القصيم تكرم 99 من أسر شهداء الواجب

تم اختيارهم من جميع المدن للمشاركة في تجمع «وطن يكرم شهيدا»

TT

في أول لقاء وطني يجسد معاني الوفاء للشهداء، وتحت شعار «وطن يكرم شهيد» تحتفل منطقة القصيم، منتصف الشهر الحالي بتكريم 99 أسرة من أسر الشهداء في جميع مدن السعودية ومن جميع القطاعات العسكرية، منهم 76 أسرة من خارج منطقة القصيم، و23 أسرة من أسر الشهداء بالمنطقة. وأشرفت على إقامة اللقاء، الذي يحضره عدد من الأميرات والكاتبات المهتمات بالشأن الاجتماعي، لجنة رعاية أسر الشهداء بمنطقة القصيم بدعم من وزارة الداخلية التي باركت هذه الخطوة لتجمع 232 فرداً من أسر الشهداء من رجال ونساء واطفال في منطقة واحدة، تأكيداً للمسؤولية الوطنية تجاه هذه الأسر. وذكرت الأميرة ريما بنت سلطان، حرم مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف أن هذا الحفل يعد رسالة حب من الوطن الى تلك الأسر التي فقدت عائلها خلال مواجهات أمنية، وتم اختيار القصيم لهذا اللقاء كونها المنطقة التي قدمت أكبر عدد من شهداء الواجب. وأكدت حرم مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، خلال المؤتمر الصحفي الذي اقيم أمس بمناسبة قرب انطلاق اللقاء، أن الدولة لم تتوان عن تقديم دعمها الكامل لهذه الأسر من الناحية المادية لتحقيق الاستقرار لهم، وان كان ذلك لا يعوض فقدهم لعائلهم. وفي سياق متصل قالت الأميرة نورة بنت محمد، حرم أمير القصيم ورئيسة لجنة رعاية اسر الشهداء لـ «الشرق الأوسط» إن لجنة أسر الشهداء في القصيم التي أنشئت عام 2004، في أعقاب الأحداث الإرهابية التي أثارتها الفئة الضالة تهدف إلى خدمة أبناء الشهداء في منطقة القصيم وتفعيل دورهم في جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، مشيرة إلى أن هذه الرعاية تشمل جميع أفراد الأسرة على اختلاف أعمارهم. وأضافت الأميرة نورة بنت محمد أن عدد الأسر التي تشرف عليها اللجنة بلغ 23 أسرة في منطقة القصيم تضم 124 فرداً من الأبناء، بالإضافة إلى الزوجات والأمهات، موضحة أن أسرتين من هذه الأسر انتقلتا إلى كل من حائل والرياض، وما زالت اللجنة تتابعهما. وعن أبرز المعوقات التي تواجه اللجنة ذكرت أنها تتمثل في انتقال بعض الأسر إلى خارج المنطقة، ما يجعلنا نواصل متابعتهم فى مناطقهم التي انتقلوا إليها.

وفي ما يتعلق بالحفل المزمع عقده في منتصف الشهر الحالي أفادت رئيسة لجنة أسر الشهداء أن فكرته نبعت من خلال التفكير في تنظيم لقاء وطني يجمع جميع من عاشوا أوضاعا مشابهة من أسر الشهداء، وتم التخطيط للاحتفاء بهم وإسعادهم إيجاد فرص للتعارف بينهم وبين بعضهم، منوهة بأن اللجنة ستقيم نتائج هذا اللقاء ويتم توثيق مدى فائدة ان تكون هذه المناسبة دورية، إضافة إلى اقتراح أن يكون هناك يوم للشهيد ينطلق من المدارس والجامعات والمساجد. وعن نقل تجربتهم إلى المناطق الأخرى ذكرت رئيسة اللجنة أننا لن نبخل على أي منطقة في السعودية بنقل تجربتنا الرائدة في هذا المجال، ونحن على استعداد لتدريب من ترغب من السيدات على كيفية تأسيس هذه اللجان وآلية العمل في اللجنة. وأشادت رئيسة لجنة رعاية اسر الشهداء بالتعاون المستمر مع إدارة اسر الشهداء ووصفته بأنه تعاون مستمر وقوي، وأنهم لا يدخرون جهدا في توفير ما نطلبه منهم من تلبية احتياجات اسر الشهداء والتي تقع ضمن اختصاص اداراتهم، كما انهم يشجعون اعمال اللجنة ويساندون دورنا اينما وكيفما كان.

وعن الدراسة التي اعدتها اللجنة حول أوضاع هذه الأسر ذكرت الأميرة نورة بنت محمد أن لهذه الدراسة أهمية كبيرة كونها ستوفر بيانات ومؤشرات حول أوضاع أسر الشهداء المعيشية في منطقة القصيم، وبشكل خاص توزيعهم الجغرافي والأوضاع الديمغرافية والمؤشرات للأوضاع التعليمية والوظيفية والصحية، كذلك ستوضح رؤية اللجنة المستقبلية لطبيعة العمل مع أسر الشهداء بناء على مخرجات ونتائج الدراسة. إلى ذلك قالت لولوة النغيمشي، مشرفة اللجنة بمنطقة القصيم لـ «الشرق الأوسط» إن اتصالات كثيرة ترد إلى اللجنة من سيدات المناطق الأخرى يبدين فيها رغبتهن في الانضمام للجنة القصيم لما يسمعنه عن دور اللجنة في الوقوف على الأسر ومتابعة حالاتها بشكل مباشر، الا إننا نعتذر لهن حيث ان مناطقهن لا تقع ضمن المنطقة الجغرافية للقصيم.