صيادلة لـ«الشرق الأوسط»: السعوديون أصبحوا يتخوفون من غش الأدوية

رووا قصصا وحكايات لمتعاطي أدوية الضعف الجنسي على بوابات الصيدليات

مخاوف طبية من غش الأدوية وبخاصة المسؤولة عن علاج الضعف الجنسي («الشرق الأوسط»)
TT

دقت آخر إحصائية أعلنها المؤتمر الصحي الذي عقد في جدة، بأن نحو 40 في المائة من الأدوية المباعة في السعودية مغشوشة، وبخاصة الأدوية الجنسية، ناقوس الخطر مدويا بخطر بات يخشاه الكثير من المتداولين لهذه الأدوية.

يأتي ذلك في وقت قدرت إحصاءات معلنة حجم استهلاك السعوديين للمنشطات والمقويات والمعالجات الجنسية بنحو 187.5 مليون ريال سنويا، وترتفع نسبة المبيعات في موسم الصيف بنحو 10 في المائة عن بقيه أشهر العام، وسط إشارات الى إرجاع الزيادة الى ارتفاع نسبة الزيجات في موسم الإجازات الصيفية.

وكان الدكتور عبد الله عبد العزيز العبد القادر، رئيس الشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن نحو 30 إلى 40 في المائة من تلك الأدوية مغشوشة ومعرضة للغش، وعرض في الوقت ذاته علبتين لنوع من تلك الأدوية تتشابهان في المظهر الخارجي والداخلي تماما ولا يستطيع أي شخص التفريق بينهما إلا من خلال الكشف المخبري للمادة الكيميائية.

وكان العبد القادر قال لـ«الشرق الأوسط»: «إن 30 إلى 40 في المائة من الأدوية التي يزيد سعرها على مائة ريال معرضة للغش وعددها 53 دواء أبرزها أدوية المنشطات الجنسية، وان عددا من العاملين في الصيدليات يبيعون هذه الأدوية، خصوصا تلك التي يعرض موزعوها نسبا من الأرباح للصيادلة».

تلك التحذيرات آتت أكلها سريعا، فكيف لا وهي في جانب لا يستطيع أي امرئ أن يتجاهله أو يتعامل معه بسلبية، حيث يقول الدكتور احمد صبحي، وهو صيدلي يعمل في جدة: «إن كثيرا من مرتادي الصيدليات جاءوا يسألونني كيف يمكنهم معرفة الدواء المغشوش من الصحيح».

ويضيف «أقنعتهم أن صيدلياتنا لا يمكن ان تفعل مثل ذلك، لكنهم كانوا يحرصون على معرفة الأمر حتى لا يُغشوا عند شرائهم من أي مكان».

وكانت وما زالت أدوية الضعف الجنسي سبب إحراج عند بوابة أي صيدلية، فكثيرون يشترونها بشكل سري وصامت او ينتظرون ان تخلو الصيدليات من الزبائن قبل ان يطلبوها سريعا قبل دخول عميل آخر يحرجهم، في وقت أصبح مطلوبا منهم الوقوف طويلا للتأكد من ان هذه الأدوية ليست مغشوشة قبل مغادرة الصيدلية.

الصيدلي احمد بسحم، الذي يحكى لـ«الشرق الأوسط» بعض طرائف السعوديين حين يقدمون لشراء أدوية التنشيط الجنسي، التي كما يصفها الأطباء بأنها أدوية الرجولة والفحولة، لكن الغريب في الأمر أن هذه الرجولة ومهما علت وتفوقت في تقديم المعونة بعد استخدامها، إلا أن هناك مشكلة تواجه البعض عند شرائها وتشكل لهم المهمة الأصعب كما يصفها الكثير من مقتنييها.

الصعوبة وقت الشراء يوردها بسحم بقوله «الكثير من زبائن الصيدلية ممن يقتنون هذه الأدوية دائما ما تعتريهم علامات التستر خلف عباءة الحياء أثناء شراء الحبة، خصوصا عند ازدحام الصيدلية مما حدا بالبعض الى ابتكار طرق وشيفرات وكلمات لا يعيها او يفهمها إلا الصيدلي نفسه، فمنهم من يكتب وصفة خاصة، والبعض يهمس في أذن الصيدلي والبعض الآخر له أسلوبه الخاص، ولعل أطرفهم ـ يواصل بسحم ـ ما ابتكره احد العملاء معي من خلال تسميته إحدى هذه المستحضرات التي تحمل اللون الأزرق باسم احد أشهر الأندية السعودية التي تحمل نفس اللون ووصف الحبة الأخرى بالمنافسة، وربط بينهما كون الجميع يبحث عن الهدف وتحقيقه.