شركات الطيران الاقتصادي تواجه مأزق أسعار الوقود بتقنين الرحلات

ازدياد أعداد المسافرين يربك حركة الرحلات الداخلية

TT

تسببت قلة أعداد الرحلات بين المدن السعودية في ازدحام المطارات بالمسافرين، وعدم توفر حجوزات على الطائرات المسافرة بين المدن الرئيسية، على الرغم من وجود 3 شركات طيران تعمل في الأجواء المحلية السعودية.

وقال مسؤول في إحدى شركات الطيران الاقتصادي (طلب عدم ذكر اسمه) إن نمو أعداد الركاب يواجه بعدد قليل من الرحلات، والتي ترجع إلى قلة عدد تسيير الرحلات من قبل شركات الطيران الاقتصادي، مرجعاً الأسباب إلى أن الخسارة التي تتكبدها الشركات من وراء إقلاع طائراتها بعدد قليل من المسافرين، ساعد على تقنين الرحلات.

وأضاف أن الشركات ركزت بشكل أكبر على إقلاع طائراتها ممتلئة بالركاب لضمان العوائد الربحية والتي قد تكون محدودة، في وقت تشتري فيه تلك الشركات وقود الطائرات بأسعار مرتفعة، والذي يعتبر التكلفة الأكبر في عملية تشغيل الطائرات.

وأشار المسؤول إلى أنه مع ازدياد الأعمال التجارية بين المدن الداخلية في البلاد، ازدادت أعداد المسافرين بين المدن الرئيسية، في حين أن قطاع الطيران بطيء في مواكبة النمو، نتيجة الطلبات المتزايدة على صناعة الطائرات على مستوى العالم.

إلى ذلك، قال الدكتور ناصر الطيار مدير عام مجموعة الطيار للسفر والسياحة إن السوق السعودي يحتاج إلى 5 شركات طيران لمواكبة النمو الحاصل في أعداد المسافرين، مشيراً إلى أن السوق السعودي يعتبر من أكبر وأفضل الأسواق في المنطقة.

وأضاف الطيار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الخدمات التي تقدم في الوقت الحالي لا تتواكب مع حركة السفر، لافتاً إلى أنه من الصعب تقديم خدمات اقتصادية على مسارات سفر، قد لا تحتاجه في هذا الوقت.

وأشار إلى أن الشركات بحاجة إلى إعادة دراسة جدوى في كيفية تشغيلها داخل السعودية، بما يتواكب مع متطلبات المرحلة المقبلة، خاصة في ظل توجه المسافرين إلى استخدام الطائرة كوسيلة تنقل بين المدن.

وعن ارتفاع أسعار الوقود والمخاطر التي تواجهها شركات الطيران الاقتصادي، قال الطيار إنه من الضروري قبل الإقدام على أي خطوة أن تتم دراسة السوق بشكل مفصل، وذلك تجنباً لحدوث أي معوقات قد تواجه عمل أي شركة في السوق الذي تنوى تقديم خدماتها فيه. وفي شأن آخر، قالت شركة خطوط (بي أم أي) البريطانية، إن معدل النمو في أعداد المسافرين في السعودية، يعتبر من أعلى معدلات العالم، مرجعة أسباب النمو إلى زيادة الحركة الاقتصادية والتعليمية في السعودية، مشيرة إلى أنها رفعت أعداد رحلاتها إلى 12 رحلة أسبوعيا بين المدن الرئيسية الثلاث في السعودية، وبين العاصمة البريطانية لندن.

وقال نايجل تيرنر المدير التنفيذي لشركة (بي أم أي) إنه على الرغم من الحالة الاقتصادية الصعبة في العالم، فإن الطلب متزايد على الرحلات الدولية بين السعودية وبريطانيا، وبين السعودية ودول العالم من خلال المرور بلندن، الأمر الذي دفع الشركة إلى زيادة رحلاتها.

وأكد أن السوق السعودي يعتبر من أكثر الأسواق المغرية، وازدياد أعداد الرحلات جاء ليتواكب مع ذلك النمو الذي تشهده السعودية، من خلال ازدياد المسافرين من رجال الأعمال والطلاب.

وعن إعلان الخطوط البريطانية العودة مرة أخرى إلى الأسواق السعودية، قال نايجل إن ذلك سيدفع إلى المزيد من المنافسة، وبالتالي فإن الفائدة ستعود على المستهلك النهائي من خلال تلك المنافسة.

وأكد أن أسعار التذاكر لن تشهد تراجعاً كبيراً نتيجة انخفاض أسعار النفط العالمي، لافتاً إلى أنه مع ارتفاع أسعار النفط في الفترة الماضية لم تشهد أسعار التذاكر تلك الارتفاعات الكبيرة، وهو ما ينطبق على هذه الحالة عند تحديد الانخفاض.

وأكد أن حركة الطيران العالمية ستسير على نفس المستوى خلال عام 2009، ومن الممكن أن تنمو خلال العام المقبل 2010.