الملك عبد الله بن عبد العزيز يأمر بتوسعة الحرمين ليستوعبا الأعداد المتزايدة سنويا

جسر الجمرات وتكييف المسجد النبوي من أكبر الأعمال على مستوى العالم

الملك عبد الله بن عبد العزيز وجهود كبيرة لعمارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة (رويترز)
TT

تبدأ في منتصف الشهر المقبل أعمال إزلة المباني الخاصة بمشروع توسعة المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، حيث تقرر فتح حساب في مؤسسة النقد العربي السعودي لصالح المشروع بعد ان جرى توجيه الجهات المختصة بإيقاف تراخيص البناء في نطاق المشروع.

ووفقا للمهندس عبد العزيز بن عبد الرحمن الحصين أمين منطقة المدينة المنورة فانه تم إيقاف العمل في المشاريع الجاري تنفيذها لصالح التوسعة ما عدا التي يمكن لأصحابها الاستفادة منها خلال موسم الحج. ويشهد المسجد النبوي الشريف ثاني اكبر توسعة له في هذا الشهر، وهي الاكبر منذ التوسعة التي تمت في عهد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، وذلك وفقا للامر الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في صيف 2005م والذي من المقرر ان يزيد المساحات المخصصة للصلاة الى الضعف.

أعمال توسعة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة ظلت في سنام الأعمال الجليلة التي اضطلعت بها حكومة المملكة العربية السعودية خدمة للإسلام والمسلمين وامتداداً لتاريخ ناصع لإنسان هذه الأماكن التي تهفو إليها الأنفس.

ورغم التعقيد الذي يميز طيبوغرافية مكة المكرمة، خاصةً في المناطق المجاورة للحرم المكي، والتباينات الدينية حول توسعة المسعى الشريف، إلا أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، مستعيناً بالله ثم بتأييد فقهاء العالم الإسلامي الثقات بدأ، وما زال، يضع يديه لتحقيق أكبر توسعةٍ في التاريخ الإسلامي للحرم المكي الشريف، تبدأ بإزالة عقارات الساحات الشمالية وتعويض مالكيها لتكتمل المنظومة بالعمل الدؤوب في تنفيذ توسعة المسجد النبوي الشريف ولتقوم السعودية بدورها المنوط بها خاصةً أنها تمثل قلب العالم الإسلامي.

وقد وضع هذا المشروع في مقدمة الاهتمامات الكبرى للمملكة العربية السعودية انطلاقا من إيمانها العميق بأن تلك أمانة شرفت بها فتحملت مسؤولياتها حتى وفق الله تعالى قيادتها للإنفاق على هذا العمل الجليل أداءً للواجب واضطلاعا بالمسؤولية دونما انتظار شكر أو ثناء، وإنما رجاء المثوبة والأجر عند الله سبحانه وتعالى، وتسهيلا لأداء المسلمين مناسكهم، وتوفير الأمن والطمأنينة لهم، وتجسيدا لهذه العناية والرعاية أنفقت حكومة المملكة العربية السعودية ما يزيد على 70 مليار ريال على توسعة الحرمين الشريفين في السنوات الأخيرة فقط. وتضمنت توسعة الحرمين الشريفين نزع الملكيات وتعويض أصحابها وتطوير شبكات الخدمات والإنفاق والطرق ويقف مشروع توسعة وعمارة المسجد الحرام معلما إسلاميا شامخا شاهدا على ما تقوم به المملكة من أعمال جليلة تهدف في مجملها إلى خدمة الإسلام والمسلمين.

