مهرجان وطني لـ«العلوم والتقنية» يربط ألفي مدرسة سعودية بمشاريع علمية

يستضيف مهندسين وأطباء ومديري شركات لتوجيه طلاب ما بعد الثانوية للتخصصات العلمية

TT

يعد مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية (سايتك) في مدينة الخبر شرق السعودية لإطلاق أضخم برنامج وطني يستهدف طلاب وطالبات مراحل التعليم العام بفئاتها الثلاث وذلك تحت مسمى (المهرجان الوطني الأول للعلوم والتقنية)، في شهر ابريل من العام المقبل، وذلك بهدف تعزيز المهارات العلمية والتقنية لدى الطلاب والطالبات، لرفع حصة التخصصات الهندسية والتقنية والعلمية من الطلاب والطالبات في الجامعات السعودية.

وقد كشفت دراسة أجريت على التخصصات العلمية والهندسية في السعودية ومقارنتها بالدول المتقدمة عن تدني حصة هذه التخصصات من مخرجات التعليم العام، فبحسب الدراسة هناك 460 مهندساً لكل 100 ألف نسمة، بينما في الدول الأوروبية هناك 3000 مهندس لكل 100 ألف نسمة، كما كشفت المسابقات الدولية للعلوم والرياضيات التي شارك فيها طلاب سعوديون عن نتائج متدنية كشفت عن ضعف الأداء في هاتين المادتين.

وينوي مركز (سايتك) التابع لوادي الظهران التقني إحدى مبادرات جامعة الملك فهد للبترول والمعادن إطلاق المهرجان بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، ويغطي المهرجان بحسب الخطط الأولية له كافة مناطق السعودية، كما سيشارك في المهرجان بحسب الدكتور فالح السليمان، وكيل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والمشرف على مركز (سايتك) عدد من الجهات الحكومية وشركات من القطاع الخاص سيتم الإعلان عنها عند تدشين المهرجان. ويعد القائمون على المهرجان لربط 2000 مدرسة من مختلف مراحل التعليم العام عبر هذا البرنامج لتنفيذ مشاريع علمية مشتركة وإقامة تجارب، وإجراء حوارات علمية وتقنية وهندسية بحضور متخصصين مثل المهندسين والأطباء وغيرهم، واستضافة شخصيات علمية بارزة في المجتمع السعودي، كما يتضمن المهرجان برامج عن البيئة والفلك والحياة الفطرية، ومسابقات لأفضل مشروع للتخلص من النفايات أو لدراسة مستوى التلوث، أو لإنتاج تقنيات تخدم المجتمع.

كما ستحظى المرحلتان الابتدائية والمتوسطة بإقامة تجارب حول الزراعة والملوثات أو مراقبة البيئة ورصد الحياة الفطرية فيها، كذلك مراقبة الفلك وغيرها من البرامج التي يزمع أن تربط فيها مجموعات من المدارس في مشاريع مشتركة، ومسامرات لمراقبة الكواكب والظواهر الفلكية، وتجارب علمية في الهواء الطلق حول المناطيد والطائرات الورقية، وتسجيل النتائج في موقع على الإنترنت سيكون بمثابة المختبر الرئيس للمهرجان.

وإلى جانب التجارب العلمية سيكون للمدارس الثانوية المشاركة في المشروع فرصة التركيز على مواضيع حوارية ذات صبغة علمية ستصمم وفقاً لرغبات الطلاب، وسيستضيف المهرجان لهذه الحوارات مهندسين وأطباء ومختصين تقنيين، ومديري شركات عاملة في هذا القطاع يتحدثون عن الجانب العلمي لهذه التخصصات بالموازاة مع الجانب الاجتماعي والمكانة التي يتمتعون بها في المجتمع، وذلك لحث الطلاب للإقبال على هذه التخصصات، كما سيتحدث مديرو الشركات عن الفرص التي يوفرها السوق السعودي لخريجي التخصصات العلمية والهندسية والتقنية. كما سيتبنى المهرجان تسويق الجامعات السعودية لتخصصاتها العلمية عبر فعالياته، حيث سيكون للجامعات والكليات الحكومية والأهلية دور في التعريف بالتخصصات العلمية والهندسية التي تقدمها، يترافق مع ذلك شروح عن الفرص الوظيفية والمستويات الاجتماعية ومستوى الدخل الذي توفره هذه التخصصات وتعد هذه الخطوة بحسب القائمين على البرنامج الأولى التي تطبقها الجامعات السعودية، سواء الحكومية أو الخاصة في عملية البحث عن الطلاب في مدارسهم لاختيار المتميزين منهم لرفد تخصصاتها العلمية.

وقال الدكتور السليمان، ان إطلاق المهرجان سيتم بعد تدريب مجموعة كبيرة ممن يصطلح على تسميتهم بـ (ناقلي المعلومات)، وأضاف: سيكون ضمن فريق ناقلي المعلومات مهندسون ومعلمون وأطباء ومديرو شركات، وبين السليمان أن القائمين على المهرجان يعدون أيضاً لضم متقاعدين من القطاعين العام والخاص من المتخصصين إلى هذا الفريق.

وقال السليمان ان التكلفة المبدئية للمشروع تقدر بـ 5 ملايين ريال، وان الجهات التي تتبنى المشروع تنقسم إلى قسمين، جهات دعم مالي وجهات دعم فني، مضيفاً أن المشروع ضخم إلا أن قلة تكلفته تعود إلى أن القائمين عليه ينوون استخدام أبسط الطرق للوصول إلى النتيجة، وأن استخدام مباني ومرافق المدارس، كذلك المنتزهات والمجمعات التجارية والشواطئ ساهم في تقليل التكلفة بشكل كبير، كما أن كثيرا من المناشط ستتكفل بها الجهات التي تقيمها، مثل تعريف الجامعات بالتخصصات العلمية التي تقدمها وسيكون ذلك ضمن مساهمة الجامعات التي لم تحتسب ضمن تكاليف المهرجان.