أوضح المهندس مفرح الزهراني، وكيل وزارة النقل، أن وزارته لن تضيّع موسم الصيف في 2009، وسيتمكن السياح والمسافرون وسكان مدينة الطائف من الاستفادة من الخط في يونيو (حزيران) حيث ستتمكن وزارة النقل من افتتاح طريق (الهدا- الكر) المزدوج، الذي يبلغ طوله 12 كلم، بشكل مزدوج في قفزة كبيرة ضمن مشاريع النقل التي تشهدها السعودية.
ونفى المهندس مفرح الزهراني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ما تردد عن أن أعمال التفجير، التي صاحبت توسعة الطريق المزدوج، قد تسببت في التأخير، مبيناً أن «أعمال التفجير كانت بعيدة عن الكوبري المعلق في رأس الهدا (كوبري الحلواني) وليست قريبة، ولم يتأذَّ الكوبري بتاتاً من أعمال التفجير، لأنها كانت بعيدة عنه، وهو الذي تم إنشاؤه على أعلى المواصفات، ونُفذ مزدوجاً من الداخل، وليست عليه أي ملاحظات».
طريق (الهدا – الكر) المزدوج شهد عدة تأجيلات جراء وعورة المكان والجبال الشاهقة التي تحتضن الخط، وبقي هاجساً لدى كثيرين، وسؤالا ملحا دأبت الأوساط السياحية على السؤال عنه مراراً؛ نظرا للفترة الزمنية القصيرة التي يجتازها المارة في غضون عشرين دقيقة فقط، ويسلك العابرون طريقا بديلا «طريق السيل» الذي يعاني من ازدحام شديد، خاصة أن السيارات الصغيرة يثقل كاهلها سيارات النقل الكبيرة التي تجتمع مع الصغيرة في امتداد مساحي صغير.
وكانت وزارة النقل قد أعلنت إغلاق طريق (الهدا – الكر)، حفاظا على سلامة المواطنين، بسبب الخوف من أعمال التفجيرات، التي قد تسبب تساقط صخور عشوائية على السيارات المارة، مما قد يعرض سلامة المواطنين للخطر، وهو ما أعلن عنه وزير النقل سابقا الدكتور جبارة الصريصري في أن «العمل يتم بحذر وصعوبة، وكان هدفنا أن ينتهي هذا المشروع قبل الصيف وقبل رمضان المنصرم، ولكن بعد الجولة التي قمنا بها مع عدد من المختصين، اتضح أن هناك خطورة كبيرة لفتح طريق الهدا، ونحن تهمنا سلامة المواطنين».
وتعاني منطقة الهدا، المشهورة بعالمية سياحتها، من تأثر الاقتصاد جراء إغلاق الطريق؛ حيث قدر استثماريون أن المنطقة وحدها تشهد استثمارات تفوق مائتي مليون دولار، وهو الشيء ذاته الذي أثر على الاستثمار في المنطقة، طيلة امتداد الأعمال التوسعية لهذا الطريق، التي بدأت من عام 2006، حيث يأملون تعويض خسائرهم مع إعلان وزارة النقل فتح الخط السياحي بشكل رسمي لتدب الحياة مجددا في منطقة يناهز ارتفاعها 2500 قدم عن سطح البحر.
طريق «الهدا – الكر»، الذي أعلنت الحكومة السعودية عن ازدواجيته سابقاً بتكلفة قدرت بنحو 218 مليون ريال، اشتمل في ازدواجيته على مسارين (طلوعا ونزولا)، بينهما جزيرة خرسانية باشتراطات للسلامة تراعي جبلية المنطقة. ويأمل الجميع في إمكانية فتحه قبيل موسم الصيف المقبل لتكتمل منظومة الطائف السياحية.