* 18 مدخلا تقود من وإلى المسجد الحرام

* وتبلغ المساحة الإجمالية للتوسعة في المسجد الحرام 76 ألف متر مربع وتتكون من بدروم سفلي وآخر علوي ودور أرضي، ودور أول بالإضافة إلى السطح، وشملت التوسعة 18 مدخلا عاديا، بالإضافة إلى بوابة رئيسة أطلق عليها اسم بوابة الملك فهد وهي مشابهة لبوابة الملك عبد العزيز، كما شملت التوسعة مئذنتين مشابهتين للمآذن الموجودة سابقا، وتضم التوسعة سلالم كهربائية متحركة لنقل المصلين إلى السطح والدور الأول في وقت الذروة والمواسم خصوصا كبار السن والعجزة، كما تشتمل على ثلاث قباب تبلغ مساحتها 225 مترا مربعا وممرات للمصلين ليتمكنوا من الدخول والخروج من والى الحرم. وقد روعي في تنفيذ المشروع أن يكون متميزا من حيث التصميم والتنفيذ وأن يكون مترابطا مع المبنى العام للحرم من حيث الطابع المعماري وبهذه التوسعة تصبح المساحة الإجمالية للحرم المكي الشريف 356 ألف متر مربع بما في ذلك الساحات المحيطة به والمخصصة للصلاة وكذلك السطح بعد أن كانت قبل ذلك 152 ألف متر مربع ليتسع لنحو 770 ألف مصل بعد أن كانت طاقته الاستيعابية قبل ذلك في حدود 340 ألف مصل. ويمكن أن تتضاعف طاقته الاستيعابية في أوقات الذروة كما أصبح مجموع ‌المداخل العادية للحرم 45 مدخلا بالإضافة إلى 4 بوابات رئيسة، وعدد المآذن بالحرم تسع مآذن وعدد السلالم الكهربائية المتحركة سبعة سلالم بالإضافة إلى السلالم العادية.

وتم إنشاء محطة مركزية بمنطقة كدي لتكييف الحرم ويتم نقل المياه المبردة من تلك المحطة عبر أنابيب داخل نفق ممتد من الحرم إلى موقع المحطة، ويتم ضخ المياه المبردة الخاصة بالتكييف إلى مبنى التوسعة إذ تدخل المياه إلى البدروم السفلي بالتوسعة الذي يشتمل على 102 مضخة لتغذية وحدات معالجة الهواء.

وتم الانتهاء من المشروع بالكامل وتم تكييفه مركزيا وتزويده بالفرش الفاخر وإضاءته وتزويده بمكبرات الصوت ليتمكن المصلون من سماع صوت الإمام بكل وضوح، توفير مياه زمزم المبردة من خلال العديد من حافظات الماء الموزعة في جميع أرجاء الحرم. ولا يقتصر المشروع على إضافة هذا المبنى إلى مبنى الحرم الحالي فحسب وإنما اشتمل المشروع على تسوية وتوسعة الساحات المحيطة بالحرم لأداء الصلاة فيها إذ تم نزع ملكية العقارات الموجودة بها وإزالتها وتم رصفها بالبلاط الفاخر وإضاءتها بأبراج إنارة عالية وفرشها بالسجاد الفاخر أوقات الذروة والمواسم وتزويدها بمكبرات الصوت ومياه زمزم المبردة وذلك لأداء الصلاة بها لتخفيف الازدحام داخل الحرم المكي الشريف.

وتبلغ المساحة الإجمالية لتلك الساحات أكثر من 40 ألف متر مربع وتستوعب أكثر من 65 ألف مصل في الأيام العادية وتتضاعف في أيام الذروة، وتضمن المشروع إنشاء نفق السوق الصغير الذي يمتد من ميدان الشبيكة إلى أنفاق أجياد السد ويفصل حركة المشاة عن حركة السيارات أمام المنطقة الواقعة أمام بوابة الملك فهد وبوابة الملك عبد العزيز ليتمكن المصلون من الدخول والخروج من وإلى الحرم المكي الشريف بكل يسر وسهولة إضافة إلى الاستفادة من الساحات لأداء الصلاة فيها.

وتم الانتهاء من النفق الذي بلغت تكلفته الإجمالية أكثر من 650 مليون ريال، كما تضمنت التوسعة تنفيذ عبارات خراسانية في منطقة ما حول الحرم المكي الشريف يتم تنفيذها بشكل دائري لتمديد خدمات المرافق العامة بها من مياه وصرف صحي وهاتف وكهرباء وغير ذلك من دون اللجوء إلى التكسير للحفاظ على جمال المنطقة حيث تقوم كل جهة بتمديد خدماتها عبر هذه العبارات الخراسانية الموجودة تحت الأرض.

