ملتقى في السعودية يرسم ملامح أول استراتيجية وطنية للأمن الفكري

المفتي يصف انحراف الأفكار بـ«المصيبة» المسمومة التي تذهب بالأمن أدراج الرياح

TT

ينتظر أن يختتم اليوم في العاصمة السعودية، ملتقى يعمل على وضع ملامح أول استراتيجية وطنية للأمن الفكري، متعددة المحاور. وبدأ أمس، مجموعة من العاملين في الميدان التربوي، بوضع الخطط المتعلقة بمتطلبات الجانب التربوي في استراتيجية الأمن الفكري.

ووصف الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، مفتي عام السعودية، خلال حضوره افتتاح فعاليات الملتقى، الانحراف الفكري بـ«المصيبة» التي تقوض أمن المجتمع وتسمم أفكاره وتذهب بأمنه الفكري أدراج الرياح.

وأكد آل الشيخ، أن الأمن الحقيقي هو ما جاءت به الشريعة الإسلامية والالتزام بالعقيدة السليمة، مضيفا في ذات الوقت أن الانحراف الفكري ترجع أسبابه إلى الجهل بأحكام الدين ومقصود الشريعة.

وأشار إلى أن الانحراف الفكري يتشكل بعدة ألوان؛ من التشكيك في قيم المجتمع وعقيدته والتشكيك في القيادة وولاة الأمر، إلى زعزعة المجتمع والتحزب، إلى طوائف وشيع، مشددا على أهمية الأمن الفكري في المجتمع، ودورالمعلمين في مواجهة الانحراف الفكري بالتوجيه السليم والتربية السديدة لأبناء وبنات المجتمع.

بدوره، أكد الدكتور خالد الدريس، المشرف على كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمن الفكري لـ«الشرق الأوسط»، أن الهدف من ملتقى الأمن الفكري لدى العاملين في الميدان التربوي، وضع ملامح استراتيجية الأمن الفكري الوطنية في أحد محاورها الأساسية، وهو المحور التربوي، إضافة لأهدافه التوعوية المنشودة.

وأوضح الدريس أن الطروحات وأوراق العمل التي ستعرض خلال الملتقى الذي ينظمه كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمن الفكري بالتعاون مع كلية المعلمين بجامعة الملك سعود تحت عنوان «نحو استراتيجية تربوية للأمن الفكري»، ستتناول مفهوم الأمن الفكري وآليات ترسيخه في الميدان التربوي، على ضوء التجارب الميدانية وبحوث الأكاديميين والمختصين في المجالين الأمني والتربوي معا، بعد أن شهد يوم أمس 3 جلسات تحدثت بإسهاب عن أمن الوطن وخطر الإرهاب، والرؤى التربوية للأمن الفكري. وقال الدكتور الدريس إنه تم توجيه دعوات لأكثر من 200 مدير مدرسة لحضور الجلسة الختامية التي ستفتح النقاش معهم حول التنشئة الاجتماعية والأساليب التربوية المتخذة في مدارس السعودية والتجارب المتنوعة، ومناقشة بعض البحوث المقدمة في المجالين التربوي والفكري، الأمر الذي يعمل على إثراء حلقة النقاش والوصول إلى أكبر عدد من النتائج، مضيفا أن ذلك يشكل رافدا كبيرا في عملية التوعية الأمنية والفكرية لدى التربويين من جانب، وإعداد الخطة الاستراتيجية الوطنية للأمن الفكري من جانب آخر. ومن جانبه أكد الدكتور علي العفنان، عميد كلية المعلمين بجامعة الملك سعود، على أهمية مثل هذه الملتقيات لتبادل الآراء حول كل ما يتعلق بالأمن الفكري، وآليات تفعيل دور المؤسسات التربوية، في تعزيزه وتحصين الشباب ضد كل ما يمثل مساسا به أو تهديدا له، من خلال التعريف بمظاهر الانحراف الفكري والسلوكي في أوساط الطلاب، وكيفية معالجتها، ودعم طرق التفكير السليم في التمييز بين الحق والباطل مهما كانت الشعارات والأنشطة التي يتستر خلفها مروجو الأباطيل، وكشف الشبهات لدى المنحرفين فكريا من خلال حوار موضوعي رصين قائم على الحجة والدليل.