سوق الصواريخ يتحول إلى بازار لتبادل التجارة بين الحجاج

يتقدمهم حجاج الدول العربية والبلقان وآسيا الوسطى

TT

اعتاد مرتادو سوق الصواريخ الواقع في جنوب جدة (غرب السعودية)، على رؤية وجوه عمَالة وافدة من بعض دول العالم، المتمثلة في باكستان وبنجلادش وعدد من الدول العربية الأخرى طيلة أيام السنة، غير أنهم يترقبون انقضاء أيام الحج للاستمتاع بما يقدمه التجار الروس ـ وجلّهم من النساء ـ من عروض للبيع على أرصفة السوق، عدا عن تجمعات أخرى للمنتجات العربية والإسلامية ودول البلقان وآسيا الوسطى.

وتتضمن تلك البضائع سلسلة طويلة من المنتجات كالساعات والمشغولات اليدوية وأدوات الزينة النسائية، إضافة إلى أجهزة التصوير والمناظير وبعض أنواع الفخارات التي تلقى رواجا كبيرا في ظل عرضها بأسعار مخفضة، وسط مفاوضات مختلفة اللغات واللهجات، إذ إن عددا من الباعة الحجاج يضطرون لاستخدام لغة الإشارة أو الآلات الحاسبة من أجل التخاطب مع غيرهم من الجنسيات. وتحرص الحاجة الروسية خديجة، التي قدمت مع ابنها، على جلب بعض السلع من بلدها لبيعها في السعودية، رغم ما تواجهه من صعوبات في التخاطب مع المشترين، ما يجعلها تستخدم أصابعها للشرح والإيضاح، فيما تلجأ إلى الآلة الحاسبة لكتابة السعر. وعادة ما تنشط حركة البيع في سوق الصواريخ بعد صلاة العصر، لتمتد حتى العاشرة مساء، في ظل بلوغ عدد الباعة حوالي 5 آلاف حاج وحاجة من مختلف البلدان، الذين يختارون أماكنهم المناسبة بناء على وجود أبناء جلدتهم من حولهم كي يساعدوهم على إنجاز مهامهم.

ويأخذ الحاج البائع في حسبانه جلب سلعه من بلده بكميات قليلة كي يتسنى له بيعها بالكامل أثناء وجوده في منطقة مكة المكرمة، لا سيما أن مثل تلك الأسواق الشعبية تشهد إقبالا كبيرا من قِبل الغير، خاصة أنها تتميز بأسعار مناسبة، مقارنة بما هو موجود في الأسواق المحلية.

وتلقى المفارش والسجادات الأفغانية رواجا كبيرا بمختلف أحجامها وألوانها، كونها قادمة من بلدها الأساسي، التي يتم تصنيعها فيه بدقة وجودة عالية، فضلا عن أسعارها المنخفضة لتنافس بذلك أكبر محلات الأثاث في جدة، إضافة إلى زيادة مبيعات السبح والعطور الشرقية والمساويك والأقمشة.

ولا تقتصر المنافسة على تلك القطع فحسب، إنما تمتد لتطال المأكولات بمختلف أنواعها، مثل العسل والمكسرات والأجبان التي تدخل إلى البلاد عن طريق حجاج دولة تركيا ومصر وسورية وإيران، الأمر الذي يدفع بعض الباعة المتجولين إلى استغلال ذلك الموسم للجلوس في صفوف الحجاج والترويج لبضائعهم ومنتجاتهم.

وينتهج الحجاج البائعون نهج تخفيض أسعار منتجاتهم بنسبة تصل إلى حوالي 40 في المائة، الأمر الذي ينعكس سلبيا على أصحاب المحلات التجارية الذين تتأثر مبيعاتهم خلال تلك الفترة بلسان حال يقول «فوائد قوم عند قوم مصائب»، بحسب ما ذكره عبد الله الزهراني، صاحب أحد معارض الأجهزة الكهربائية، حيث أكد انخفاض طلب مرتادي السوق على السلع الموجودة في محله، مرجعا سبب ذلك إلى ارتفاع أسعارها مقارنة بما تبيعه تلك الجاليات، إضافة إلى تأثر الاقتصاد العالمي الذي كان سببا في عزوف الحجاج الزائرين عن الشراء أيضا.

من جهته، كشف المهندس عوض المالكي، رئيس بلدية جنوب جدة، عن حجز أكثر من خمس سيارات محملة بالبضائع وإجبار أصحابها المخالفين على دفع غرامات مالية، وقال في حديث إلى «الشرق الأوسط»، إنه تم مصادرة تلك البضائع من خلال الجولات اليومية التي يقوم بها منسوبو أمانة محافظة جدة، مؤكدا على أن المسح الميداني قائم بشكل مستمر.