السعودية: أولياء أمور «توحديين» يشكون نقص المراكز وارتفاع الأسعار

مديرة مركز التوحد في الغربية: 147 طفلا على قوائم الانتظار

TT

كشف عدد من أولياء أمور أطفال مصابين بمرض التوحد في السعودية، ان قيمة السنة الدراسية للطفل في المراكز الخاصة تتجاوز 15 ألف ريال للعام الدراسي، في الوقت الذي يندر فيه وجود مراكز حكومية تقدم خدماتها لهذه الشريحة، إذ لا تستطيع معظم الأسر توفير تلك التكاليف.

وانتقد أولياء الأمور بقاء أبنائهم في قائمة الانتظار الطويلة للانضمام إلى مركز التوحد الحكومي الوحيد في مدينة جدة، وقال عاصم تركستاني ـ وهو أب لطفل مصاب ـ لـ «الشرق الأوسط»: ان ابنه ظل لثلاث سنوات في قائمة الانتظار ليتمكن من التسجيل في المركز. من جهتها بينت أم عبد الرحمن أنها تعيش معاناة يومية بسبب عدم امكانية تسجيل ابنها في المركز الحكومي، وناشدت المسؤولين فتح مراكز حكومية أخرى حتى يتم تسجيل جميع الأطفال. والد الطفلة ليلى الأحمدي المصابة بالتوحد قال:«بعد أن اكتشفت حالتها منذ عام تقريبا، اتجهت إلى مراكز التوحد التجارية لتسجيلها، لكن كانت المبالغة في النواحي المادية، حيث يصل التسجيل لفصل دراسي كامل أكثر من 15 ألف ريال، وطالبت بإنشاء مراكز حكومية تخدم جميع الأطفال». اميمة السديري، مديرة المركز الوحيد المتخصص في مرض التوحد بالمنطقة الغربية، طالبت بدورها بضرورة العناية بأطفال التوحد ورعايتهم على مبدأ التكافل الاجتماعي وتكافؤ الفرص، خاصة ان العالم اتجه في الآونة الأخيرة بجدية نحو الاهتمام بالمعوقين تعليماً وتأهيلاً وتدريباً بهدف استثمار قدراتهم، والسعي إلى استقلاليتهم، وتمكينهم من الانخراط في المجتمع، وحمايتهم والمحافظة على حقوقهم، وقالت:«آمالنا كبيرة أن يجد التوحديون نصيباً من هذه الخدمات رغم حداثة الاعتراف بإعاقتهم، فما زال هناك الكثيرون ممن لم يسمعوا بمشكلة اسمها التوحد، إلا أن الاعتراف بها من قبل الجميع أصبح حقيقة ضرورية نظراً لظهور عدد كبير من الأطفال ممن يعانون منها». وقالت انه يوجد على قائمة الانتظار أكثر من 147 طفلا للتسجيل ولا يوجد مكان بالمركز، وطالبت السديري بفتح مراكز جديدة لخدمة هذه الفئة، وقالت ان العديد من الدراسات والأبحاث أظهرت أن التوقعات لمستقبل المصابين أصبحت أفضل بكثير مما كان عليه الحال منذ عشر سنوات أو أكثر.

من جهة أخرى حذر اختصاصي سعودي من تزايد معدلات الإصابة بمرض التوحد في المملكة مقارنة بالمعدلات العالمية، مبينا أن إحصائية العام الماضي بينت اكتشاف 120 إصابة توحد. وبين الاختصاصي النفسي احمد حلول، وهو المدير المكلف لفرع الجمعية السعودية للتوحد بالمنطقة الغربية، ان نسبة الإصابة بمرض التوحد عالميا تتراوح بين 01 إلى 73 في المائة، مشيرا إلى وجود مركز حكومي واحد فقط في مدينة جدة للعناية بالمرضى، وأوضح أن التوحد حير العلماء في معرفة أسبابه أو الوقوف على حقيقته، مبينا ان مرض التوحد يعني وجود خلل وظيفي في المخ لم يصل العلم لتحديد أسبابه بعد، ويظهر خلال السنوات الأولى من عمر الطفل، وأعراضه تبدو في قصور وتأخر في النمو الاجتماعي والإدراكي والتواصل مع الآخرين، وقال انه مرض بلا جنسية يصيب البيض والسود، الأغنياء والفقراء في الشمال والجنوب على حد سواء، وليس كما كان يعتقد في السابق بأنه مرض الطبقة الراقية، مبينا أن الطفل المصاب بالتوحد قد يكون طبيعيا عند الولادة وغالبا نجده لا يعاني من أية إعاقة جسدية أو خلقية، وتبدأ المشكلة بملاحظة ضعفه في التواصل، ثم يتجدد لاحقا بعدم القدرة على تكوين العلاقات الاجتماعية وميله للعزلة مع ظهور مشاكل في اللغة (ان وجدت) ومحدودية في فهم الأفكار، لكنه يختلف عن الأطفال المتخلفين عقليا بأن بعض المصابين لديهم قدرات ومهارات فائقة قد تبرز في المسائل الرياضية أو الرسم أو الموسيقى والمهارات الدقيقة كالذاكرة الجيدة أو الألعاب الالكترونية.