إطلاق أكاديمية لتوعية الشباب بأساليب القيادة الآمنة في الطرقات العامة

إدارة المرور: تسجيل 1.4 مليون مخالفة خلال العام الماضي في جدة.. عدد الموقوفين فيها 1%

جانب من عمليات تعليم القيادة الآمنة في الاكاديمية («الشرق الأوسط»)
TT

كشف العقيد محمد القحطاني مدير عام المرور بجدة عن تسجيل نحو 1.4 مليون مخالفة خلال العام الماضي في جدة لم يتجاوز عدد الموقوفين فيها 1 في المائة. مشيرا الى ان ادارته تضبط نحو 200 ألف مخالفة شهريا في جدة.

واضاف القحطاني في حديث صحافي عقد على هامش افتتاح «أكاديمية صفرا للقيادة الآمنة» مساء أول من أمس «أن المرور السري أصبح السلاح القوي في إدارة المرور». مشيرا الى أن خير دليل على ذلك الدور الكبير الذي يقوم به على طريق الحرمين والذي يبلغ طوله 40 كيلومترا ويشهد عددا كبيرا من الحوادث. ومبينا انه تم تركيز 50 سرية غير الدوريات الرسمية في الطريق وهو الأمر الذي خفض أرقام الحوادث بشكل كبير عما كانت عليه في الأعوام السابقة.

وحول الملاحظات التي سجلت على مراكز التوقيف في مرور جدة قال القحطاني: «المتطلبات الرئيسية في التوقيف موجودة وقد تمت زيارته من عدة جهات رقابية حكومية وهو يستوعب 250 شخصا والذين يتوقفون فيه لا يتجاوزون 150شخصا».

واضاف القحطاني «أن التوقيف يتم الإشراف عليه على مدى 24 ساعة من قبل مختصين، يتم فيها الإشراف على التكييف ودورات المياه ونظافة المكان وحرية اختيار الوجبات». وعن المخالفات والمفحطين أبان مدير مرور جدة ان المفحطين ورد في النظام الجديد عدة عقوبات لهم وفي حالة استمرار المخالف ترفع المخالفة للحاكم الإداري لاتخاذ ما يلزم. ومشيرا الى ان نظام المرور الجديد ورد في في إحدى مواده أن المخالف إذا تجاوز النقاط المحددة خلال العام وتكررت المخالفة للمرة الثالثة، يوجه لبرنامج لإعادة تأهيله لتقويم السلوك في القيادة مثل الأكاديمية، أما اذا كانت المخالفات خطرة على سلامته وسلامة غيره، يتم تحويله إلى هيئة الفصل في المخالفات حيث تنظر في حجم المخالفة وخطورتها على السلامة العامة ومن ثم سحب الرخصة لمدد معينة».

وشدد القحطاني على الدور الكبير الذي ستقوم به الأكاديمية التي تم اطلاقها يوم امس والمختصة بالقيادة الآمنة من خلال تركيزها على نقاط مهمة في أصول القيادة وقال «نحن في إدارة المرور متفائلون بالتعديل من سلوكيات الشباب التي تعد سبباً رئيسياً في الوقوع في الحوادث كون الأكاديمية، توجه السائقين للقيادة الآمنة والافضل». موجها في الوقت ذاته أولياء الأمور لتوجيه أبنائهم للأكاديمية والالتحاق بمثل هذه البرامج لا سيما أنها لا تتجاوز 6 ساعات منها ثلاث ساعات عملي وثلاث نظري. وكانت جدة قد شهدت يوم أمس الأول على أرض ميدان جدة للسباق، افتتاح أكاديمية صفرا للقيادة الآمنة،وهي تعد أول أكاديمية في العالم العربي تقدم برامج توعية وأساليب للقيادة الآمنة في الطرقات العامة.

الى ذلك اكد الأمير فيصل بن سعود بن عبد المحسن، رئيس مجلس ادارة شركة السباق المتحدة أن هذه الأكاديمية هي إحدى ثمار وتشجيع القيادة الرشيدة ودعم أمير المنطقة ومحافظ جدة واهتمامهما الشخصي بهذه الاكاديمية، اللذين حولا الحلم الى حقيقة». وهو الامر الذي اسهم في بناء أول حلبة للسيارات والدراجات النارية في المملكة وأول أكاديمية للتوعية بالقيادة الآمنة على مستوى العالم العربي. في حين اوضح يوسف أحمد يوسف زينل، عضو مجلس ادارة شركة صفرا المحدودة «إن للمجتمع المدني دورا مساندا وداعما لدور الدولة في مجالات وأنشطة كثيرة من ضمنها هذه الأكاديمية». مشيرا الى ان حضارات الأمم ودرجة رقيّها تُقاس اليوم بمقاييس عديدة أحدها أنظمة قيادة السيارات فيها، وقد أصبح سلوك سائق المركبة عنواناً أكيداً لتقدم الأمة، واحترام قائد المركبة لأنظمة المرور يمثل مسؤولية شخصية ووطنية على حد سواء. وأشار إلى أن برامج الأكاديمية المطورة من قبل الأكاديمية الوطنية للقيادة الآمنة بالولايات المتحدة الأمريكية، أساساً، تستهدف تطبيق أساليب القيادة الآمنة في الطرقات العامة، وزيادة الوعي بالسلامة على الطرق في السعودية، وغرس الإحساس الجماعي بالمسؤولية الاجتماعية لجعل طرقنا أكثر أماناً وذلك من خلال ايضاح القواعد الرئيسية المغطاة في برنامج الأكاديمية.

وقالت أُلفت قباني، رئيسة مجلس جدة للمسؤولية الاجتماعية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة «أن أرواح أفراد المجتمع أغلى ما يملكه الوطن، والحفاظ عليها بكل السبل هو أحد أهم أولويات القطاعين الحكومي والخاص، حيث إن حوادث الطرق تشكل سبباً رئيساً في ارتفاع معدل الوفيات، خاصة أن 40 في المائة من الذين يقعون في الحوادث في المملكة هم من فئة الشباب، لذا، فإن العمل على تقليلها والحد منها، يتطلب العناية الدائمة وبذل كافة الجهود والإمكانات المتاحة بمعالجة أسبابها والتخفيف من آثارها، والحفاظ على أرواح الشباب عماد المستقبل، مسؤولية اجتماعية تقع على عاتق الجميع». يشار الى ان الاحصاءات ذكرت أن 270 ألف حادث سيارة يقع كل عام بالمملكة التي سجلت أعلى نسبة حوادث قاتلة بين كافة دول الخليج العربية، حيث إن شخصاً واحداً يقتل ويصاب ثمانية كل ساعتين، كما تحدث 32 ألف إصابة متعلقة بحوادث المرور سنوياً.