مطالب بتفعيل دور القطاع الخاص للوصول لمفهوم المدن الذكية

مسؤول سعودي يطالب بإيجاد قاعدة بيانات لسرعة تحويل مكة المكرمة

إحدى جلسات مؤتمر المدن الذكية الذي احتضنته جامعة أم القرى في مكة المكرمة (تصوير: عبدالله بازهير)
TT

حدد الخبراء المشاركون في مؤتمر المدن الذكية 2009، المقام حاليا في العاصمة المقدسة، مطلع العام المقبل موعداً لتنفيذ مشروعات تطوير البنى التحتية بمنطقة مكة المكرمة بمواصفات عالمية، مع تطوير التطبيقات الذكية التي تخدم الزائر منذ حصوله على تأشيرة الدخول من بلده وحتى انتهاء زيارته.

وتشمل التطبيقات الذكية التي حددها الخبراء تأشيرة الدخول الإلكترونية والمحفظة الإلكترونية، إضافة إلى نظام نقل تفاعلي ذكي وملف طبي موحد، مع ضرورة إيجاد إدارة التفاعلية للحشود، والتنظيمات الأمنية الذكية، إضافة إلى أنظمة المعلومات الجغرافية التفاعلية، وأنظمة اتخاذ القرار لعمليات الطوارئ، وتوفير بطاقة الحج الذكية. وأوصى المؤتمرون بتشكيل مجموعة عمل برئاسة أمير منطقة مكة المكرمة في إطار تطبيق الخطة الاستراتيجية لتطوير المنطقة، تمثل فيها الجهات ذات العلاقة والقطاع الخاص، مهمتها تحديد التطبيقات الذكية وأساليب تمويلها والتنسيق لإزالة العوائق لبناء البنية التحتية وتنفيذ التطبيقات الذكية حسب الجدول الزمني ودعم ذلك بعقد مؤتمر آخر للمدن بعد عامين لاستعراض ما تم تنفيذه من مشاريع.

إلى ذلك تنافست الشركات والخبراء المشاركون في موتمر المدن الذكية 2009 على طرح التقنيات الحديثة التي تساعد في تحويل مكة المكرمة إلى مدينة ذكية رغم الصعوبة الكبيرة التي سيواجهونها كون أحيائها قديمة وضيقة. وكانت جلسة عن متطلبات التحول إلى مدينة ذكية - بما فيها البنى التحتية للمباني الذكية والمستخدم الذكي بالتقنيات المطلوبة - شهدت طرح الكثير من تلك التقنيات أبرزها «الواي ماكس» والتي تساعد في تجاوز التمديدات لاختراق أحياء مكة القديمة باستخدام الألياف البصرية وما يكتنف ذلك من صعوبة في الوقت الذي تكون فيه تقنيات الاتصال اللاسلكي مناسبة.

فيما قدمت شركة مايكروسفت برامج وحلولا تقنية للتحول للبيت الذكي والمدينة الذكية من خلال أنظمة خدمات البيئة الذكية ومتطلباتها. وقدم الخبير الدكتور وليد توت تقنية جديدة لها عدة استخدامات خاصة للحجاج وهي تقنية RFID التي تشكل أجهزة متابعة عبارة عن شريحة صغيرة توضع في جواز السفر أو في تأشيرة الدخول (الفيزا) تسمح بتسهيل الإجراءات عند دخول الزائر لأراضي المملكة بحيث إن الجهاز يستطيع قراءة جميع معلومات الحاج وبياناته وكذلك تسهم في معرفة مكان وجود الحاج وتقوم بتتبعه، وتسهل تناول المعلومات الطبية عبر الشريحة الصغيرة.

