الفرنسيون والبريطانيون والهنود يستغلون موسم الحج للقيام بالحجامة

أشهر حجامي المدينة المنورة يحدد المواضع الخمسة المهمة لإخراج الدم الفاسد

رجل يخضع للحجامة
TT

تعد الحجامة أشهر حالات التدخل الجراحي في الطب الشعبي، هكذا يصفها (يعقوب) وهو حجام اشتهر في وسط عائلة تتحدر من أصول افريقية امتهنت لأجيال هذا النشاط ذكوراً وإناثا. وفي موسم الحج يتنقل يعقوب، الذي توارث مهنة الحجامة، بين الفنادق والدور السكنية طوال اليوم لممارسة نشاطه الذي يأتي إليه بناء على طلب وليس هو من يقوم بالبحث عنه، ومعظم زبائنه هم ممن تكرر في الغالب قدومهم للحج أو العمرة ممن حصلوا على عنوانه للحجامة، والتي لم يمنعهم من ممارستها اقامتهم في أروقة النجوم الخمس، ويتهافت البريطانيون والفرنسيون المتحدرون من أصول آسيوية أو أفريقية والهنود على الحجامة بالطرق التقليدية.

ولا تمثل اللغة عائقاً أمامه في التعامل مع الحجاج الذين يتحدثون اللغة الفرنسية والإنجليزية واللتين يتقنهما بطلاقة، وقبل عمله يقوم يعقوب بسرد أِشهر المأثورات النبوية الواردة بشأن الحجامة وإعطاء التنبيهات والأيام التي تفضل الحجامة بها قبل الشروع في عمله. ليبدأ بعد ذلك – أي يعقوب - في إخراج أدواته من حقيبته الأنيقة التي يعتني بترتيب أدواته داخلها بشكل لافت، والتي تضيف لشخصيته وطريقته في الكلام شكلا مميزا، ويصطحبها دوماً باعتبارها مخصصة لحمل أدواته بداخلها، ويضع يعقوب أمام المترددين مستويات ثلاثة لضمان نظافة أدواته على الزبون أن يختار احداها، الأولى غلي الأدوات المتاح استخدامها للاستعمال بالماء والمطهر أو شراء أدوات جديدة ويقوم الزبون باقتنائها واستخدامها بشكل شخصي أو استخدام عبوات الحجامة الطبية.

ويصف يعقوب عمله بالحساس «لا بد من اللباقة في الكلام دون ثرثرة، كما أنني لا أسمح بالتدخين أثناء تواجدي من المريض أو الموجودين معه».

ويسرد يعقوب بثقة المقارنة بين العلاج بالإبر الصينية، وهو أن تبنيها ضمن الطب البديل سيمكن من بقائها أمام جهود إنهاء وجودها وتاريخها الذي يعود ـ بحسب قوله ـ للحضارات الصينية والبابلية والفراعنة.

ويضيف «إضافة ذات أصل في الموروث الإسلامي، وتتم الحجامة باستخدام الكؤوس المعدنية وقرون الثيران وأشجار البامبو وتطورت لتستخدم الكاسات الزجاجية بتفريغ الهواء عن طريق حرق قطعة من القطن داخل الكأس، والحجامة التي تستخدم التشريط لها أربعة عشر موضعاَ من الجسم».

وحول المواضع الأهم في الجسد التي يتم منها إخراج الدم الفاسد، كما يسمى لدى الحجامين، يقول يعقوب «السائد في الغالب خمسة مواضع، هي الأشهر اثنان في مؤخرة الرأس واثنان في مؤخرة الكتف وواحدة في منتصف الظهر ويتبع تشريط كل موضع وضع كوب أو قمع زجاجي أو نحاسي يتجمع فيـه الدم الفاسد ليكرر امتلاءه ثلاث مرات من كل موضع، كما يقوم الحجام بتنبيه المريض من عدم النوم لمدة ساعتين أو تناول الحمضيات أو الاستحمام لمدة 24 ساعة». وأدى منع السلطات الصحية وتهديدها بالتعامل بحزم وقوة مع أي عيادة طبية تعمل في نشاط الحجامة الممنوع أصلا في البلاد، وذلك بإغلاق العيادة ككل، ومنع الكــوادر الصحية فيها من العمل إلى افتتاح مراكز متخصصة، وهو ما يرى الحجامون الذين يمارسون هذا النشاط أنه رغم الاشتراطات الصحية لممارسة الحجامة ومـا طرأ عليها من ترتيبات اعتنـت بشكل ملموس بالنظافة العامة للمحلات والشخصية للممارسين وتدريب وتأهيل عبر دورات تشريحية.

بيد أن الحجامين يرون في النعوت التي يوصمون بها والتقليل من مهارتهم وخبرتهم، وكذلك من عنايتهم بالنظافة من قبل بعض المستشفيات وعيادات الحجامة وممارسي الطب البديل نوعاً من التجاوز يسهم بعض الصحف في الترويج له والتجني عليهم.