لأول مرة في العالم العربي.. السعودية تقدم الإنتاج الحيواني «العضوي»

مسؤول بالمشروع الجديد لـ«الشرق الأوسط»: نركز الآن على إنتاج اللحوم العضوية

مختصون يؤكدون زيادة وعي المستهلك السعودي بأهمية استبدال المحاصيل التقليدية بأخرى عضوية تخلو من الكيماويات («الشرق الأوسط»)
TT

في خطوة تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي، سجل الإنتاج الحيواني العضوي السعودي حضوره في معرض دولي زراعي افتتحه الدكتور فهد بالغنيم، وزير الزراعة، هذا الأسبوع، في مركز معارض الرياض، ويشارك فيه قرابة الـ250 شركة قدمت من نحو 28 دولة.

وكشف المهندس رياض شنين، مساعد مدير مشروع تطوير الزراعة العضوية في السعودية، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، بأن حضور الإنتاج الحيواني العضوي يمثل أسبقية سعودية على مستوى الدول العربية، وأوضح أن ذلك يشمل زراعة الأعلاف العضوية التي تدخل في الدورة الزراعية، مؤكداً استجابة الكثير من الحيوانات، كالتيوس والأبقار وغيرها، للتحول إلى حيوانات عضوية، وستتاح لزوار المعرض فرصة مشاهدتها.

وأفصح شنين عن أن تحويل المواشي إلى حيوانات عضوية لا يتطلب عمراً معيناً ولا يقتصر على أنواع وأصناف محددة، مضيفاً أنه تم التباحث مع عدد كبير من المزارعين وتوصيتهم بعدم الاعتماد على البرسيم والشعير فقط في تغذية مواشيهم، فيما ألمح لوجود فرق واضح بالسعر بين الأعلاف التقليدية والعضوية لصالح الثانية، إلا أنه عاد ليؤكد أن ذلك لم يمثل عائقاً لدى المزارعين الذين أدركوا قيمة الإنتاج العضوي صحياً وبيئياً.

وأفاد شنين بأنه سيشارك في هذا المعرض حوالي 13 مزارعاً تخصصوا في مجال الزراعة العضوية، وقدموا من مختلف المناطق السعودية، في حين أوضح أن هناك تجارب متفرقة في الإنتاج الحيواني العضوي على المستوى العربي، إلا أنه أفاد بأن تركيز السعودية هو على إنتاج اللحوم العضوية والتميز في هذا المجال.

وعلى صعيد ذي صلة، صرح مساعد مدير مشروع تطوير الزراعة العضوية بأن المعرض الزراعي السعودي 2008 سيتيح للنساء، من سيدات الأعمال والمهتمات الراغبات بالتعرف على فرص وإمكانات الزراعة العضوية، الحضور في اليوم الأخير للمعرض، غداً الأربعاء، مؤكداً أن وعي كافة فئات المجتمع السعودي بمزايا ومقومات الإنتاج العضوي زاد بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.

ووفقاً لبيانات حديثة خاصة بـ«الشرق الأوسط» نشرتها سابقاً، فإن نسبة النمو السعودي في مجال الزراعة العضوية بنحو 20 إلى 30 في المائة سنوياً، وتعتبر هذه النسبة مرتفعة بالمقارنة بمعدلات النمو المسجلة في باقي دول العالم، حيث يبلغ معدل نمو الزراعة العضوية في الولايات المتحدة وفرنسا واليابان وسنغافورة 20 في المائة سنوياً، بحسب تقارير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).

ومن المتوقع أن يحظى المعرض الزراعي السعودي بحضور لافت، حيث سيطلق مع المعرض الزراعي معرض المأكولات، ومعرض تقنيات الحدائق، ومعرض تقنيات المياه، فيما تشمل الدول المشاركة بالمعرض بالإضافة إلى السعودية كلاً من: أستراليا، بلجيكا، كندا، قبرص، تايوان، الدانمرك، مصر، فرنسا، اليونان، الأردن، لبنان، تايلاند، هولندا، تركيا، الولايات المتحدة الأمريكية، الإمارات العربية المتحدة، إيران، البرازيل، الهند، كوريا، ماليزيا، باكستان، سيرلانكا، الصين، السودان، أسبانيا، إيطاليا.

وتوجد اليوم رقعة زراعية عضوية سعودية بالكامل أو تحت التحول تقدر مساحتها بنحو 22 ألف هكتار، وهذه المساحة تمثل 2 في المائة من إجمالي الرقعة الزراعية بالبلاد، وحسب إحصائية اتحاد المنظمات العضوية العالمي فإن السعودية تحتل الموقع الـ24 في التسلسل العالمي، وتتصدر الدول العربية من حيث نسبة مساحة الزراعة العضوية.

وكشف القائمون على مشروع تطوير الزراعة العضوية بالسعودية بأن منطقة الرياض تتصدر المناطق الفعالة في عملية تحويل الأراضي الزراعية إلى الزراعة العضوية، بنسبة 4.1 في المائة من إجمالي الأراضي المزروعة، تليها منطقة الجوف بـ2.6 في المائة، ثم منطقة القصيم بـ2.5 في المائة، فمنطقة حائل بـ0.66 في المائة، فالمدينة المنورة بـ0.49 في المائة، ثم نجران بنسبة 0.19 في المائة، ثم المنطقة الشرقية بنسبة 0.19 في المائة، وبعدها عسير بـ0.02 في المائة، وأخيراً منطقة جازان بـ 0.005 في المائة.