وهناك العديد من المشروعات الحيوية سيتم تنفيذها مستقبلا بمنطقة ما حول الحرم المكي الشريف، كما أن هناك العديد من المشروعات التي تم تنفيذها لخدمة ضيوف الرحمن خلال الأعوام السابقة ومنها إنشاء 6 جسور بالمسعى لفصل حركة دخول وخروج المصلين من والى الحرم لمن يؤدون شعيرة السعي حتى يتمكنوا من أداء شعيرتهم بكل يسر وسهولة ومن دون أي ازدحام أو مضايقة ومشروع تبريد مياه زمزم آليا ومشروع استبدال رخام صحن المطاف برخام خاص عاكس للحرارة ليتمكن ضيوف الرحمن من الطواف بالبيت العتيق في أي وقت ليلا ونهارا. كما تم توسعة صحن المطاف حول الكعبة المشرفة لاستيعاب اكبر عدد من الطائفتين واستبدال السياج الخشبي حول أروقة الحرم المكي الشريف بسياج من الرخام الفاخر الذي يحمل زخارف إسلامية مميزه إضافة إلى تهيئة سطح الحرم لأداء الصلاة فيه أوقات الذروة والمواسم لتخفيف الازدحام داخل الحرم وإنشاء سلالم كهربائية متحركة لنقل المصلين فيه‌.

* جسر الجمرات أضخم المشروعات

* وحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على استكمال مختلف المشروعات التي تسهل وتيسر على حجاج بيت الله الحرام أداء مناسكهم والقضاء على مشكلات الازدحام حول الجمرات وفي الساحات المحيطة بها بالإضافة إلى ما تضمنته المشروعات من استكمال امتداد الأنفاق والتقاطعات والجسور التي ستؤدي إلى تسهيل حركة المرور من والى منى. وشهدت المشاعر المقدسة خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية في الخدمات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لضيوف الرحمن حجاج بيته الحرام. وكان المشروع الضخم والفريد من نوعه لتطوير الجسر ومنطقة الجمرات لتكتمل منظومة الأمن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام بمشعر منى بتكلفة نحو 4 مليارات ريال أبرز المشاريع التي شهدها الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة خلال السنوات القليلة الماضية حيث دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المرحلة الأولى من تطوير جسر ومنطقة الجمرات في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة عام 1427هـ.

ويتكون جسر الجمرات الجديد من أربعة أدوار إضافة إلى الدور الأرضي والسفلي تحت مستوى الأرض ويشغل حجم جسر الجمرات حوالي كيلو متر واحد ويتميز تصميم منشآت الجمرات بأنها تضم 11 مدخلا و12 مخرجا منفصلة تماما في مستويات واتجاهات متعددة بما يحقق انسيابية حركة الحجيج وعدم تعارضها أو تقاطعها ويخدم كل مستوى جهة مخصصة لتوافد الحجاج لرمي الجمرات فالقادمون من جهة مكة المكرمة لهم مستوياتهم ومداخلهم ومخارجهم الخاصة بهم.

كما تم تخصيص الدور السفلي تحت مستوى الأرض لحالات الطوارئ والإسعاف والخدمات، وفيه تجمع كل الحصى والمخلفات، ويحتوي الجسر ومنطقة الجمرات على أنظمة مراقبة تلفزيونية حديثة ونظام إنذار مبكر ونظام إضاءة وتكييف متطور وتبلغ الطاقة الاستيعابية لرمي الجمرات في كل مستويات الجسر حوالي 5 ملايين حاج في اليوم الواحد وتم تنفيذ المرحلة الأولى في حج عام 1427ه بإنهاء الدور السفلي والأرضي والأول والمرحلة الثانية في حج 1428هـ الدور الثاني وانجزت المرحلة الثالثة التي تم فيها إنجاز الدور الثالث خلال هذا العام على ان تكتمل المرحلة الاخيرة في العام المقبل.

وامتداداً للرعاية الكريمة والاهتمام المتواصل بالحرمين الشريفين من الملك صدرت في السادس والعشرين من شهر ذي الحجة 1428هـ موافقة خادم الحرمين الشريفين على تنفيذ مشروع لتوسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام. وستكون مجمل المساحة المضافة إلى ساحات المسجد الحرام بعد تنفيذ مشروع التوسعة 300 ألف متر مسطح تقريبا، مما يضاعف الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ويتناسب مع زيادة أعداد المعتمرين والحجاج ويساعدهم في أداء نسكهم بكل يسر وسهولة.

وقد تم الانتهاء من تنفيذ عدد من المشاريع بالمسجد الحرام هذا العام للاستفادة منها وفي مقدمتها مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير وتوسعة المسعى الذي يسير العمل فيه وفق ما هو مخطط له، وسيتم إن شاء الله تجهيز وتشغيل الدور الأرضي للمسعى في مرحلتي المشروع، مع الاستفادة من الدور الأول والثاني من المرحلة الأولى التي تقع في الناحية الشرقية كما سيتم العمل على فتح قبو المسعى ليتسنى للزوار الدخول إلى أروقة المسجد الحرام من خلاله وفتح المداخل المؤدية إلى الدور الأرضي من الساحة الشرقية، ومن الدور الأرضي سيتم ربط الدور الأول والسطح بالجزء الشرقي من توسعة المسعى.

