120 مليون كيلو غرام من اللحوم تصيب السعوديين بـ «مرض الملوك»

مخاوف من زيادة أعداد المصابين بالنقرس بعد العيد

TT

حذر مجموعة من الاختصاصيين الطبيين في السعودية، من تزايد عدد المصابين بـ «مرض الملوك»، أو ما يسمى طبيا بـ «النقرس»، وهو المرض الذي ينتج عن تناول اللحوم بكميات كبيرة، وهو ما يتوقع أن يكون حدث خلال الأيام الماضية في عيد الأضحى المبارك.

ويقول الدكتور عبد الله العبد القادر مدير مركز سلطان بن عبد العزيز لطب وجراحة القلب بالهفوف، ومدير المشروع الوطني لمسح الإصابة بأمراض القلب في السعودية، ان أعداد المصابين بمرض النقرس تزداد بعد العيد.

وأضاف أن هذا المرض الذي يسمى بمرض الملوك يكون نتيجة تناول اللحوم الحمراء بكميات كبيرة. وقال العبد القادر ان لهذا المرض أضرارا واضحة على القلب والأوعية الدموية وكذلك على نشاط الجسم.

وتشير التوقعات إلى أن الأسر السعودية استهلكت خلال الأيام الثلاثة الماضية، ما يزيد على الـ120 مليون كيلو غرام من لحوم الأضاحي، بالنظر إلى وجود 4 ملايين أسرة نحرت أضحية واحدة على أقل تقدير.

وهناك من المراقبين من يتحدث عن أن الوفرة من اللحوم الحمراء التي يمكن لها أن تسد حاجة كثير من الأسر الفقيرة في مختلف مناطق البلاد، عدا ما يقدمه حجاج بيت الله الحرام من هدي وفداء وأضاحي، التي أقيمت له مشاريع كبيرة، يمكن الاستفادة منها بطريقة أفضل من هدر هذه الطاقة في كل عام دون الوصول إلى مقصدها الشرعي.

وتزداد نسبة ارتفاع الكوليسترول في أجساد الكثير من السعوديين بعد أيام من نحر الأضاحي، حيث يقول مدير مركز سلطان بن عبد العزيز لطب وجراحة القلب بالهفوف، إن معدلات ارتفاع نسب الكوليسترول في الدم بعد عيد الأضحى تكون واضحة للجهات الطبية.

وأضاف أن «السعوديين يفضلون الأغنام عند إقامة شعيرة الأضحية. دهون الأغنام من أنواع الدهون المشبعة وهذه تشكل خطورة على الصحة العامة، حيث ترتفع نسب الإصابة بمرض الكوليسترول».

وتحدث الدكتور خالد التركي المتخصص في الطب البديل، عن أن أبناء جلدته يتناولون اللحوم بشكل يفوق حاجة أجسامهم.

وأضاف «أجريت تجربة قبل عامين تقريباً على مجموعة من الأشخاص قبل العيد بأسبوع لقياس مستوى الكوليسترول ووجدت المستوى عاديا، بينما كانت النتائج لذات الأشخاص بعد العيد بأسبوع مرتفعة لأن هناك إسرافا في تناول اللحوم خلال أيام العيد».

ويشير إلى أن الكوليسترول من الأمراض التي لها علاقة بأمراض القلب التي تعد الأولى في سبب الوفيات عالمياً.

يقول التركي يحتاج الشخص الذي يعاني الكوليسترول إلى حمية لفترات طويلة حتى يتخلص من هذه الزيادة إذا لم يستخدم الأدوية، والسبب كما يقول لأن مرض الكوليسترول تراكمي.

وينصح التركي بأن يكون لدى كل شخص قناعة داخلية بمضار الإفراط بتناول اللحوم وبالتالي تجعلنا نسيطر باستمرار على كمية اللحوم التي نتناولها.

ويضيف في العيد حيث تكثر الولائم والدعوات التي لا نستطيع رفضها، يمكن لكل شخص أن يضع لنفسه بعد العيد برنامج غذائي لنوازن فيه بين حاجتنا من اللحوم الحمراء وبين ما تم استهلاكه خلال أيام العيد، وينصح بأخذ إجازة من تناول اللحوم لمدة ليرتاح الجسم، ولإعطائه فرصة ليعيد التوازن الطبيعي ومن المفيد أتباع نظام تنقية الجسم من الملوثات المتراكمة داخله بعد العيد.

الدكتور عبد الله القاضي أمين عام جمعية البر بالمنطقة الشرقية، يقول في السابق قبل إقامة مشروع الهدي والأضاحي لحجاج بيت الله الحرام، كان تذبح الهدي والدم لمن ارتكب أحد محظورات الحج وكذلك الأضاحي التي يقدمها الحجاج وتحرق وكان ذلك غير جائز لا ديناً ولا عقلاً، اليوم أقيم المشروع ونرى الفائدة منه كبيرة، لكن إقامة مشروع مواز لغير الحجاج من المواطنين والمضحين داخل السعودية في صورة بنك أو في أي صورة أخرى، مع الحفاظ على إقامة الشعيرة، وأضاف لا بد من حساب كميات اللحوم التي تهدر أو لا يستفاد منها من الأضاحي وهذه أول خطوة في سبيل إقامة مشروع كهذا. ويبين القاضي أن كثيرا من اللحوم يستفاد منها لكن بإسراف شديد، ويوضح بحكم عمله ضمن جمعية خيرية قامت بتوزيع ما يقارب الـ 50 طناً من اللحوم على الأسر المحتاجة هذا العيد، قائلاً، الجمعيات التي تعمل على توزيع لحوم الأضاحي على الأسر المحتاجة تتخم هذه الأسر باللحم وقد لا يكون لدى هذه الأسر أجهزة لحفظ هذه اللحوم لفترات طويلة، ويضيف في فترة العيد بينما يكون هناك شح في اللحوم على مدار السنة، مما يجعل الأسر تستهلك وبشكل مبالغ فيه هذه اللحوم حتى لا تتلف.