معاصر زيت السمسم التقليدية تسجل ارتفاعا في الطلب مع فصل الشتاء

تمسكت بحضورها رغم رياح التقنية

مازالت معاصر زيت السمسم تكافح للبقاء وسط رياح التقنية الحديثة («الشرق الأوسط»)
TT

سجل الطلب على منتجات زيت السمسم المعصورة بالطرق التقليدية في منطقة عسير، ارتفاعا ملحوظا في هذا الشتاء، وذلك نسبة لتعدد استخداماته وفي الوقاية من أمراض الشتاء. وينتج زيت السمسم، أو (السليط) البلدي التقليدي المحلي بواسطة عصارات تعمل بواسطة الجمال التي تحوم حول دائرة مغلقة بأعين معصوبة، وينتج الزيت بكثرة في مناطق جنوبي المملكة بطرق تقليدية من خلال معاصر تعمل بطرق قديمة، حيث يسجل ارتفاعا ملحوظا في مبيعاته السنوية ويحرص الكثيرون على اقتنائه لاستخدامات عديدة منها الطبخ والقلي، كذلك معالجة بعض الآلام بدهن المفاصل.

ورغم التقدم والحضارة وحلول الأجهزة المتطورة ونشوء المصانع الحديثة لجميع الصناعات، إلا أن صناعة زيت السمسم (السليط) التقليدية على الطريقة القديمة ما زالت تقاوم و تسجل حضورا جيدا يشاهدها من تجول في مناطق تهامة عسير ومنطقة جازان، فيلفت نظر أي عابر للطرق التي تخترق تلك المناطق منظر أكشاك صغيرة تحتها جمال مربوطة ومعصوبة العينين وتدور حول صحن خشبي موثق بأجسادها. ويدير تلك الأكشاك الخاصة بإنتاج زيت السمسم (السليط)، عمالة خاصة التي يشرف عليها بعض أصحاب تلك الأكشاك (المعصرة) من فترة لأخرى. محمد سلطان، صاحب إحدى المعاصر التقليدية، يقول بأن العمل شاق وممتع في الوقت نفسه، ويشرح مكونات المصنع البدائي بأنه عبارة عن قالب خشبي وذراع خشبية صلبة وثقيلة تمتد خارج القالب لتوضع عليها الأثقال لتضاعف وزنها وتربط تلك الذراع على ظهر الجمل، ويستخدم في صناعة هذا النوع من المعاصر خشب السدر القاسي ثم تعصب عينا الجمل ليظل يعتقد أنه يسير في مشوار طويل حتى لا يرى الواقع الذي يدور فيه حول نفسه حتى يحرك المعصرة ويستخرج الزيت (السليط).

ويضيف جابر المشهدي، وهو عامل في معصرة قديمة، بقوله إن أسعار الكيس الكبير الذي يحتوي على 45 كلغم في حدود 300 ريال، ويستخرج منه 25 لترا، الذي يبلغ سعره ما بين 20 ـ 25 ريالا وله مواسم خاصة يكثر فيها الإقبال، خصوصا في بداية موسم الصيف، كذلك الإجازات التي لها استعداد خاص وتقريبا تنتج المعصرة ما يقارب 30 لترا يوميا.

ويشير محمد أحمد، صاحب معصرة قديمة، إلى أنه يزاول هذا النشاط من قبل أربعين سنة وأنها تحقق له عوائد جيدة، وعن طريقة العمل يقول بأن طريقة عمل المعصرة القديمة بسيطة جدا، وتتلخص في وضع حبوب السمسم داخل برميل مصمم لهذا الغرض بداخله جذع شجرة يتصل مع أعواد تربط مع الجمل الذي تغطى عيناه بقطة قماش لكي لا يشعر بالدوار المستمر حول البرميل ومع الحركة المستمرة للجمل التي تصل إلى عدة ساعات يتم طحن الحبوب وتحويلها إلى زيت خام. ويضيف بأن زيت السمسم معروف باستخداماته لأهل المنطقة منذ مئات السنين ولا يزال، ولله الحمد لم نسمع يوما أن أحدا اشتكى منه والزيت يحرص الكثيرون على شرائه بشكل دوري لثقتهم في جودة ما نعرضه لهذا النوع من الزيت الذي يفضلونه عن المنتجات التي تنتجها المصانع الحديثة. وهذه المصانع التقليدية مصدر دخل جيد لأسر كثيرة.