* 70 مليار ريال أنفقتها الحكومة السعودية على توسعة الحرمين في السنوات الأخيرة

* التباينات الدينية وخصوصية المناطق المجاورة للحرم المكي لم تمنع توسعة المسعى الشريف

* 270 ألف مصل في الحرم المدني

* أما المسجد النبوي الشريف فقد شهد توسعة كبرى لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المصلين امتدت من جهة الغرب حتى شارع المناخة ومن الشرق إلى شارع أبى ذر بمحاذاة البقيع ومن الشمال حتى شارع السحيمي وقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله، حجر الأساس للتوسعة المباركة يوم الجمعة التاسع من شهر صفر عام 1405هـ وبدأ العمل في المشروع الضخم في السادس من شهر محرم عام 1406هـ.

وتضمنت توسعة وعمارة المسجد النبوي الشريف إضافة مبنى جديد بجانب مبنى المسجد القائم يحيط به متصلا من الشمال والشرق والغرب بمساحة قدرها 82 ألف متر مربع تستوعب 150 ألف مصل لتصبح المساحة الإجمالية للمسجد بعد التوسعة 98 ألفا و500 متر مربع تستوعب حوالي 180 ألف مصل وبذلك أصبح المسجد النبوي الشريف بعد التوسعة يستوعب أكثر من 270 ألف مصل ضمن مساحة إجمالية معدة للصلاة تبلغ حوالي 165 ألفا و500 متر مربع. كما تضمنت أعمال التوسعة إنشاء دور سفلي بمساحة الدور الأرضي للتوسعة لاستيعاب تجهيزات التكييف والتبريد والخدمات الأخرى بمساحة 82 ألف متر مربع، واشتمل مشروع التوسعة على ساحات تحيط بالمسجد بلغت مساحتها حوالي 235 ألف متر مربع منها حوالي 45 ألف متر مربع أرضيتها مكسوة بالجرانيت وفق أشكال هندسية بطراز إسلامي وألوان متعددة في غاية الجمال وهي مخصصة للصلاة وتستوعب حوالي 430 ألف مصل، وبهذا تصبح طاقة التوسعة الاستيعابية أكثر من 730 ألف مصل وتصل إلى أكثر من مليون مصل في أوقات الذروة وقد ألحقت بهذه المساحات المخصصة للمشاة فقط مداخل مضاءة للمواضئ،وتتصل بعض الخدمات بمواقف السيارات التي توجد في دورين تحت الأرض من الجهات الشمالية والجنوبية والغربية وتبلغ مساحتها 290 ألف متر مربع وتشتمل على مواقف تكفي لاستيعاب أكثر من 4000 سيارة وتم تنفيذها على أفضل المواصفات العالمية.

كما تتصل مناطق الخدمات العامة والمرافق والساحات العامة بمداخل ‌ومخارج تؤمن الحركة السهلة للمشاة فيما بينها وتحتوى على 116 سلما كهربائيا متحركا إضافة إلى 58 سلما عاديا تؤمن الوصول إلى مواقف السيارات وحوالي 5600 وحدة وضوء وحوالي 1890 دورة مياه وحوالي 690 نافورة شرب في مناطق الخدمات والمرافق. وتم إقامة اثنتي عشرة مظلة ضخمة بنفس ارتفاع السقف تظلل كل واحدة منها مساحة 306 أمتار مربعة يتم فتحها وغلقها أوتوماتيكيا لحماية المصلين من وهج الشمس وللاستفادة من الجو الطبيعي حينما تسمح الظروف الطبيعية بذلك وذلك من خلال الحصوتين المكشوفتين، ووضع التصميم بشكل يتوافق مع أحدث طرق الإنشاء وأفضل أساليب العمارة لينسجم ويتناسق مبنى التوسعة الجديد مع مبنى المسجد السابق كما روعي أيضا إمكانية بناء دور ثان فوق التوسعة إذا ما دعت الضرورة إلى ذلك مستقبلا.

