الصحة السعودية تكف أقدام مواطنيها عن المدن الكبرى بحزام صحي عالمي

د. المانع لـ «الشرق الأوسط»: 20 برجا طبيا بسعة 4950 سريرا في 14 مدينة

اتجهت السعودية خلال موازنات السنوات الماضية لتخصيص مبالغ ضخمة للخدمات الصحية في مختلف مناطق البلاد («الشرق الأوسط»)
TT

كشف الدكتور حمد المانع وزير الصحة السعودي في تصريحات خاصة لـ «الشرق الأوسط» عن 20 برجا طبيا، يجري العمل على إنشائها، سترى النور خلال الأعوام الـ 3 المقبلة، بشكلٍ تراتبي، في عدد من مناطق ومدن ومحافظات بلاده.

وتتسع تلك الأبراج الطبية بحسب الدكتور المانع، لأكثر من 4950 سريرا، منها 13 برجا يتسع لـ200 سرير، والبقية بين 150 سريرا إلى 400 سرير.

وأكد وزير الصحة احتواء تلك الأبراج الطبية على جميع التخصصات الصحية، إضافةً إلى أنها ستكون داعماً للمستشفيات في المناطق التي تقدم خدماتها لأبنائها من خلال الخدمات الصحية التي ستقدم لهم.

وقال المانع عقب صدور الميزانية السعودية «لم تمر في تاريخ المملكة موازنة لوزارة الصحة، كالتي خصصت هذا العام، وهذا بالتأكيد سيكون عاملاً مساعداً بقوة للرقي بالخدمات الصحية في مناطق ومحافظات البلاد، ويأتي ذلك فيما شهدت الخدمات الصحية في البلاد، تطوراً ملموساً على مدى السنوات الـ5 الماضية».

وحدد الوزير المانع مناطق الأبراج الطبية في عدد من المناطق، من بينها برج طبي مستشفى الإيمان بالعاصمة الرياض ويتسع لـ200 سرير، وبرج طبي في مستشفى الأمير سلمان في الرياض يتسع لـ200 سرير، وبرج في مجمع الملك سعود (مجمع الرياض الطبي سابقاً) يتسع لـ400 سرير.

ولمكة المكرمة نصيب من الأبراج، حيث ستشهد برجا طبيا للولادة والأطفال في محافظة الطائف يتسع لـ300 سرير، وآخر في مستشفى الملك عبد العزيز بمكة المكرمة يتسع لـ300 سرير، وبرج طبي في مستشفى الملك فيصل بمكة المكرمة يتسع لـ200 سرير، وبرج طبي لمستشفى الملك فهد في جدة يتسع لـ200 سرير، وبرج في مستشفى الولادة والأطفال في جدة يتسع لـ200 سرير، وبرج في مستشفى العيون بجدة يتسع لـ200 سرير.

وستشهد منطقة القصيم برجاً طبياً في مستشفى الملك فهد في بريدة يتسع لـ200 سرير، وآخر في مستشفى بريدة المركزي تبلغ سعته 300 سرير، فيما كان للمنطقة الشرقية نصيب هي الأخرى من تلك الأبراج، حيث سيشهد مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام برجاً يتسع لـ200 سرير.

أما الجزء الشمالي من البلاد فكان له قسم من الأبراج الطبية، فمنطقة حائل ستشهد برجاً طبياً للنساء والولادة يتسع لـ200 سرير، في حين خصص للحدود الشمالية برجان طبيان، الأول في مستشفى الولادة والأطفال في رفحاء يتسع لـ150 سرير، وبرج طبي في مستشفى عرعر يتسع لـ200 سرير، في حين كان للجوف برج طبي في مستشفى الأمير عبد الرحمن السديري يتسع لـ300 سرير.

وللمنطقة الجنوبية من البلاد نصيب منها، حيث خصص لمنطقة عسير برج طبي يتسع لـ200 سرير في مستشفى أبها العام، فيما كان لجازان نصيباً من أبراج وزارة الصحة يتسع لـ200 سرير، وخصص للباحة برج طبي في مستشفى الملك فهد يتسع لـ 200 سرير. وأفصح المانع عن فراغ وزارته من أعمال تشييد وتجهيز قرابة 40 مستشفى في كافة مناطق بلاده، ستدخل العمل عقب الفراغ من انضمام كوادرها العاملة لها، فيما سيتم استقبالها للحالات الصحية، مع مطلع العام المقبل 1430، في حين ستقترب سعة تلك المستشفيات إلى أكثر من 2900 سرير لجميع التخصصات الطبية، من بينها 29 يتم العمل على إنشائها، و19 مستشفى أجريت لها عمليات إحلال جديدة.

وأكد المانع على قرب رفع الستار عن مدينة الملك عبد الله التخصصية في مكة المكرمة، التي تتسع لـ1500 سرير منتصف العام المقبل، وهي المدينة التي تعتبر الأكبر على مستوى السعودية، تليها مدينة الملك عبد الله بالمدينة المنورة، والتي يجري العمل على إنشائها، والتي تحوي هي الأخرى ما يقارب من 1200 سرير، وسيتم افتتاحها خلال العام المقبل. وأكد وزير الصحة على إنشاء 13 مستشفى تخصصيا في عدد من أجزاء البلاد، في مناطق كان لها نصيب من موازنة وزارة الصحة خلال العام الماضي، من خلال إنشاء مستشفيات تخصصية تحوي جميع التخصصات الطبية، في مكة المكرمة والمدنية المنورة وجدة ومنطقة الجوف وحائل وتبوك وعسير ونجران وجازان والباحة، تحوي مراكز متخصصة كمراكز لأمراض القلب، أمراض الإعاقة، الأورام بكافة تصنيفاتها وللعيون.