يأتي ذلك في وقت كشف فيه الدكتور أحمد يماني الرئيس التنفيذي للتقنية بالهيئة العامة للاستثمار السعودية تخصيص نحو 20 مليار دولار من الناتج القومي للاستثمار في إنشاء المدن الذكية التي بدأ التوجه السعودي نحوها منذ العام 2006. وأشار يماني إلى أن التركيز في الوقت الحالي يجري على استقطاب التكنولوجيا المساعدة على الاتصال والتواصل والتمعن في التجارب الناجحة في العديد من الدول ككوريا الجنوبية واليابان، مشدداً في الوقت ذاته على أن الخطوة السعودية للالتحاق بالعالم الأول عبر إنشاء العديد من المدن الذكية ستقفز بالاقتصاد الوطني إلى آفاق رحبة تواكب مكانة المملكة العربية السعودية عالمياً وسياسياً واقتصادياً. طالب مسؤول سعودي رفيع المستوى بإنشاء قاعدة بيانات متكاملة، لتحويل مدينة مكة المكرمة لمدينة ذكية تتمتع بكامل الخدمات.

وقدم الدكتور محمد بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي مقترحه ضمن ورقة عمل وضعها على طاولة مؤتمر المدن الذكية الذي تحتضنه مكة المكرمة ويختتم اليوم. واعتبر بنتن وجود قاعدة بيانات خاصة بمدينة مكة المكرمة مساهما وعاملا مساعدا على تقديم خدمات أكفأ لحجاج بيت الله الحرام وزوار المشاعر المقدسة بشكل سنوي، وهو الأمر الذي يتوافق مع تطلعات الجهات الرسمية المسؤولة عن تنظيم مواسم الحج في البلاد.

وأضاف بنتن «من خلال قاعدة البيانات يمكن معرفة من أين بدأت رحلة الحاج من بلده وحتى وصوله إلى مكة المكرمة، وذلك من خلال معرفة الشركة التي حجز من خلالها الرحلة، والتأشيرة، وعمره وجنسيته، وكذلك وسيلة النقل التي أقلته من المطار أو الميناء أو البريد حتى وصوله إلى المشاعر المقدسة».

وشخص رئيس مؤسسة البريد السعودي واقع الخدمات التي يمكن أن تسهم في حلها قاعدة البيانات، وهي أن يكون هناك معرفة بجداول رحلات الطيران في الدول التي يأتي منها الحجاج، وكذلك نوعية الطيران، والوضع الصحي للحاج، وأين سيسكن في مكة، ووسائل تنقلاته ورحلاته أثناء تواجده في المشاعر المقدسة، وغيرها من المعلومات المهمة التي تعطي لصاحب القرار أن يتخذ قراره في حال تطلب الأمر تقديم الخدمة.

واستعرض بنتن الخدمات التي يجب تدوينها في قاعدة البيانات، منها مواقع تواجد الحجاج وهي الخدمة التي سهلتها مؤسسة البريد السعودي من خلال مشروع العنوان البريدي الذي قسم كل مناطق مكة لرموز تسهل من الوصول للمواقع، وكذلك خدمات المياه والكهرباء والصحة، وخدمات النقل العام داخل المدينة، وغيرها من الخدمات التي يجب أن تدون في قاعدة البيانات.

وأعاد الدكتور بنتن الذاكرة إلى الوراء عندما كان وكيلا لوزارة الحج قبل عدة سنوات، عندما حاول تنفيذ مشروع موقع (يا حاج) بعد الاتفاق مع موقع (ياهو) العالمي، وذلك بهدف تقديم كل الخدمات التي يطلبها الحاج عن طريق هذا الموقع، موضحا أن المشروع مات في مهده ولم ير النور إلى الآن، وأن آلاف المواقع حاليا تقدم كل ما يتعلق بالحاج لكنها تفتقد إلى المصداقية، وأن الموضوع يحتاج إلى أن يكون بصفة رسمية تمثله إحدى الجهات الحكومية.

وعلى صعيد مؤسسة البريد السعودي، أكد بنتن على أن مشروع العنونة البريدية سهل من الوصول إلى المواقع بكل يسر وسهولة وباتت كل المواقع معروفة عبر رموز تم وضعها بحيث أصبح كل موقع معروفا بواسطة الرمز، وهذا المشروع وجد أصداء كبيرة، وتم تنفيذه في كثير من المدن السعودية.

وتابع الدكتور بنتن أن مشروع العنوان البريدي وجد أصداء دولية من قبل كثير من مؤسسات البريد الحكومية في دول العالم، مؤكداً أن العنوان البريدي يسهم في تنفيذ مشروع تحويل مكة المكرمة إلى «مدينة ذكية».