ملتقى التوحد: تشديد على الحاجة إلى التخطيط والقدرات والوقت

رئيسة الجمعية الفيصلية: لا بد من وجود رؤية استراتيجية واضحة

جانب من الملتقى الذي انطلق في جدة أول من أمس (واس)
TT

شدد مشاركون في ملتقى التوحد الذي أطلق أعماله عشية أمس الأول في جدة، على أن المراكز التي تؤسس لتأهيل هذه الفئة تحتاج إلى الكثير من التخطيط والقدرات والوقت.

وقالت الأميرة فهدة بنت سعود بن عبد العزيز، رئيسة الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية بجدة «إن المراكز التي تؤسس لتأهيل هذه الفئة تحتاج إلى الكثير من التخطيط العلمي والإداري والقدرات المالية والجهد المتواصل والوقت، فلا يمكن أن نركن إلى المستوى الذي حققناه في خدمة هؤلاء الأطفال، بل يجب أن نبذل الجهود لمتابعة المستجدات العلمية والتربوية والبرامج المتقدمة التي تساعد على تطوير القدرات البشرية العاملة معهم مع العمل على تحقيق الأهداف التي تؤثر بشكل مباشر في قدرات أي مركز على النجاح المستمر، مما يتطلب وجود استراتيجية قابلة للتطبيق تنطلق من رؤية واضحة وأهداف وذلك لتحسين مستويات الأداء والتطوير». وأضافت «ان هذا الملتقى وهو يقام على مقربة من أقدس بقاع الأرض ـ مكة المكرمة ـ يجتمع فيه أفراد من ثماني عشرة دولة عربية وثلاث دول أوروبية، كرسوا جهودهم لخدمة الطفل التوحدي، بهدف التعرف على أحدث النظريات المتعلقة بالجوانب التعليمية والتواصلية المرتبطة باضطراب التوحد الذي تزايد أعداد المصابين به في ظل نقص شديد في الخدمات والتدريب والمعرفة والتمويل مما حدا بالمنظمين أن يأخذوا الخطوات الى هذا الملتقى من أجل إيجاد حلول لهذه المشاكل والاستفادة من تجارب بعضهم بعضا». وتابعت «إن الشعور بالوحدة العربية لا يكفي، لكن يجب أن تكون هنالك مبادرات تغذي هذا الشعور من خلال العمل الذي يترجمه ويثبّت عناصره بما فيها تشجيع صلات العلم والمعرفة بيننا، خاصة أننا نلتقي في القيم والأسس والمبادئ الاجتماعية والظروف البيئية، لذلك يأتي لقاؤنا هذا لنتبادل فيه المعرفة ولكي نوحد الجهود الرامية إلى الارتقاء بالخدمات المقدمة للأطفال التوحديين، لأن أعداد الأطفال المصابين بالتوحد في العالم العربي في تزايد مخيف لأسباب جينية وطبية وبيئية».

وتابعت «أن من الأهداف الأساسية لهذا الملتقى أن يتمكن المشاركون من جعل جميع المؤسسات الرسمية والأهلية في البلدان العربية تدعم هذه الخدمات والمساهمة فيها وأن تبادر المؤسسات التعليمية بإنشاء المراكز الحكومية للأطفال التوحديين وبمستوى عالٍ من الكفاءة».

واتفق المشاركون على ضرورة دعم هذه الفئة وذلك خلال فعاليات الملتقى العلمي الأول لمراكز التوحد في العالم العربي الذي تنظمه الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية بجدة تحت شعار «التوحد واقع ومستقبل»، والذي رعاه الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز، نيابة عن الأمير طلال بن عبد العزيز، رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند)، والرئيس الفخري للجمعية السعودية للتربية والتأهيل.

الى ذلك أكد الدكتور يوسف العثيمين، وزير الشؤون الاجتماعية «أن المملكة أولت المعوقين على اختلاف إعاقاتهم عناية خاصة وتوسعت في إنشاء مراكز التأهيل الشامل والتأهيل الاجتماعي ومراكز الرعاية النهارية للمعوقين من الجنسين في مناطق المملكة، وتجهيزها بأحدث الأجهزة المناسبة، وتطوير برامج التأهيل المهني بما يتفق مع احتياجاتهم وظروفهم الخاصة، وما يهيئهم لحياة كريمة مستقرة، وما هذا الملتقى المبارك إلا إحدى ثمرات هذا الجهد وهذا الدعم».