سعودية تستخدم «فيس بوك» للترويج لمشروع «مكتبة الخير» في الجامعات والكليات

استبعدت نقل التجربة للمدارس لافتقار طلاب تلك المرحلة إلى الإحساس بالمسؤولية

TT

نجحت فتاة سعودية في جذب آلاف الاشخاص على موقع الـ «فيس بوك» لفكرة مشروع تطمح لإنشائه في اكبر عدد من جامعات وكليات السعودية، بعد أن أطلقت منذ أقل من شهرين حملة الكترونية عبر صفحات الموقع تحمل اسم «حملة التصرف العشوائي اللطيف» لتدعو من خلالها إلى إشاعة روح المحبة والإخاء والتعاون في أفراد المجتمع السعودي.

واستقت اسم الحملة مما تدعو إليه المجتمعات الغربية حول السلوكيات البسيطة التي ينتج عنها أعمال خيرية كثيرة، لا سيما أن تلك التصرفات لا تستهلك وقتا ولا جهدا كبيرا «بحسب قولها».

ويتمثل المشروع الذي منحته سارة السليمان خريجة كلية علوم الحاسب والمعلومات من جامعة الملك سعود بالرياض في هذا العام، والمعيدة حديثا في عمادة التعليم الالكتروني والتعلم عن بعد بالجامعة نفسها اسم «مكتبة الخير» في مساعدة طلبة وطالبات الجامعات بعضهم بعضا فيما يتعلق بالكتب والمذكرات الدراسية من خلال وضعها في مكان مخصص ليتمكن الآخرون من استخدامها، عوضا عن التخلص منها دون فائدة.

وأرجعت سبب اختيارها لـ «الفيس بوك» رغم امتلاكها موقعا الكترونيا خاصا على شبكة الإنترنت إلى سهولة انتشار المعلومة فيه بين الناس، الأمر الذي جعل الكثيرين يتجاوبون معها من داخل السعودية وخارجها.

وقالت سارة لـ «الشرق الأوسط»: أتناقش مع أعضاء الحملة المؤيدين لفكرة المشروع عبر الرسائل الالكترونية على الموقع، وذلك بهدف تطوير وتحسين آليات تنفيذه، واستقطاب طالبات وطلبة الجامعات الأخرى لنقل المشروع إليهم، لا سيما أنني منحت الجميع صلاحية كاملة في العمل على تنفيذه لديهم بغض النظر عن حقوق الملكية»، لافتة إلى أن الأعضاء المنضمين من خارج السعودية ما زالوا يطالبون بنقل فكرة «مكتبة الخير» للدول العربية الأخرى.

ولم تكتف سارة بتفاعل أفراد المجتمع السعودي والعربي فقط، وإنما صعّدت مشروعها إلى المسؤولين في جامعة الملك سعود، وأضافت: بعثت بخطاب للدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود حول المشروع، الذي حوّله بدوره إلى معاملة رسمية حصلت على رقمها بعد إرسالها لعمادة شؤون الطلاب بهدف دراسة كيفية تطبيقه. واقترحت طريقتين لتنفيذ المشروع على أرض الواقع، تتضمن وضع مكتبة ذات حجم مناسب يكتب عليها «مكتبة الخير» بالقرب من مدخل كل كلية، ليضع فيها الطلاب كتبهم ومذكراتهم كلّ حسب تخصصه، في محاولة لتسهيل تبادل المقررات فيما بينهم، مؤكدة أن تلك الطريقة تعد مرنة وبسيطة وسهلة التنظيم.

فيما تتمثل الطريقة الثانية في وضع ممر خاص لمكتبة الخير بمبنى المكتبة الرئيسي لكل مركز دراسات جامعية، خاصة وأن تلك الطريقة تلائم رغبة إدارات الجامعات في التعامل بشكل رسمي، غير أن نجاحها يتحدد بقدرة مسؤولي مكتبات الجامعات على التنظيم.

واستبعدت مؤسسة حملة «التصرف العشوائي اللطيف» نقل «مكتبة الخير» إلى ساحات المدارس بكافة مراحلها، إذ ترى بأن الطلاب والطالبات في تلك المرحلة العمرية يفتقرون إلى الإحساس بالمسؤولية، ما يجعل كتبهم في نهاية العام الدراسي غير صالحة للاستخدام مرة أخرى، متوقعة أن ينفذ المشروع في جامعة الملك سعود مع بداية الفصل الدراسي الثاني لحين انتهاء الإدارة من الترتيبات اللازمة.

وأكدت سارة السليمان أن نشاط الحملة لن يتوقف بمجرد إطلاق هذا المشروع فحسب، بل تسعى لاستحداث أفكار إيجابية بعد الانتهاء مما تعمل عليه الآن.

وتتلخص أهداف مشروع «مكتبة الخير» في إشاعة روح المحبة والتعاون بين أفراد المؤسسة التعليمية خاصة وأفراد المجتمع عامة، ومساعدة الطلاب ذوي الإمكانيات المادية المحدودة بسبب غلاء أسعار بعض الكتب من ناحية، وكثرة عدد المراجع للمقرر الواحد من ناحية أخرى.

كما يهدف إلى إنهاء مشكلة عدم توفر بعض الكتب في المكتبات، إما بسبب انتهاء الكمية أو صعوبة توفيرها في المكتبات التجارية، خصوصا المراجع الأجنبية للتخصصات الطبية والعلمية، إضافة إلى تحقيق استراتيجية إعادة الاستخدام Reuse باعتبارها هدفا بيئيا لتقليل كمية النفايات الورقية.