جازان: الأمطار تدخل يومها الثالث.. والمزارعون يضعون أيديهم على قلوبهم

الدفاع المدني يحذر من التيارات المائية المفاجئة والطين

سيارات عالقة في أحد المستنقعات في إحدى محافظات جازان جنوب السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

دخلت مدينة جازان جنوب السعودية في يومها الثالث مع الأمطار بشكل شبه متواصل، أدى إلى احتجاز عدد كبير من سكان المناطق الجبلية في الأودية، خشية الانزلاقات الصخرية التي تسببت في إغلاق عدد من الطرق.

ويأتي ذلك في وقت يضع مزارعو جازان أيديهم على قلوبهم، خشية تلف محاصيلهم الزراعية، وخاصة الذرة، التي تعد من أشهر محاصيل المنطقة التي ينتجها المزارعون بأنفسهم.

وقد تأثرت بالأمطار الكثير من المنازل، وخاصة القديمة، وتعطلت بعض المحولات الكهربائية، إضافة إلى تغيب عدد كبير من الطلاب والطالبات عن المدارس، كما لم يتمكن عدد كبير من المعلمين والطلاب من الوصول إلى مدارسهم.

إلى ذلك، ناشد مدير فرع الدفاع المدني بالنيابة في محافظة الحرّث أقصى جنوب جازان الرقيب أول علي مدخلي في حديث لـ «الشرق الأوسط»: «سكان القرى القريبة من المنطقة الجبلية بالابتعاد عن الأودية، وأخذ الحيطة والحذر»، مشيراً إلى أن إدارته استنفرت كامل طاقتها البشرية والآلية، وأعدت الخطط اللازمة لمواجهة ما قد يحدث خلال الأيام المقبلة.

وأضاف «أنه مهما كان المطر بسيطاً، يجب الابتعاد عنه، نظراً إلى التغير المفاجئ  للتيارات المائية، خصوصاً أن تلك السيول منحدرة من المناطق المرتفعة، وتحوي كميات كبيرة من الماء والطمي اللين، الذي قد تغوص فيه الأرجل والمركبات؛ ويصعب الخروج منه».

من جانب آخر، تخوف بعض مزارعي جازان من تسبب الأمطار المتواصلة في سيول تجرف محاصيلهم من الذرة، التي تعد المنتج الأول في منطقة جازان، خصوصاً أنهم يسعون إلى تعويض خسارة العام الماضي.

وذكر المزارع علي سلمان في حديثه لـ «الشرق الأوسط»: أن «بعض المحاصيل الزراعية ما زالت في بداية نموها، في الوقت الذي يصعب فيه السيطرة على مجرى بعض الأودية، وحماية المحصول في حال فيضانها، كما حدث العام الماضي، حين جرفت السيول معظم المزارع التي تقع في مجرى السيول».

إلى ذلك، تسببت الأمطار الغزيرة في خلق العديد من تلك المستنقعات، وزادت من فرص وجود البعوض وتكاثره وتوالده، مما جعل الجميع يأخذ الحيطة والحذر، ففي محافظة الحرث انتشرت العديد من المستنقعات التي تسبب خطورة شديدة على المواطنين، وخاصة في المستنقعات التي صَعُبَ على فرق الرش الوصول إليها.

وتدخلت لجنة مشكلة من المحافظة والمراكز والدوائر الحكومية، ورأت سرعة قيام المجمع بردم تلك المستنقعات، على أن تبقى الأشجار بشكلها الطبيعي، نظرا لكثافة الأشجار، حيث استمرت شوارع منطقة جازان لأكثر من يومين مليئة بمياه الأمطار، وفي الممرات التي لم تساعد البنية التحتية للمنطقة في تصريفها بسرعة؛ مما جعلها تعوق انتظام السير.

يشار إلى أن جميع الفرق المختصة في جازان، سواء من الأمانة والدفاع المدني أو المرور، تحركت لمتابعة الأحداث والحوادث التي سببتها تلك الأمطار في مختلف محافظات المنطقة.