هيئة السياحة والآثار تستعين بشركات عالمية لدراسة الليث «سياحيا»

لتحويلها إلى موقع سياحي وعلاجي وتجاري

سياح اجانب يزورون موقعا أثريا في الليث
TT

قررت الهيئة العامة للسياحة والآثار، البدء بإعداد دراسة كاملة ومعمقة لتطوير جميع الواجهات السياحية، سواء كانت البحرية أو الصحراوية أو الاستشفائية لمحافظة الليث، ويستغرق الانتهاء من الدراسة بحسب الهيئة العامة للسياحة والآثار، 4 أشهر للخروج بالنتائج النهائية للخطة التطويرية التي يتم إعدادها بالاستعانة بخبرات شركات عالمية متخصصة في تصميم وتخطيط المشاريع السياحية بكل أنواعها.

وأوضح غازي البقعاوي، مدير مشروع تطوير منظومة المواقع السياحية بمحافظة الليث، لـ«الشرق الأوسط»: «أن هذه الخطة تأتي ضمن برنامج متكامل لتطوير المواقع والوجهات السياحية منبثق عن الأهداف الرئيسية للهيئة، وينظر إليه على انه الخطوة العملية التالية لتنفيذ خطط العمل لاستراتجيات التنمية السياحية في المناطق المختلفة، وسيتم تنفيذ هذه المبادرات في سلسلة من المشاريع التي يغطي كل منها عددا من مناطق التطوير السياحي والمواقع السياحية المتاخمة والمتممة لها في الخصائص التي سبق تحديدها في استراتيجيات التنمية السياحية في المناطق باعتبارها مناطق تتمتع بالأولوية من حيث التطوير».

وأضاف البقعاوي «يغطي هذا المشروع على وجه التحديد عددا من المواقع القابلة للتطوير السياحي في محافظة الليث بجنوب منطقة مكة المكرمة، كشاطئ الليث وجزيرة جبل الليث وموقع السرين الأثري والعيون الحارة بمركز غميقة، من خلال تقييم وتحديد فرص الاستثمار السياحي ذات الجدوى في تلك المواقع، بحيث تشكل بعد تطويرها منظومة سياحية ساحلية متكاملة يمكن من خلالها تقديم أنماط وأنشطة سياحية متنوعة، بالإضافة إلى الاستفادة من عدد من المواقع الأخرى كالمنطقة المحيطة بميقات يلملم وجبال الرزان ومنطقة السقاري والسوق الشعبي بالوسقة، بالإضافة إلى اقتراح الفعاليات وأنشطة داعمة لمواقع التطوير».

وتابع «تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار بمبدأ الشراكة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، بالإضافة إلى حرصها على مشاركة المجتمع المحلي والاجتماع بهم قبل البدء بالخطوات لمعرفة مرئياتهم وتصوراتهم وطموحهم».

وحول مدى خطورة المغامرة الاستثمارية بإنشاء مرافق سياحية ضخمة في ظل ضعف البنية التحتية في المناطق المحيطة، أوضح الأمير عبد الله بن سعود، خبير صناعة السياحة البحرية ومالك أكبر وأهم مرسى بحري في تلك المدينة «أنها فعلا مغامرة، لكنها مغامرة محسوبة»، مشيرا إلى «ما تزخر به محافظة الليث من إمكانات سياحية وجزر بحرية وشواطئ للغوص، جعلت منها إحدى أكثر المناطق التي أعطت انطباعات جيدة للوفود السياحية التي قدمت من داخل البلاد وخارجها، بالإضافة إلى استقطاب السياح السعوديين خلال العامين الماضيين».

تجدر الإشارة إلى أن بلدية الليث تتطلع إلى أن تلعب دورا مهما في المساهمة في تطوير تلك المنطقة، وهي تشير إليه من خلال موقعها على الإنترنت، بأن من أهدافها الرقي بالمحافظة والقرى التابعة لها، وتحرص على تفعيل الأفكار الهندسية المتقدمة والبناءة لدعم المشاريع العمرانية والسيطرة على أي معوقات تتعارض مع نجاح مشاريع النمو العمراني بصفة عامة، كما أعلنت البلدية في وقت سابق عن مشروع ضخم لإنشاء منتجع في العين الحارة في الليث وسط توقعات أن ينجح كمنتجع علاجي نظرا للاستخدامات الطبية المعروفة للمياه الحارة في أنحاء العالم.

الليث وجهة سياحية هادئة غنية بالمقومات الجمالية. هذه المحافظة الصغيرة التي ستتحول خلال السنوات المقبلة إلى قبلة سياحية عالمية تجلس على عرش من الجزر الساحلية وكنز من الفرص السياحية والاستثمارية والتنموية، فرصة للتعبير عن نفسها أمام العالم كواجهة تمثل نسيجا فريدا من الإمكانات السياحية.

وتقع محافظة الليث في الجزء الجنوبي الغربي من السعودية على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن منطقة مكة المكرمة بنحو 180 كيلومترا جنوبا، وعن محافظة جدة بحوالي 220 كيلومترا، ويبلغ عدد سكانها حوالي 500 ألف نسمة تقريبا.