وصممت أعمال الزخرفة بالتوسعة بحيث تحقق التناسق والانسجام مع نظيراتها بالتوسعة السعودية الأولى وذلك لإبراز الجانب الجمالي في الفن المعماري الاسلامي، أما الأعمال الميكانيكية للتوسعة فتشتمل على تمديدات المواسير لنوافير مياه الشرب المبردة ومواسير صرف مياه الأمطار والصرف الصحي والتهوية ونظام مكافحة الحريق بالإضافة إلى مضخات المياه وأعمال تلطيف الهواء.

وتعد عملية تكييف هواء المسجد النبوي الشريف من أكبر الأعمال في العالم حيث تمر مواسير التبريد عبر نفق الخدمات بطول 7 كيلو مترات لتصل ما بين المحطة المركزية للخدمات التي توجد بها أجهزة التبريد ومعدات ومولدات الكهرباء وبين دور التسوية بالتوسعة، وتم تكييف هواء المسجد القديم وفق أسس معمارية وهندسية تحول دون إجراء أي تعديلات في المبنى القائم والمحافظة على شكله وذلك عن طريق دفع الهواء البارد من خلال فتحات النوافذ الموجودة في الجدار القبلي للمسجد،ولتحقيق ذلك تم إنشاء محطة خدمات التكييف على موقع مساحته 70 ألف متر مربع وذلك لتأمين تكييف هواء المسجد النبوي الشريف وروعي أن يكون موقعها خارج منطقة الحرم لإبعاد الضوضاء ولسهولة إجراء عمليات الصيانة والتشغيل اللازمة في الموقع.

وفي وسط الناحية الشمالية للتوسعة يوجد مدخل الملك فهد بن عبد العزيز وهو المدخل الرئيسي للتوسعة ويعلو هذا المدخل ويميزه بشكل خاص سبع قباب ويحده من كل جانب مئذنة بارتفاع 105 أمتار وبذلك يكون للمسجد بما فيه التوسعة عشر مآذن ست منها جديدة بارتفاع يصل إلى 105 أمتار بزيادة 33 مترا عن ارتفاع المآذن الموجودة بالتوسعة السعودية الأولى وتوجد المآذن بالأركان الأربعة للتوسعة مع مئذنتين على جانبي المدخل الرئيس.

* 182 مظلة لحماية المصلين في الحرم المدني

* وامتداداً لدور قادة المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين صدر في الرابع عشر من شهر رجب 1426هـ أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز باستكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف وبتكاليف إجمالية قدرها 4.700 مليون ريال. ويشتمل المشروع على:

أولا: تركيب 182 مظلة تغطي جميع مساحات المسجد النبوي الشريف وذلك لوقاية المصلين والزائرين من وهج الشمس ومخاطر الأمطار خاصة حوادث الانزلاق جراء هطول الأمطار وتكون المظلات مجهزة بأنظمة لتصريف السيول وبالإنارة وتفتح آليا عند الحاجة، وتغطي المظلة الواحدة 576 مترا مربعا وسوف يستفيد منها عند انتهائها أكثر من 200.000 مصل وثانياً تنفيذ الساحة الشرقية للمسجد النبوي الشريف وتبلغ مساحتها 37.000 متر مربع وتستوعب عند انتهائها أكثر من 70 ألف مصل وسينفذ تحتها مواقف للسيارات والحافلات تستوعب أربعمائة وعشرين سيارة وسبعين حافلة كبيرة كما تشمل الأعمال المنفذة على تنفيذ دورات مياه مخصص معظمها للنساء ومواقف مخصصة لتحميل وإنزال الركاب من الحافلات والسيارات وثالثاً تنفيذ مداخل ومخارج مواقف السيارات بالمسجد النبوي ويشتمل ذلك تنفيذ 3 أنفاق لربط مواقف السيارات بطريق الملك فيصل، الدائري الأول ورابعاً استكمال طريق الملك فيصل الدائري الأول ويشتمل ذلك على ما يلي، أولاً تقاطع طريق الملك فهد ، الأجزاء الممتدة بين مدخل المدينة الشرقي وما بعد شارع أبي بكر الصديق ليلتقي مع الجزء المنفذ من طريق الملك فيصل ، الدائري الأول، وثانياً التقاطعات الجنوبية، الأجزاء الممتدة بين طريق على بن أبي طالب وطريق عمر بن الخطاب وثالثاً أنفاق المشاة الشمالية والجنوبية وعددها 7 أنفاق، ورابعاً تنفيذ امتداد نفق المناخة من الناحية الجنوبية إلى خارج طريق الملك فيصل، وخامساً استكمال تنفيذ الشوارع والأرصفة والإنارة الدائمة في المنطقة المركزية.

