حريق مفتعل لـ«أدبي» الجوف يمنع أمسية شعرية.. وشبهة جنائية للعملية

الدفاع المدني لـ«الشرق الأوسط»: التحقيقات جارية والملف حول للضبط الجنائي * شرطة الجوف لـ«الشرق الأوسط»: نقوم بالتحري والتحقيق جار

مبنى النادي الأدبي في الجوف وتبدو الخيمة التي كانت معدة لإقامة الأمسية الشعرية فيها وقد احترقت («الشرق الأوسط»)
TT

قضى حريق يعتقد بأنه «مفتعل» على خيمة الفعاليات وجزء كبير من النادي الأدبي بالجوف، قبيل ساعات قليلة من إقامة فعالية ثقافية نظمها النادي بمشاركة 3 شعراء بينهم سيدة، وبعد اتصالات هاتفية منددة ورافضة لمشاركة سيدة ضمن الفعالية، ولتوقيتها المتزامن مع الأحداث في غزة.

وكان النادي قد شهد حريقاً كبيراً ليلة الاثنين الماضية أصاب المبنى وصالة الفعاليات التي أعدها النادي لأمسية شعرية كان من المفترض أن يشارك فيها الشعراء محمد خضر، وعبد العزيز الشريف، وحليمة مظفر، بخسائر فادحة، عقب مغادرة أعضاء النادي الذين ظلوا إلى ساعة متأخرة في النادي للانتهاء من التحضير للأمسية.

إبراهيم الحميد، رئيس النادي الأدبي بالجوف، رجح فرضية العمل التخريبي، مشيراً إلى أن هناك مقدمات للحادثة تشير إلى أنها تمت بفعل فاعل وأنها مفتعلة، وقال الحميد «وردتنا بعض الاتصالات المنددة بإقامة أمسية شعرية تشارك فيها امرأة من بعض الجهات المحسوبة على التيار المتطرف، ولكننا لا نتهم أحد، رغم أن هناك شبهة جنائية لأن الباب الخارجي الذي يؤدي إلى مكان النشاط كان مكسورا، والمسألة الآن في يد السلطات الأمنية».

وأضاف الحميد «يتعرض النادي للكثير من الانتقادات وهناك جدال في كثير من الأمور منها مشاركة المرأة ومطالبات الكثير بتوجيه النشاط في النادي، ومطالبة بأن تكون هناك نشاطات معينة من أشخاص يرغبون في تسيير النادي متناسين أن النادي لا يخترع نشاطات من عنده وهو ابن بيئته وثقافته، ويقدم نشاطات تعكس الثقافة السعودية المقبولة من جهة العادات والتقاليد، كما أن الصالة النسائية منفصلة تماما عن صالة النشاطات الرجالية، وهناك دائرة تلفزيونية تنقل الفعاليات بين الصالتين».

وخلص الحميد إلى أن جميع التحفظات مرفوضة ومردودة على مطلقيها، والنادي ليست لديه أي مشكلة مع أي منظومة، مستشهداً باتصال وردهم قبل أيام معدودة من رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجوف يستفسر فيه عن تفاصيل إقامة الأمسية بناءً على ملاحظات سلبية نقلت إليه من قبل المحتجين، وبعد إيضاح المسألة له تفهم الأمر تماماَ.

ولفت الحميد إلى أن بعض الاتصالات كانت تندد بإقامة الأمسية بالتزامن مع ما يحدث في غزة، على الرغم من أن إدارة النادي أخطرتهم بأن من بين فقرات الأمسية التي أعددنا لها الحديث عن غزة ونصرتها عن طريق الشعر والأدب من خلال الشعراء المشاركين، واستهجن الحميد التحفظات على قضية مشاركة المرأة ومطالب الفصل بين النشاطات النسائية والرجالية في النادي تماماً، «وهي نظرة غريبة تجاوزها مجتمعنا بمراحل» على حد قوله.

وأكد الحميد أن مثل هذه الاتصالات المنددة يواجهها النادي من حين لآخر، وكانت المرة الأخيرة في ملتقى جهات الذي نظم قبل شهرين وكان من المقترح إقامة نشاط سينمائي وحينها شنت حملة على النادي أيضا من خلال رسائل الجوال على الرغم من أنه كان مجرد مقترح ولم تكن هناك معدات كافية للقيام بالنشاط، وشدد الحميد على أن الأمسية أجلت فقط، لكنها ستقام، والنادي سيتابع مسيرته ولعب دوره التنويري ولن يهتم بالفاعلين الذين ربما يكون الحقد فقط وكره نجاحات النادي وليس اعتناقهم لأي ثقافة، وقال «حاولنا إيجاد مكان بديل بمجرد وقوع الحادثة لكن كان من الصعب إيجاد موقع خلال يوم واحد ولذلك آثرنا تأجيل الفعالية لعدة أيام على إقامتها بشكل مرتجل وغير منظم».

من جهته، أكد العميد خلف محمد الشرعان، مدير إدارة الدفاع المدني بالجوف، لـ«الشرق الأوسط» أن هناك «شبهة جنائية وعدم وضوح أسباب الحادث الذي استهدف خيمة نصبت وخصصت للفعالية داخل النادي الأدبي دفعت الإدارة إلى تحويل القضية بالكامل للضبط الجنائي بشرطة الجوف، وبالتالي تسليمها كافة الأدلة ونتائج التحقيقات الأولية التي قام بها الدفاع المدني.

اما العميد مطلق عبيد، مدير الضبط الجنائي بشرطة الجوف، فأكد بدوره لـ«الشرق الأوسط» أن «الشرطة تقوم بالتحري والتحقيق في المسألة جارٍ ولا يزال الوقت مبكراً لإعطاء أي معلومات بخصوص الحريق وتحديد ما إذا كان ناجماً عن عمل تخريبي أو قضاء وقدراً.

أحد الشعراء المشاركين بالأمسية، الشاعر عبد العزيز الشريف، قال لـ «الشرق الأوسط» إن رسالة في وقت متأخر من صباح أمس فاجأت الشعراء المشاركين بإلغاء الأمسية نظراً للحريق الذي تعرض له مبنى النادي، وقال «على ما يبدو هناك مشاكل دفعت إلى تأجيل المناسبة، ونحن دعينا وأجبنا، وسنجيب إذا دعينا مرة أخرى، ونحن على أتم الاستعداد للمشاركة حتى لو كانت على رصيف شارع».