محافظ المندق يقدم قصرا تاريخيا لهيئة السياحة والآثار

بن رقوش: الرحلة الاستطلاعية لإيطاليا دفعتني للاهتمام بالقصر

قصر أسرة ابن رقوش في المندق («الشرق الأوسط»)
TT

ثمن الأمير سلطان بن سلمان، الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار مبادرة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن رقوش محافظ المندق بتقديم قصر أسرة ابن رقوش إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار لتوظيفه بالطريقة التي تراها الهيئة مناسبة وبما يتماشى مع مكانة القصر التاريخية والأثرية. جاء ذلك خلال استقبال الأمير سلطان له في مكتبه بقطاع الآثار والمتاحف بمركز الملك عبد العزيز التاريخي الثلاثاء الماضي.

وأشار الأمير سلطان إلى أن هذه البادرة تعكس اهتمام المواطنين المخلصين بأهمية المحافظة على المباني الأثرية والتراثية بما ينسجم مع قيمتها التاريخية ودور الكثير منها في مراحل تأسيس وتوحيد هذه البلاد المباركة، مؤكدا تقديره لأسرة بن رقوش، وأن هذا القصر سيحظى بالاهتمام من الهيئة العامة للسياحة والآثار مثل غيره من المباني التي استلمتها الهيئة وتعمل على تأهيلها والحفاظ عليها. وقد اطلع على عرض مرئي عن القصر ومكوناته المعمارية، وأبدى إعجابه بالقيمة التاريخية والمواصفات المعمارية الفريدة التي يتميز بها.

من جهته أكد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن رقوش أن تقديمه لقصر أسرة بن رقوش للهيئة هو واجب وطني تحتمه الرغبة في دعم الجهود الكبيرة التي تقوم بها في مجال تأهيل المباني التراثية والمحافظة عليها.

وأشار إلى أن رغبته في ترميم القصر التاريخي لأسرة بن رقوش وتأهيله تولدت بعد الرحلة الاستطلاعية لمواقع التراث العمراني في إيطاليا التي نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار وشارك فيها إلى جانب مجموعة من محافظي ورؤساء بلديات عدد من المحافظات السعودية، مؤكدا أن هذه الرحلة زادت من القناعة والوعي لديه بالقيمة الكبيرة لمباني التراث العمراني وأهمية استثمارها والمحافظة عليها. وقال: «كنا نخجل من السكن في تلك القصور وبعدما رأينا هناك جمال القصور التراثية التي تم تأهيلها وترميمها وسكن أصحابها فيها أو تم استثمارها لتكون نزلا و متاحف، صرنا أكثر قناعة بجدوى المحافظة عليها خصوصاً وهي تحفظ تاريخ وذكرى آبائنا و أجدادنا».

وعبر بن رقوش عن شكره وتقديره لأمين عام الهيئة لما يقوم به من جهود لخدمة التراث العمراني والحفاظ عليه. ويعد قصر ابن رقوش من المواقع التاريخية القابلة للتطوير السياحي في المحافظة، وقد استقبلت قبيلة زهران الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله في القصر أثناء زيارته لمنطقة الباحة عام 1374هـ، إضافة إلى أن القصر يعد نموذجاً فريداً تجتمع فيه جميع العناصر التراثية والمعمارية التي تتميز بها منطقة الباحة.

ويتكون القصر من خمسة منازل كبيرة، بعضها يتكون من ثلاثة ادوار إضافة إلى مجلس للقبيلة ومسجد ملحق بالقصر وإطلاحية ومهاجع للخدم وبئر ماء وفناء داخلي واثنين آخرين حول القصر.

كما توجد بالقرب من القصر أقدم مدرسة في منطقة الباحة وثاني مدرسة نظامية في المنطقة، ويلاصق القصر من الجهة الشمالية المباني القديمة لقرية بني سار، كما توجد حول المنطقة عناصر سياحية أخرى أهمها حصن الرصاص وحصن الوادي الشامي وحصن الترثر وغابة مدخلة وإلى الشرق من القرية بنحو 7 كلم يوجد موقع أثري يعود تاريخه إلى ما قبل 1250 عاماً من الآن، بحسب ما يشير إليه احد النقوش.