فريق طبي سعودي يستخلص عقاقير طبيعية لمحاربة سرطان الثدي

خالية من المواد السامة المؤثرة سلبا على الخلايا السليمة وصحة الإنسان

TT

توصل فريق بحثي في مستشفى سعودي إلى تركيب عقاقير طبية مستخلصة من مواد طبيعية، سيكون لها فعالية أكبر في محاربة سرطان الثدي والحد من انتشاره وتأثيره على جميع خلايا الثدي، وذلك من خلال عناصر طبيعية لا تسبب تأثيرات جانبية للإنسان.

ويأتي ذلك بعد أن اكتشف الفريق نفسه خصائص في الخلايا الليفية الموجودة في الثدي المصاب تشترك مع الخلايا السرطانية في بعض الخصائص تساعد على نشر الخلايا السرطانية وتشكيل أرض خصبة لرجوع الأورام بعد استئصالها. وأوضح الدكتور عبد الإله أبو صخرة، كبير علماء الأبحاث بقسم الأبحاث الطبية والحيوية بمركز الأبحاث التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي، رئيس الفريق البحثي، أن فريقه المكون من 8 أعضاء يعمل على شقين متوازيين، الأول هو دراسة وبحث خصائص الخلايا الليفية والخلايا الطلائية التي عادة ما تصاب بالسرطان، وتأثير الخلايا السرطانية في الخلايا الأخرى، وتأثير الأدوية الكيماوية في الخلايا السليمة، بعد معالجة أورام الثدي.

وزاد أبو صخرة أن الشق الثاني يتناول إجراء دراسات وتجارب على مواد طبيعية يستخلص منها عقاقير طبية لا تشكل خطراً على الإنسان وتمتلك في ذات الوقت القدرة على قتل الخلايا السرطانية، بحيث تكون خالية من المواد السامة التي تضعف الخلايا السليمة وتؤثر فيها بالسلب كتلك التي في الأدوية الكيماوية، مشيراً إلى نجاح بعض التجارب الخاصة بالعقاقير الطبيعية، لكنه أفاد بأن هذه التجارب ما زالت في بدايتها إذ تتطلب مزيداً من الدراسة والوقت.

وأكد الدكتور عبد الإله أن الخلايا الداعمة الليفية الموجودة في الثدي المصاب بورم سرطاني تشترك مع الخلايا السرطانية في بعض الخصائص ما يجعلها أرضاً خصبة لعودة سرطان الثدي من جديد رغم استئصال الورم الأول جراحياً، مشيراً إلى أن الفريق بصدد بحث ودراسة أدوية أكثر فعالية لمقاومة هذا النوع من الأمراض السرطانية بناء على معطيات الاكتشاف البحثي. وقال أبو صخرة رئيس الفريق البحثي لمرض وعلاج سرطان الثدي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث «إن التوصل إلى هذه النتائج له أهمية كبيرة في فهم الأساسيات الجزيئية لنمو السرطان وانتشاره، مما سيسهل في التوصل إلى أدوية أكثر كفاءة في محاربة السرطان ومنع رجوعه بعد الاستئصال، إذ تشكل عودة الورم مجدداً خطراً كبيراً على المريضة كونه يصبح أكثر عدوانية من السابق».

وبين رئيس الفريق البحثي بمستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث أن البحث الذي استغرق 3 سنوات أجري بدراسة الخصائص الجزيئية والخليوية لخلايا داعمة ليفية مستخلصة من ثدي 12 سعودية مصابة بسرطان الثدي خضعن لعمليات جراحية لاستئصال الورم ومقارنتها بأخرى مستخلصة من 3 سعوديات غير مصابات، لافتاً إلى أن المقارنة كشفت أن الخلايا الداعمة الليفية المتاخمة للخلايا السرطانية كذلك البعيدة عنها من نفس الثدي تشترك مع الخلايا السرطانية في بعض الخصائص كالنمو السريع ومقاومتها للموت المبرمج عند تعريضها لبعض المواد المستعملة في القضاء على الكثير من أنواع السرطان، وبالتالي يمكن أن تكون أرضاً خصبة لعودة سرطان الثدي من جديد رغم استئصال الأول.

ويتصدر سرطان الثدي قائمة السرطانات الأكثر انتشاراً بين السعوديات بواقع 783 إصابة جديدة بحسب آخر سجل إحصائي صادر عن السجل الوطني للأورام عام 2004، ما يمثل 22.4 في المائة من بين مجموع حالات السرطان للإناث البالغة 3491 حالة في العام ذاته، في حين يتسبب سرطان الثدي في وفاة نحو 500 ألف مصابة سنوياً على المستوى العالمي بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.

يذكر أن نتائج البحث تعتبر سبقاً علمياً، حيث نشرت في المجلة العلمية الرائدة في مجال أبحاث السرطان كانسر ريزارش التي تصدر عن الرابطة الأميركية لبحوث السرطان (AACR).