 في المائة من الجمعيات المشاركة بأنها جهات لا تقبل التبرعات.

وأجمع المشاركون في الاستطلاع على أن لتقنية المعلومات دوراً بارزاً في تطوير أداء الجمعيات الخيرية من حيث تبسيط الإجراءات الإدارية، وسهولة الاتصال والتواصل بين الإدارة والموظفين والمستفيدين والداعمين، وتوفير الوقت والجهد والمال، إلى جانب الإعلام والإعلان عن فعاليات وأنشطة المؤسسة، في حين أفصحت بعض الجمعيات بأنها تستقبل متطوعين جدداً عن طريق الموقع الإلكتروني بصورة دائمة.

وبناء على ذلك، جاءت توصيات المركز بتنظيم جائزة سنوية لأفضل موقع إلكتروني خيري بدول الخليج، تكون المعايير التي تم التوصل إليها من خلال الدراسة هي محور التقييم، ويكون هدف الجائزة تطوير الأداء في مؤسسات العمل الخيري من خلال نشر وترسيخ ثقافة العمل الخيري والتعريف بمؤسسات العمل الخيري في السعودية، وإثراء العمل الخيري بمحتوى رقمي مميز يساعد على اتخاذ القرارات، وتنمية روح التنافس بين المؤسسات الخيرية لتطوير أدائها من تقنيات المعلومات والمواقع الإلكترونية.

وبسؤال الدكتور العربي عن المرحلة التي تم الوصول إليها بشأن التحضير لجائزة أفضل موقع إلكتروني خيري في دول الخليج، أفصح بأن الجائزة ستكون من تنظيم المركز الدولي للأبحاث والدراسات (مداد)، وأضاف بأنه تم الانتهاء من إعداد شروط وأهداف الجائزة، مشيراً إلى أنه جار حالياً البحث والتنسيق عن جهة راعية لحين إطلاقها رسمياً.

وعودة إلى الدراسة التي أجراها مدير قسم المعلومات والتوثيق بمركز مداد، فقد أفصحت نتائجها أن من بين 847 جمعية خيرية في دول الخليج يوجد 364 جمعية في السعودية، تمتلك 76 منها موقعاً إلكترونياً، في حين أنه بلغ عدد المواقع المفعلة من مجمل هذه المواقع 65 فقط، وهو ما يقدر بـ17.86 في المائة، وذلك قبل أن يقفز العدد ليصل اليوم لنحو 104 جمعيات خيرية تمكنت أخيراً من أن توجد لها مكاناً على شبكة الإنترنت.

ومن النتائج الطريفة التي بيـَّنتها الدراسة أن نحو 27 في المائة من مواقع الجمعيات الخيرية الخليجية على الإنترنت ينتهي امتدادها بالمجال com المختص بالمواقع التجارية رغم أنها غير ذلك، بينما جاءت 57 في المائة من مواقع الجمعيات منتهية بالامتداد org المعني بالمؤسسات غير التجارية، وأظهرت الدراسة أن نحو 80.77 في المائة من مواقع الجمعيات الخيرية لا توجد بها أخطاء املائية ونحوية، بينما النسبة المتبقية خلاف ذلك.

وتطرقت الدراسة للإعلانات التجارية في مواقع الجمعيات الخيرية، لتكشف أن 17.3 في المائة من هذه المواقع لا توجد بها إعلانات إطلاقاً، وأن 72.1 منها تضمنت إعلانات عن الجمعية، وأن 21.2 في المائة منها بها إعلانات تجارية، مع الإشارة لكون بعض الإعلانات لا يتوافق مطلقاً مع أهداف وعمل الجمعيات، وجاء ذلك معياراً من ضمن عدة معايير تضمنتها الدراسة ودفعت بعض الجمعيات لمراجعة حساباتها وتحسين مستوى مواقعها الإلكترونية، حسب ما أفاد الباحث.