«تخصصي جدة» يقترع لاختيار أفضل زميل عمل داخل المنشأة

تهدف إلى تشجيع العمل الجماعي وترسيخ مبدأ الزمالة الحقيقية في العمل

TT

ارتبط مصطلح الاقتراع والتصويت، بالانتخابات التي يتمّ من خلالها اختيار الرؤساء والمسؤولين على مناصب مهمة بمختلف المجالات، إلا أن أنه كان وسيلة لاختيار أفضل زميل عمل، ضمن المسابقة التي أجرتها إدارة مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومركز الأبحاث في جدة، لموظفيها، بهدف تنمية روح العمل الجماعي وترسيخ مفهوم الزمالة العملية الحقيقية وتدعيم روح الفريق الواحد داخل المنشأة.

وشهدت تلك المسابقة ازديادا في عدد المرشحين والأصوات لهذا العام، مقارنة بالعامين الماضيين، لا سيما أنها أصبحت تقام بشكل سنوي بعد أن بدأت في عام 2006، إذ تم تكريم 12 موظفا وموظفة بمناسبة حصولهم على اللقب خلال عام 2008.

وذكر خالد الغيث مدير النادي التخصصي بالمستشفى، أن فكرة مسابقة اختيار أفضل زميل عمل، تعد وليدة المستشفى مائة في المائة، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يتم فتح مجال التصويت لجميع الموظفين والموظفات من خلال المسابقة، واختيار أفضل زميل عمل لهم حسب رؤيتهم الشخصية، ودون تدخل الإدارة في ذلك». مؤكدا أن الهدف الأساسي منها هو توعية روح العمل الجماعي وترسيخ مبدأ الزمالة الحقيقية بين أفراد المنشأة.

وأضاف: «تجرى المسابقة في أربع مراحل، إذ يتم اختيار 76 مرشحا ضمن المرحلة الأولى، ليوضعوا على الموقع الرسمي للمسابقة، من أجل التصويت لهم، وتصفية 24 فردا منهم لانتقال 48 مرشحا إلى المرحلة الثالثة، ومن ثم يتم إخراج 24 موظفا للتصويت للبقية، وتكريم 12 شخصا بعد انتهاء المرحلة الأخيرة، إضافة إلى اختيار الفائزين الأساسيين بالمراكز الثلاثة الأولى»، مشيرا إلى أن التصفيات تتم وفقا لعدد الأصوات.

وأوضح خالد الغيث أن قيمة الجوائز المادية يتكفل بها المستشفى نفسه، خصوصًا وأن هذه المسابقة لاقت نجاحا كبيرا من قبل الموظفين والموظفات، لا سيما أن ما يجذبهم ليس المبالغ المادية، بقدر اهتمامهم بالحصول على شهادة أو درع يوثق حصدهم للقب. وأضاف: «لا بد أن يتحلى المرشح بصفات كثيرة، من ضمنها العمل الدؤوب والاحترام والتعاون مع زملائه، وغيرها، والتي عادة ما تتوفر في الأشخاص الذين وصلوا إلى الترشيح في المسابقة، لافتا إلى أن الكثير من الأطباء، على اختلاف ميولهم وطموحاتهم، يسعون للحصول على اللقب.

وبين مدير النادي التخصصي بالمستشفى، أن التأثير على سلوك الفرد، أمر مستحيل، باعتبار أنه شيء شخصي، غير أن ذلك اللقب، رغم عدم تأثيره بشكل سريع على السلوك، يسوق لمبدأ الزمالة وأهميتها داخل مقر العمل، في ظل التقدير الذي يحظى به الفائز من قبل زملائه، بمجرد حصوله على لقب أفضل زميل عمل.

وقال إن إدارة المستشفى بصدد توسعة المسابقة، كي تصل إلى عملية تصنيف الوظائف، إذ سيبقى ترشيح أفضل زميل عمل، بالإضافة إلى ترشيح أكثر من 15 موظفا وموظفة لأفضل زميل عمل داخل قطاعه، وذلك بهدف تغطية جميع التصنيفات الوظيفية، للوصول إلى أفضل زميل عمل داخل المنشأة.

ولفت إلى أن الشهادة التي يحصل عليها الفائز، تؤثر بشكل إيجابي، على مسيرته الوظيفية وسمعته داخل مجال عمله، ما يجعل لذلك تأثير كبيرا على تطوره الوظيفي، منوها إلى أنه سيتم نشر المسابقة على مستوى الإدارات والأقسام خلال السنوات المقبلة، عدا عن الإعداد لمسابقات تنافسية أخرى تهدف إلى إيجاد منشأة أكثر إيجابية وتقبّل.

ويتم التصويت للمرشحين عبر الموقع الإلكتروني للمستشفى، على مدار السنة، وقبل إعلان النتائج بأيام معدودة تغلق أبواب التصويت لاستخلاص النتائج بسرية تامة، إضافة إلى أنه يحق للموظف التصويت لأكثر من زميل في نفس الوقت.

وأشار الدكتور سعيد الغامدي استشاري الأمراض الباطنية ورئيس وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى الملك فيصل التخصصي، الذي فاز بجائزة المركز الأول البالغة 15 ألف ريال سعودي، إلى أن المسابقة تؤكد على أهمية مفهوم الزمالة والتعامل الأسمى بين الزملاء، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «حصولي على اللقب كان كفيلا بإظهار مقدار حب زملائي لي، إضافة إلى أنه قوى بداخلي معنى الزمالة، ورسخ بداخلي أنني أسير بالشكل الصحيح، سواء في العمل أو في علاقاتي مع الآخرين»، مشيرا إلى أن مسابقة اختيار أفضل زميل عمل تعد مبادرة جيدة من المستشفى، لا سيما أن النتائج ظهرت بحيادية دون تدخل الرؤساء.

يشار إلى أن جائزة المركز الثاني، التي تبلغ قيمتها 10 آلاف ريال سعودي، فاز بها الدكتور حسن كنعان في طب المختبر بمستشفى الملك فيصل التخصصي، بينما فاز الدكتور حسين حلبي مدير شؤون الأكاديمية في المستشفى، بالمركز الثالث، والبالغة قيمة جائزته 5 آلاف ريال سعودي، إضافة إلى تكريم 12 موظفا وموظفة لوصولهم إلى المرحلة النهائية من المسابقة، وذلك ضمن حفل أقيم بالمستشفى الأسبوع الماضي.