مبتكر سعودي يستعد لتسويق أول ابتكاراته

بعد تسلمه النموذج الأول من أحد المصانع الصينية

المبتكر الشاب يحمل النموذج الأول الذي تسلمه قبل أيام ويناقش جدوى تسويقه («الشرق الأوسط»)
TT

ترجع علاقته بعالم الاختراع والابتكار إلى مرحلة مبكرة في طفولته سبقت التحاقه بالمرحلة الابتدائية، حينما كان يبتكر بعض الأشياء الصغيرة ويشكلها بيديه الصغيرتين، من دون أن يلقى الاهتمام الواجب من مدرسته ومعلميه آنذاك، ليواصل بعد ذلك رحلته مع الاختراعات التي باتت تشكل كل عالمه الصغير ليتمكن من اختراع هاتف منزلي خاص بالمعوقين، كان حديث الناس في هذا الوقت المبكر من حياته.

ولم يركن الشاب السعودي فارس الخليفي (16 عاماً) للكسل أو لمناخ عدم الاهتمام الذي يحيط به، بل إنه استمر في تطوير اختراعه الأول حتى استطاع الحصول على براءة اختراع لهذا الجهاز الذي يعيش حاليا فرحة تسلم النموذج الأول الخاص بتصنيعه، عقب إرساله قبل نحو شهرين إلى أحد المصانع في الصين لتصنيعه.

ويتميز الهاتف الذي يسعى مبتكره لتسويقه، بالعديد من المميزات تسهل على المعاقين جسدياً وكبار السن التعامل مع الهاتف من خلال عدد من الأزرار الخاصة، التي تحمل أشكالا وأزرارا ملونة لسهولة التمييز بينها، والجهاز مزود بناطق يقدم معلومات عن المتصل اضافة إلى مزايا اضافية تتمثل في إمكانية استخدامه من قِبل المكفوفين بالتحسس على أشكال لوحة المفاتيح الخاصة به، ويحمل مخرجين للتوصيل بالخط الخارجي للعمل على أكثر من خط ويعمل بالبطارية والكهرباء. ويقول فارس لـ «الشرق الأوسط» إنه خلص إلى الشكل النهائي للابتكار بعد عملية تطوير استمرت عدة سنوات، في حين كان جسرا لدخوله في عدد من الملتقيات التي سبق أن طرز اسمه فيها، حيث شارك بابتكاره في الملتقى السادس للمخترعين وحقق حينها المركز الثالث من بين 55 مخترعا، إضافة إلى منحه شهادة أفضل مخترع سعودي من اللجنة السويسرية.

واستطاع الشاب السعودي الذي عرفوه أبناء بلاده من خلال ظهوره الإعلامي منذ سنوات إدراج العديد من الأفكار الجديدة في ابتكاره، حيث احتوى الجهاز الجديد على أزرار مضاعفة، إضافة إلى استحداثه لنظام «لمس» متقدم يُمكّن من استخدامه بسهولة. ويتيح الابتكار السعودي التحكم في عدد من الأجهزة الكهربائية المنزلية عن بعد مثل جهاز التكييف المنزلي، وتحكم بأجهزة التلفاز، والتحكم بالضوء من خلال كيابل موصلة بالقوابيس، في حين يحتوي على أنظمة نداء وإنذار، بالإضافة إلى ميزات أخرى من أهمها إمكانية تحويله إلى هاتف نقال، وشكله الأنيق. ويمكن للمتحدث بواسطة هذا الجهاز، خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، من التحدث عن بُعد، بطريقة مناداة تعتمد على ترجمة الصوت وإيصال الأمر إلى دائرة إلكترونية تقوم بدورها بالبحث عن اسم الشخص ورقم هاتفه والاتصال به آليا، بالاضافة إلى أن الجهاز مجهز بحساسية صوت المستخدم فقط.

ولفارس اختراعات أخرى تقترب من 13 اختراعا شارك بالبعض منها في ملتقيات ومعارض متعددة، كان أبرزها «ساعة لتعليم الأطفال قراءة الساعة»، إضافة إلى الوسادة الناطقة بالأذكار، وخزان ترشيد مياه تكمن فكرته في أن الماء المستخدم يعاد تنظيفه من الشوائب ليستخدم مرة أخرى في السقية أو التنظيف بدلاً من عدم الاستفادة منه، بالإضافة إلى اختراعات أخرى تم الانتهاء منها وبعضها جار العمل عليه.

وبجانب الاختراعات التي يقوم بها فارس، تشاطره أخته رادة التي لم تتجاوز سن الحادية عشرة، نفس الاهتمام، بجملة من الاختراعات صنعتها يداها، حيث قامت بابتكار جهاز لاسلكي على شكل معطف قصير لحماية الأطفال من السقوط، فبمجرد تعرض الطفل لأي خطر سواء اقترابه من سلم أو أي جسم ربما يرتطم به الطفل يقوم الجهاز من خلال حساسات بإطلاق إشارات تنذر بوقوع خطر على الطفل، إضافة إلى ملعقة ناطقة للأذكار الواردة عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قبل الأكل وبعده.