وتضمنت الموازنة التي كشفت السعودية عنها الاثنين الماضي، مشاريع صحية جديدة لاستكمال إنشاء وتجهيز مراكز الرعاية الصحية الأولية بجميع مناطق المملكة، ومشاريع لإحلال وتطوير البنية التحتية لـ 22 مستشفى، إضافة إلى استكمال تأثيث وتجهيز بعض المرافق الصحية، وتطوير نظام المعلومات الصحية، وإنشاء مرافق بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، وتشمل مركزين للأورام ولعلوم وجراحة الأعصاب. وخصصت السعودية في موازنتها لعام 2009، أكثر من 52 مليار ريال، لقطاعات الخدمات الصحية والخدمات الاجتماعية، وهو ما يشكل ضعفي ميزانية العام المالي المنصرم.

ويجري حالياً تنفيذ 86 مستشفى جديدا بمناطق المملكة، بطاقة سريرية تفوق 11750 سريراً، فيما تضمنت موازنة 2009، اعتمادات مالية لتطوير جمعية الهلال الأحمر السعودي.

وسعت الحكومة السعودية على مدى السنوات الماضية، لتعزيز الخدمات الصحية على كافة مستوياتها في جوانب البلاد، من خلال إنشاء مستشفيات كبرى تخصصية، أغنت كثيرا من السعوديين عن التوجه الى خارج أراضيهم لتلقي العلاج.

وكان للمستشفى التخصصي الذي وضع حجر أساسه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في المنطقة الشرقية قبل عامين، وهو الصرح الصحي الذي تعول عليه وزارة الصحة السعودية، فيما يتعلق بكف أبناء المنطقة الشرقية، عن مراجعة مستشفيات بذات التخصص في غير منطقتهم. وتوجهت وزارة الصحة السعودية، التي خصتها الحكومة بميزانية فاقت حاجز الـ 25 مليار ريال، إلى توجيه جهدها، لإنشاء مستشفيات تخصصية في كل منطقة، يستفيد منها أبناء المنطقة، وأهالي المحافظات التابعة لها. وخصصت الصحة السعودية جزءاً من موازنتها لإنشاء مستشفيات خاصة بالولادة في المنطقة الوسطى، والمنطقة الغربية، والمنطقة الشرقية التي يجري تنفيذ مستشفى خاص بالولادة على أراضيها، بسعة تتجاوز 500 سرير، سيتم كشف النقاب عنه خلال العام المقبل، في خطوةٍ من الوزارة، لتوحيد الجهد من حيث التخصصات الطبية. ويتأكد تحقيق ذاك التوجه الذي بدا واضحاً خلال الأعوام القليلة الفائتة، وهي ذات السنوات التي خصصت لها الحكومة ميزانية تعتبر «ضخمة»، قادت السعودية إلى الانضمام لمصاف الدول العالمية من حيث تحقيق الإنجازات الطبية.

واتجهت وزارة الصحة السعودية خلال العامين الماضيين، إلى اللجوء لتشغيل بعض تلك الصروح الطبية بشكل ذاتي، وكان آخر تلك التوجهات، تشغيل مدينة الملك فهد الطبية بشكل ذاتي، حيث باتت تعمل من خلال عوائد مالية خاصة بها، دون الحاجة لتخصيص أجزاء من ميزانية وزارة الصحة لتشغيلها، كما عمل به خلال السنوات البعيدة الماضية.

وما توليه «الصحة السعودية» من حيث خدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، بات ملموساً من قبل جميع أرجاء المعمورة، وكان موسم حج العام الأخير، خير شاهدٍ على ذلك، حيث خصصت قرابة 10 آلاف عامل من عامليها للعمل على خدمة حجاج بيت الله الحرام، وإدخال 122 مركزا صحيا، و24 مستشفى، بسعة أكثر من 2769 سريرا، يهدف من خلالها تقديم خدمات ورعاية صحية لزوار المشاعر المقدسة العام الجاري، إضافةً إلى مشاركة أكثر من 150 سيارة إسعاف، للعمل على عمليات الإنقاذ، في حين وفرت أكثر من 14 ألف من وحدات الدم ومشتقاته لجميع الفصائل.

وتعمل السلطات الصحية السعودية في مواسم الحج، على توفير أجهزة حساسة للقلب، لمرضى من كبار السن من حجاج بيت الله الحرام، يعانون من مشاكل في القلب، تلك الأجهزة، والتي تفوق تكلفة الواحد منها 150 ألف ريال(40 ألف دولار)، تقدمها الجهات الصحية في السعودية لهم بالمجان.

وتحترز الجهات الصحية السعودية كل عام عبر لقاحات تعطى للحجاج القادمين عبر منافذها البرية والجوية والبحرية، والحجاج من أبنائها، كوسيلة ومحاولة لمنع نقل الأمراض التي قد يحملها الحجاج، وقد تتسبب في نقل أي عدوى من أي نوع.