موجة برد تتسبب في ارتفاع أسعار أسماك الخليج.. والصيادون يتحولون للروبيان

الارتفاع يصل إلى 40%.. ونقص الكمية المتداولة يبلغ 40%

صياد يحمل نتاج صيده ويعرضه للزبائن المارة بحلقة السمك (تصوير: سلمان مرزوقي)
TT

تتجه أسعار الأسماك في أسواق المنطقة الشرقية إلى تسجيل نسبة جديدة من الارتفاع هذا الأسبوع، بعد تحذيرات من موجة برد تضرب المنطقة مطلع الأسبوع الجاري، بعد أن كانت الأسعار قد شهدت منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي ارتفاعاً، نتيجة دخول فصل الشتاء، ونقص كمية الأسماك التي يجري تداولها في السوق المحلية.

وسجلت أسعار الأسماك في أسواق المنطقة الشرقية ارتفاعاً ملحوظاً، نتيجة نقص المعروض بنسبة تصل إلى 40 في المائة في المحصول اليومي، وقال صيادون لـ«الشرق الأوسط» إن سبب الارتفاع يرجع إلى عوامل، من بينها برودة الطقس، وهجرة الأسماك إلى مواقع أكثر دفئاً في مياه الخليج، وكذلك توجه كثير من الصيادين إلى استبدال رخص صيد الأسماك برخص صيد الروبيان، الذي ينتهي موسمه مع نهاية يناير (كانون الثاني) الجاري.

وبلغ الارتفاع في أسعار الأسماك في أسواق المنطقة الشرقية نسبة 40 في المائة، حيث تراوح سعر الهامور بين 40 و50 ريالاً للكيلوغرام الواحد، بينما ارتفع سعر الكيلوغرام من «الكنعد» من 30 إلى 40 ريالاً.

ويقول فهد الجامع مدير فرع هيئة الثروة السمكية بالقطيف، إن التراجع ناشئ عن تراجع دخول الصيادين إلى البحر، نتيجة تغير الأحوال الجوية، مضيفاً «كثير من الأسماك القاعية مثل «الهامور» و«السبيطي» وغيرهما، اتجهت إلى مواقع أكثر عمقاً لا تصلها الكثير من قوارب الصيادين، وذلك لأن أغلبها مراكب صغيرة، بينما حولت المراكب الكبيرة نشاطها من الصيد السمكي إلى صيد «الروبيان»، وذلك لمحدودية الفترة التي يسمح فيها بصيد الروبيان».

ويضيف الجامع «عادة ما يتراجع المحصول من الأسماك في فترة الشتاء، وذلك لأن مراكب الصيد الصغيرة، التي تشكل النسبة الكبرى من مراكب الصيد في منطقة الخليج لا تستطيع الوصول إلى الأماكن التي تهاجر إليها الأسماك، حيث تحتاج إلى رحلات صيد تمتد من 4 إلى 5 أيام، كذلك يلجأ أصحاب المراكب الكبيرة إلى استبدال رخصة صيد الروبيان برخصة صيد الأسماك، لتقليل زمن الرحلات من 5 أيام تقريباً، إلى يوم واحد، حيث تكون رحلات صيد الروبيان أسرع من رحلات صيد السمك».

من جانب آخر يرى البعض أن تراجع المحصول في الفترة الحالية ناشئ عن الصيد الجائر، حيث ارتفع عدد المراكب خلال 10 سنوات من 3500 مركب صيد، إلى ما يقارب 14000 مركب، حيث تراجع محصول كثير من الأسماك، مثل الهامور، بنسبة تصل إلى 90 في المائة عما كان عليه قبل 20 سنة.

ويؤكد حسين سعيد رئيس جمعية الصيادين بصفوى أن الفترة الأخيرة شهدت تراجعاً حاداً ًفي محصول كثير من الأسماك، مما يضعها على قائمة الأنواع المهددة بخطر الانقراض، بحسب تعبيره. وقال سعيد إن هناك أنواعاً من الأسماك تراجعت الكميات التي يتم صيدها منها بنسب تصل إلى 90 في المائة، مثل الهامور، الذي اعتبره مهدداً بالانقراض من مياه الخليج، على حد قوله، حيث قال إن أساليب الصيد المتبعة أضرت بكثير من أنواع الأسماك في الخليج، وبيّن أن استخدام الجراجير التي تعتبر من وسائل الصيد المسموح بها، تعد مقابر لأسماك الهامور، حيث لا يتم جمع كامل الجراجير التي تطرح في البحر، والسبب -كما يقول- عدم وجود رقابة على الصيادين في هذا الجانب. ويرى داود آل سعيد، أحد الصيادين، أن تراجع المحصول السمكي كان نتيجة موجات البرد، التي لا تساعد الصيادين على الدخول إلى مواقع الصيد الوفير في عرض البحر، حيث تقلص المعروض من الأسماك في أسواق القطيف والدمام وصفوى والجبيل بنسبة تتراوح بين 35 و 40 في المائة من أحجام الطرح في الأيام العادية، وأضاف أن هذا التراجع حدث بسبب الهجرة الموسمية للأسماك، نتيجة برودة فصل الشتاء إلى القيعان الأعمق في الخليج طلباً للدفء.