«أجياد».. أول وأقدم مستشفى في مكة المكرمة

TT

منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، ومستشفى «أجياد» الشهير في قلب العاصمة المقدسة، وعلى بعد أمتار من بيت الله الحرام، يؤدي دوره المنوط به في علاج أهل مكة وضيوف بيت الله الحرام على أكمل وجه.

ويعد مستشفى «أجياد» أول وأقدم مستشفى في مكة المكرمة أُنشئ في عهد الملك عبد العزيز (رحمه الله)، وكان المستشفى الوحيد في البلاد، إلى جانب مستشفى «باب شريف» في جدة، الذي أُنشئ في مطلع القرن التاسع عشر. عمر طويل قارب القرن الكامل، شاخ خلاله ذلك المستشفى الذي أصبح يقع بين ناصيتي شارع يخنقه زحام الناس والسيارات من كل جانب، ووقفت الحاجة الملحة لتشغيله على مدار عقود مضت أمام عمليات الصيانة التي تود وزارة الصحة أن تجريها له، خاصة مؤخرا بعدما تم فتح باب العمرة طوال العام، وأصبحت أعداد المعتمرين تتزايد طيلة السنة، قادمين من كل بقاع العالم.

ولكن، وأمام ما لحق بالمستشفى الشهير، لم تجد وزارة الصحة إلا أن تقف موقفا حازما، وتعلن أمس إخلاء هذا المستشفى؛ لمعالجة التصدعات التي لحقت بكل ركن من أركانه، حتى أصبح خطرا يخيف مرتاديه والعاملين فيه.

ورغم محاولات الإنقاذ التي شهدها المستشفى طيلة سنوات مضت، حيث خضع للترميم لأكثر من مرة، بحسب الدكتور محمد الهباش، مدير المستشفى، الذي أكد سابقا أنه تم الانتهاء من ترميم قسم الباطنية، وإنشاء وحدة عناية قلبية سعة 5 أسرّة، وتجهيز القسم بأجهزة مراقبة القلب والتنفس الصناعي، وأجهزة غازات الدم والصدمات الكهربائية، ويضم قسم الباطنية الذي يتسع لـ 22 سريرا، إلا أن كل عمليات الترميم والتجميل لم تفلح في إصلاح ما أفسده الدهر، وتطلب الأمر قرارا حاسما بتشكيل لجنة عاجلة لدراسة وضع المستشفى وترميمه وإصلاح كل ما فيه، من بابه إلى بابه، ليتمكن من العودة إلى العمل بشكل جيد، ويؤدي دورا حقيقيا فاعلا في تقديم الخدمات الصحية، سواء لأهل مكة، أَم لزوار بيت الله الحرام.

الخَبر الذي بث أمس من وزارة الصحة بترميم المستشفى لم يجد القبول لدى غالبية أهل مكة، حيث يرى عطية الزهراني، وهو أحد سكان العاصمة المقدسة منذ زمن بعيد، في حديثه لـ «الشرق الأوسط»: إن «الحل ليس بالترميم أو الإصلاح، بل يكمن الحل الوحيد في إصلاح هذا المستشفى في إزالته وبنائه من جديد، فقد أصبح المستشفى عجوزا هرما لا يستطيع أن يقدم أي خدمات للمرضى، سواء لنا أهل مكةن أو للمعتمرين أو الحجاج».

أما خالد حلواني، أحد سكان العاصمة المقدسة، فيؤكد أنه تأثر كثيرا بقرار الإغلاق، كونه والكثير من أبناء مكة المكرمة ارتبطوا بهذا المستشفى، فقد كان وجهتهم الأولى حينما يصيبهم أي عارض من العوارض المرضية، كما أنه ظل أمامهم شامخا طوال هذه السنين في طريقهم من وإلى الحرم المكي الشريف.