حفلات المعايدة في الدوائر الحكومية.. 60 دقيقة من السلام وتناول الطعام

تتحول إلى مساحة تختلط فيها السياسة بالرياضة.. والبعض يستغلها للتقرب من رؤسائه

TT

عشية بدء الدوام الرسمي للدوائر الحكومية والوزارات الخدمية، تمتلئ فاكسات الصحف المحلية بطلبات تغطية حفلات المعايدة التي تقيمها غالبية الجهات الرسمية.

ولا تتعدى حفلة المعايدة في الغالب حاجز الـ60 دقيقة. لكن هناك من يستغلها من الموظفين لقضاء بعض التزاماته خارج إطار حفل يرى فيه أنه مناسبة مجاملة «لا تسمن ولا تغني من جوع».

ويجد البعض في هذه الساعة، فرصة سانحة للتقرب من رئيسه في العمل، حيث يحاول إيجاد مكان له في قوائم من تحلقوا حوله في إحدى موائد الطعام المخصصة لمثل هذا الاحتفال.

ويقضى غالبية الوقت المخصص لحفلات المعايدة تلك، في السلام وتناول الطعام. ويجد البعض فيها فرصة للترويح عن أنفسهم مقابل ما يتسم به اليوم الأول من الدوام الرسمي من بطء في الأداء.

وتحاول إدارات العلاقة العامة في وزارات الدولة والدوائر الحكومية، أن تجتهد في التقاط الصورة التي ترفع من أرصدتهم، حيث تتكرر المحاولات لالتقاط صورة يظهر فيها الوزير أو المدير العام مبتسم الوجه.

وتعكس بعض حفلات المعايدة، مستوى نشاط الموظفين في هذه الدائرة الحكومية أو تلك، ففي الوقت الذي تجلجل ضحكات الموظفين وتملأ المكان في بعض الوزارات، تبدو مقابل ذلك الأجواء في وزارات أخرى نسخة مشابهة لـ «سرادق العزاء».

وعادة ما تكون حفلات المعايدة، شرارة انتشار أي قرار إداري جديد في دوائر الحكومة، كما تعد مصدراً لبث الشائعات التي تطال عادة كبار المديرين العامين الذين يتخلفون عن حضور حفلة الـ60 دقيقة.

وفي النهاية، لا تخلو هذه الحفلات، من أجواء تختلط فيها أحداث المنطقة الملتهبة، بوقائع المباريات الرياضية، والسؤال عن الأجواء الربيعية التي خلفتها الأمطار الغزيرة التي هطلت على البلاد خلال الفترة القليلة الماضية.

ولا تقتصر تلك الحفلات على الدوائر الحكومية في البلاد، حيث تحرص مؤسسات القطاع الخاص على إقامة مثل تلك الاحتفالات، التي لا تختلف كثيرا عن نظيراتها التي تقام في مؤسسات الحكومة.