وفي المدينة المنورة كذلك، تضمن الأمر السامي الموافقة على نزع ملكية العقارات المحصورة بين طريق الملك عبد العزيز جنوباً وطريق المطار المدخل الشرقي شمالا وشارع الأعمدة شرقا وطريق الملك فيصل غربا والبالغ مساحتها 586.624 مترا مربعا واستغلال جزء منها لتوفير المرافق والخدمات وتطوير أجزاء منها لتحسين المنطقة ورفع مستواها لخدمة المواطنين والزوار، وهو ما أعلن عنه أمين منطقة المدينة المنورة المهندس عبد العزيز بن عبد الرحمن الحصين حين قال ان الأمر السامي تضمن أيضاً الموافقة على تخصيص أجزاء من المناطق الواقعة في الجهة الغربية من المسجد النبوي الشريف والتي تشمل مشروع أسواق الحرم الغربية ومشروع المناخة الحضري وتعويض المستثمرين فيه نظرا لأنها أراض حكومية وتمثل امتدادا طبيعيا للساحة الغربية. وأكد أمين منطقة المدينة المنورة أن هذه المشروعات التي تأتي ضمن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للعناية بالمدينة المنورة وخدمة الزوار والحجاج والمعتمرين الذين يفدون إليها على مدار العام واستكمالا للمشاريع التي تقوم بها الدولة لتطوير الحرمين الشريفين فالإضافة الجديدة لساحة المسجد النبوي من الجهة الشرقية ستزيد المساحات المستخدمة للصلاة في مساحة الخدمات والتطوير لتعادل مساحة المنطقة المركزية المطورة بالكامل. وأضاف الحصين أن المساحات المضافة إلى الساحات الشرقية يمكنها أن تستوعب بصورة مريحة وخارج أوقات الذروة أكثر من 230 ألف مصل ويرتفع الرقم بصورة مؤكدة في أوقات الذروة إلى ما يزيد على 500 ألف مصل أي 50 بالمائة من إجمالي الاستيعاب الحالي للمسجد النبوي الشريف.

وأشار الى ان المساحة الاجمالية للتوسعة تقدر بنحو 137 ألفا و400 متر مربع، موضحا ان الأمر السامي يتضمن الموافقة على نزع ملكية عقارات مساحتها 586 ألفا و624 مترا مربعا، واستغلال جزء منها لتوفير المرافق والخدمات وتطوير أجزاء منها لتحسين ورفع مستواها لخدمة الزوار.

وأكد بأن هذه المشاريع العملاقة تأتي ضمن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للعناية بالمدينة المنورة وخدمة حجاج بيت الله الحرام والزوار والمعتمرين الذين يفدون إليها على مدار العام وكذلك استكمالا للمشاريع التي تقوم بها المملكة لتطوير الحرمين الشريفين. وقال الحصين إن الإضافة الجديدة لساحة المسجد النبوي الشريف من الجهة الشرقية ستزيد المساحات المستخدمة للصلاة في الساحات إلى الضعف حيث ينتظر أن تصل إلى 272 ألفا و405 أمتار مربعة، بحيث تستوعب الساحة الجديدة حوالي 230 ألف مصل. وستمتد الساحات الجديدة للمسجد النبوي الشريف نحو الشرق بمحاذاة الساحات الشمالية للمسجد مغطية بذلك معظم الأراضي الاستثمارية الشرقية لتخلف شريطا عقاريا يشرف على الساحات الجديدة من الناحية الشمالية.

وتشمل التوسعة تحويل معظم الحي الشرقي للمسجد النبوي الشريف الذي كان يضم أكبر كثافة سكانية إلى ساحات للصلاة ومن شأن التوسعة الجديدة للمسجد النبوي التي ستبدأ في ديسمبر أن تحدث تغييرات عميقة في التركيبة العقارية لمنطقة باتت تستقطب استثمارات خاصة قدرتها مصادر عقارية بنحو 40 مليار ريال.

كما ستضيف بعدا بصريا متفردا حين ترسل الشمس أشعتها منذ لحظة الشروق إلى الواجهات الحجرية للمسجد والمآذن الذهبية والساحات لتنعكس مانحة مشهدا أخاذا ومتصلا للمتقاطرين إلى مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، القادمين من جهة الشرق.