الليث.. الميناء والمصيف والمشفى

TT

تنفرد مدينة الليث والمعروفة بـ«لؤلؤة البحر»، بأنها تجمع على أرضها المدينة والميناء والمصيف والمركز الإقليمي والدوائي، فمن مينائها البحري حتى جزرها السياحية حتى عيونها الدوائية الحارة، قصة لا تنتهي.

وتمتاز بموقعها على ضفاف ساحل البحر الأحمر، وتكمن أهميتها في إشرافها على الشريط الساحلي بطول 200 كيلومتر، وقربها من ميقات أهل اليمن الساحلي «يلملم»، ويؤمل بأن تطور الخطط الحكومية ميناءها حتى يصبح منفذا جنوبيا لمكة المكرمة ويستقبل الحجاج والمعتمرين المقبلين من دول جنوب وشرق آسيا ودول أفريقيا الجنوبية.

وتعتبر الليث من أهم المحافظات الساحلية كونها من أقدم الموانئ في السعودية وحلقة الوصل الرابطة بين المناطق الجنوبية ومنطقة مكة من حيث تبعية ميقات الحجاج والمعتمرين لهذه المحافظة. أما بالنسبة إلى الأهالي فيعمل معظم سكان المحافظة في مهن مختلفة تركز في التجارة والزراعة وصيد الأسماك في منطقة الساحل والمنطقة الوسطى، بينما تغلب مهنة رعي الأغنام في المناطق الجبلية التابعة للمحافظة.

وفي المجال السياحي تتنوع المواقع السياحية في محافظة الليث بين المواقع السياحية البحرية والعلاجية، فهناك جزيرة جبل الليث، وهي عبارة عن جزيرة رئيسية تبعد عن مركز مدينة الليث 21 كيلومترا تقريبا، أي حوالي 45 دقيقة بواسطة قارب سريع، وتمتلك الجزيرة مقومات طبيعية جذابة تحيطها مجموعة من الجزر الصغيرة المتناثرة، التي تشكل عنصر جذب سياحي مهما لما تمتلكه من مقومات طبيعية، أبرزها الرمال البيضاء التي تغطى شواطئها، بالإضافة إلى الحياة الفطرية من أعشاش الطيور والأعشاب البحرية المتنوعة وتنوعات طبيعية متجاورة ومتناثرة في أنحاء الجزيرة، بالإضافة إلى أنها موطن للعديد من فصائل الطيور البحرية، كما تنمو فيها أشجار الأراك.

كذلك شاطئ الليث وجزيرة سلاب، التي تمتلك مقومات طبيعية جذابة، بالإضافة إلى قربها من مركز المدينة، وموقع سيرين الأثري، ويقع على حافة ساحل البحر الأحمر ويضم بعض الآثار من المباني القديمة التي كانت تشكل جزء قرية قديمة كانت بمثابة محطة توقف على طريق التجارة الساحلي القادم من اليمن، ووجد في هذا الموقع عدد من المقتنيات الفخارية وقواعد وأساسات المباني القديمة والمقابر، ويعد الشاطئ القريب منه على نفس مستوى الشريط الساحلي بشكل عام.

ويحضر الجانب الدوائي والعلاجي، حيث العيون الحارة في وادي الليث، وهي عين معدنية حارة وتكون شديدة الحرارة في بعض الأحيان، تتميز مياهها بخصائصها العلاجية ويقصدها الزوار من كافة أنحاء السعودية، وللمنطقة ميزة خاصة حيث تجري بها المياه ويكسوها الغطاء النباتي الكثيف الذي يمتد بانحدار باتجاه الساحل، وتم البدء في عملية تطوير المواقع بعيدا عن المنطقة الخضراء، حيث أصبح مجرى المياه يمر عبر المنطقة المخصصة للألعاب والمناطق المخصصة للجلوس، ويبدو أن الأعمال التطويرية سوف تستمر في المنطقة المخصصة للجلوس، ونظرا لشهرة الموقع على المستوى الوطني، هناك المزيد من الأعمال التي يمكن القيام بها لجعل الموقع أكثر مناسبة لاستخدامات الزوار وأكثر فائدة للمستخدمين والمستثمرين المحليين، وهناك أيضا مسجد ميقات «يلملم»، وميقات الحجاج القادمين من اليمن على طريق التجارة الساحلي، وهو الآن عبارة عن مسجد جديد بقربه عدد من المحلات التجارية.