مناطق شمال السعودية على موعد مع موجات برد قارس

فلكيون يتوقعون درجات حرارة تحت الصفر.. ويعزونها إلى رياح قادمة من سيبيريا

TT

تعيش مناطق شمال السعودية، على موعد مع تدني مستويات درجات الحرارة، إلى ما دون 5 درجات مئوية تحت الصفر، جراء تعرض الجزء الشمالي من السعودية لموجة قطبية شديدة البرودة، كان أمس الاثنين اليوم الأول لاجتياحها تلك المناطق. وأتت موجات البرد على المناطق الشمالية، بينما عادت أجواء الدفء إلى مناطق السعودية الأخرى، عقب أن تعرضت السعودية، بشكل عام، خلال الأسبوعين الماضيين، لموجات برد، صحبتها تحذيرات رسمية من موجات برد، لم تجتح البلاد منذ عشرات السنين.

وأكد مهتمون بحالة الطقس، على عودة موجات البرد القارسة إلى المناطق السعودية مرة أخرى، وهي الموجات التي أوصلت درجات الحرارة في عدد من المناطق، إلى مستويات ما دون 5 درجات، خلال ساعات الليل.

وتأتي تلك الموجات «القارسة»، بينما اقتربت مؤشرات درجات الحرارة من درجة الصفر المئوي، خلال الأسابيع الماضية، في موجة يعتبرها مهتمون بمتابعة الطقس، الثالثة من نوعها، التي تجتاح الجزء الشمالي من السعودية، منذ دخول فصل الشتاء.

وأدت موجات البرد القارسة في المناطق الشمالية السعودية، إلى زيادة عدد المراجعين لمستشفيات المنطقة، وبحسب إحصائية حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فقد راجع قسم الإسعاف والطوارئ والعيادات الخارجية بمستشفى رفحاء المركزي، قرابة 4223، بينما كان للأنفلونزا، والنزلات الشعبية، والتهابات الصدرية، النصيب الأكبر من حيث حالات مراجعي العيادات الصحية. محافظة طريق «أقصى شمال السعودية» كانت على موعد مع انخفاض درجات الحرارة دون 5 درجات تحت الصفر، وهو ما أدى إلى وفاة مواطن، متأثرا بالبرد القارس، الذي تعيشه محافظته، الأكثر برودة على مستوى المناطق السعودية، في مواسم الشتاء. وتسببت موجات البرد التي اجتاحت تلك المناطق، في انقطاع المياه عن المساكن، بسبب تجمد المياه بداخل مواسير المياه، إضافة إلى تلف المحاصيل الزراعية. على المستوى الرسمي، حذر جهاز الدفاع المدني بمنطقة الحدود الشمالية، على لسان مديره العميد عبد الله عسيري، من الإهمال وسوء استخدام وسائل التدفئة، بجميع أنواعها عموما، والسخانات خصوصا، وأخذ الحيطة عند استخدام الفحم للتدفئة. وعزا الدكتور خالد الزعاق، الفلكي السعودي، البرد القارس الذي يجتاح المناطق الشمالية من البلاد، إلى رياح شمالية، يكثر هبوبها في موسم الشتاء، وهي في الغالب تكون سببا لتساقط الثلوج، إضافة إلى موجة قطبية قادمة من سيبيريا، من المتوقع أن تضرب شمال السعودية. وربط الزعاق، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، ذلك بدخول «الشبط»، الذي يعتبره الخليجيون نقطة انطلاق البرد القارس، والذي يمتاز في العادة بظهور الصقيع، وهو التوقيت الذي يشتد فيه البرد، خصوصا في الصباح الباكر، ويكثر فيه هبوب الرياح المفاجئة، إضافة إلى زيادة تكتل السحب الممطرة.

ويعتمد أبناء المناطق الشمالية في التدفئة، خلال موسم الشتاء، على الكيروسين (الكاز)، وهو الوقود الذي غالبا ما تشهد المناطق تلك نقصا حادا في توفره، جراء زيادة الطلب عليه، بينما يأتي الحطب في الدرجة الثانية، كوسيلة التدفئة المحببة لدى أهالي تلك المناطق.