مجلس الشورى يدرس إصدار نظام وطني شامل للأعمال التطوعية

الأمير محمد بن فهد: الأعمال التطوعية بحاجة إلى مزيد من التنظيم

رئيس محاكم الشرقية يتبرع بدمه في سيارة أمام ملتقى العمل التطوعي («الشرق الأوسط»)
TT

قال الأمير محمد بن فهد إن الأعمال التطوعية في السعودية، تحتاج إلى مزيد من التنظيم لكي تسير بالشكل الصحيح، مؤكداً دعم إمارة المنطقة الشرقية للأعمال التطوعية وللقائمين عليها.

وقال الأمير محمد بن فهد إن مشروع المساكن الميسرة انتقل إلى مرحلة جديدة من الإنجاز، مشيرا إلى الانتهاء من مشروع حفر الباطن ومشروع 180 وحدة في جنوب محافظة الأحساء بمنطقة الوسيع، والتي دشنت في وقت سابق، وأضاف ستقام مشاريع أخرى في كل من محافظة النعيرية وقرية العليا ومحافظة بقيق ومحافظة القطيف.

وكان الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية قد دشن ملتقى العمل التطوعي 2009 يوم أمس في مقر غرفة الشرقية للتجارة والصناعة، حيث أكد في كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح أن قائمة الموضوعات والقضايا التي سيبحثها الملتقى ويتحدث فيها المشاركون في فعالياته تعكس مواكبته للطموحات الناجحة التي يتطلع إليها كل العاملين في المجالات الإنسانية والاجتماعية، حيث تناقش موضوعات مهمة تكشف عن أهمية العمل الاجتماعي بشكل عام والعمل التطوعي بشكل خاص.

وكشف الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية أن هناك دراسة مطروحة أمام مجلس الشورى السعودي لإصدار نظام وطني شامل للتطوع، منها نظام الصندوق العائلي.

واعتبر العثيمين هذا النظام إحدى اللبنات الأساسية لخدمة العمل التطوعي، وتنظيمه في المملكة، مشيراً إلى أن ذلك لا يعني عدم وجود مناشط تطوعية منظمة، ومؤسسية بشكل جيد، وخير ما يمثل ذلك الجمعيات الخيرية، والمؤسسات الخيرية الخاصة، والجمعيات التعاونية، ولجان التنمية المحلية، وهذه يتجاوز عددها أكثر من ألف كيان مؤسسي تطوعي، يعمل من خلاله عشرات الآلاف من المواطنين والمواطنات المخلصين الراغبين في تحمل مسؤولياتهم الاجتماعية تجاه دينهم ووطنهم ومجتمعهم.

وقال العثيمين إنه لم يتقدم أي فرد أو مجموعة يرغبون في إقامة جمعية خاصة بالعمل التطوعي ضمن النظام الحالي للجمعيات.

وأكد أن الإجراءات النظامية لإصدار جمعية لا تأخذ وقتاً إذا استوفى القائمون عليها شروط الجمعيات ضمن النظام، وعن تأهيل المتطوعين بين أن الملتقى الحالي سيبين مدى الحاجة لذلك.

كما بين الدكتور العثيمين أن ما سينتج عن الملتقى سيتم أخذه بعين الاعتبار من قبل الوزارة، التي تسعى من أجل العمل على الاستفادة مما يقدم وذلك من أجل تطوير ما تقوم به من مهام في هذا الجانب. وشدد العثيمين على ضرورة تحري الدقة في اصطفاء المتطوعين واستقطابهم، فالنيات الطيبة، وحسن المقصد، ليسا كافيين وحدهما، لكي يكون المتطوع فاعلا، فلا بد من الأخذ بعين الاعتبار عددا من المعايير حين الاستفادة من المتطوعين، ومن ذلك ضرورة أن يظهر المتطوع احترامه للناس، وتقبل فروقهم الفردية، والرغبة في مساعدتهم.

وأشار العثيمين إلى أن الأعمال التطوعية اتخذت أشكالاً كثيرة بدأت بالجهود الفردية في الإطار العائلي والقبلي، ثم تطورت إلى ما عرف بصناديق البر وامتدت بعد ذلك لتشمل المرافق العامة، والخدمات الصحية، والتعليمية والتدريبية، وغير ذلك من أعمال البر لافتا إلى تضاعف الميزانية المخصصة لدعم هذه الجمعيات التطوعية حيث بلغت في عام 2006، 300 مليون ريال سنويا.

وناقشت الجلسة الأولى للملتقى ورقتين الأولى للدكتور علي النملة (وزير الشؤون الاجتماعية) حيث ناقش المفهوم الخاطئ عن العمل التطوعي والنظر إليه كعمل مجاني وليس له مردود، حيث أكد أن المجانية ليست شرطا من شروط العمل التطوعي، واعتبار من يحصلون على مقابل غير متطوعين، لأن من يقدم خدمة يحق له أن يحصل على مقابل سواء مادياً أو معنوياً.

وفي الورقة الثانية ناقش الدكتور عماد الجريفاني المسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات، حيث قال إن من المفاهيم الخاطئة أن تعتقد بعض الشركات أن المسؤولية الاجتماعية لا تقع عليها، وإنما هناك وزارات وهيئات عامة وجمعيات خيرية وغير ذلك، وهي جعلت لتحقيق النفع المادي فقط.

وفي الجلسة الثانية استعرض الدكتور عصام بن يحيى الفيلالي في ورقة قدمها لملتقى الحركة الكشفية في السعودية باعتبارها أحد أشكال العمل التطوعي حيث قال (إن مجموع الأعضاء المنتمين للحركة الكشفية في السعودية قد بلغ في عام 2005 من البراعم والأشبال والفتيان والمتقدم والجوالة ما مجموعه (3946) وحدة كشفية مجموع أفرادها (94692) منتسباً ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى (5288) وحدة كشفية بمجموع يصل إلى (126897) منتسباً في عام 2011).

وشدد الدكتور ضيف الله مناحي المطيري على أن هناك أشكالاً من العمل التطوعي مثل أعمال الهلال الأحمر وأعمال الدفاع المدني، مغيبة عن العمل التطوعي في السعودية، واستعرض إحصائيات عالمية لمثل هذه الأعمال وبينت الورقة التي قدمها المطيري أنه وفق بعض الإحصائيات فإن (57%) من الشعب الأميركي سبق أن تطوعوا في أنشطة خارج محيط العمل، و7 من 10 (68%) من الأميركان الذين تطوعوا عام 2005 عبروا عن رغبتهم في التطوع بنفس عدد الساعات أو أكثر في عام 2006، كما أن (92%) من الموظفين البريطانيين يفضلون العمل مع الجمعيات التطوعية. كما أشار إلى أن الخدمة التطوعية تحقق عددا من المكاسب للفرد وللمؤسسة وللوطن، حيث أقر (90%) من العاملين بأنهم يشعرون أن العمل التطوعي يزيد من الروح المعنوية، وأن (85%) من الشركات ترى العمل التطوعي يسهم في زيادة الإنتاجية لدى عمالها، وفي كندا بلغ حجم العمل التطوعي عام 2004، بليوني ساعة تطوع وهو ما يعادل وقت مليون وظيفة بدوام كامل.