فصل «العلاقات العامة» عن «الإعلام التربوي» يقسم منسوبات تعليم البنات بين مؤيد ومعارض

بعد صدور قرار وزير التربية والتعليم بفصلهما في إدارات التعليم

TT

انقسمت موظفات وحدة العلاقات العامة في عدد من إدارت التعليم بين مؤيدة ومعارضة لقرار فصل القسم عن الإعلام ودمجه في خدمات الموظفات، ففي الوقت الذي أيدت فيه مجموعة من وحدة العلاقات العامة قرار فصل القسم عن الإعلام التربوي ودمجه مع وحدة خدمة الموظفات، أبدت أخريات استياءهن حيال القرار الذي يرين أنه أسهم في تهميش حقوق منسوبات التعليم، إذ يؤكدن أنه كان سببا في إحداث فجوة كبيرة بين إدارات التربية والتعليم والمتقاعدات من منسوبيها.

وقالت صفاء مفتي لـ «الشرق الأوسط» إحدى موظفات العلاقات العامة، أدت إحالة الموظفات لقسم الرجال إلى تصعيب الإجراءات الروتينية عليهن، لا سيما وأن عدد السيدات في المنشأة أكبر من عدد الرجال، إضافة إلى صعوبة اتصالهن بالموظفين هناك، لافتة إلى أن الكثير من المتقاعدات يجهلن ما لهن من حقوق، مما يستدعي ضرورة جلوسهن مع منسوبي وحدة خدمات الموظفين للشرح والرد على استفساراتهن، غير أنه من الصعب قيام الرجال بتلك المهمة.

واتفقت شعبة العلاقات العامة في إدارة التربية والتعليم على تسمية أنفسهن بـ «الجندي المجهول»، نظرا لما يقمن به من تنظيمات وترتيبات تغفل عنها الجهات المسؤولة، إذ اضطرت صفاء إلى ترك هاتفها الجوال مع زميلتها لتتولى مهمة الرد على اتصالات الضيوف، في ظل ارتباطها بواجباتها الأسرية مع زوجها وأبنائها، على حد قولها.

وتقول إن دور العلاقات العامة في التعليم بدأ يتضح قليلا لدى المسؤولين والإدارات، بعد أن كانوا بعيدين كل البعد عنا، مشيرة إلى أنها تستمتع بأداء عملها، خصوصا أن وجود تلك الوحدة في المحافل واللقاءات بات أمرا ضروريا. وذكرت أنها واجهت صعوبات بعض الشيء في التواصل مع الضيفات القادمات من خارج مدينة جدة، باعتبار أن منسوبات التعليم في جنوب وشمال السعودية يخشين التواصل مع الرجال، الأمر الذي جعلهن يتخاطبن معنا عن طريق الرسائل النصية القصيرة فقط، بحسب قولها.

فيما ترى زميلتها تهاني الجدعاني، التي تولت مسؤولية كتابة أسماء الحضور رجالا ونساء وجمع البيانات الأولية لهم، إضافة إلى تنظيم حجوزاتهم ورحلاتهم، أن ضغط العمل لديها يجعلها تستمتع أكثر به، مرجعة سبب ذلك إلى تفهّم الإدارات لمهامهم بالشكل الصحيح.

وأضافت لم يكن قرار إحالة مهام العلاقات العامة لخدمة الموظفات أمرا سلبيا، إذ إن هناك مهاما مشتركة بين الوحدتين تحتم على منسوباتها القيام بها على الصعيدين.

من جهتها أوضحت جميلة كعكي مساعدة مدير العلاقات العامة وخدمة المراجعين بإدارة تعليم البنات في جدة، أن وحدة العلاقات العامة تواجه مشكلتين في اتجاهين متعاكسين، والتي تتمثل في جهل الإدارات الأخرى بمهام هذه الوحدة، إضافة إلى احتياجها للإمكانيات المادية التي تساعدها على تأدية دورها بالشكل المطلوب.

وقالت جميلة كعكي لـ«الشرق الأوسط» حينما نريد تقديم مساعداتنا كوحدة علاقات عامة للإدارات الأخرى، فإن تلك المساعدات تفهم ولو ضمنيا على أنها محاولات للتدخل في مهام المسؤولين عن الإدارات، الأمر الذي يسبب لنا نوعا من الإحراج، مؤكدة أن دور العلاقات العامة يوفر جهدا ووقتا كبيرا على المسؤولين الذين يتفرغون بذلك لمحاور اللقاء أو الفعالية.

وأضافت أن عدد منسوبات العلاقات العامة يعد قليلا مقابل المهام المسندة إليهن، إضافة إلى أن الميزانية المحددة من قبل إدارة التعليم لكل ملتقى تسلّم للقسم المسؤول عنه، مما يجعلنا نتقيد بما يتم إعطاؤنا إياه من قبل هذا القسم، ومن ثم يؤثر ذلك على ما نقوم به من تنظيمات في ظل عدم توفر السيولة الكافية لذلك، منوهة إلى أن عملهن مبني على التفاهم والمودة بين الإدارات الأخرى.

وطالبت مساعدة مدير العلاقات العامة وخدمة المراجعين في إدارة تعليم البنات بجدة، بضرورة انتشار مفهوم العلاقات العامة بين إدارات التربية والتعليم على اختلاف صوره وتفعيل دورها بشكل أكبر، باعتبار أنه لا يقتصر على مراسم الاستقبال والتوديع فقط، إذ تعد وحدة العلاقات العامة في الجهات الكبرى الأخرى مسؤولة عن الربط بين جميع الجهات والإدارات هناك.

فهي ليست مجرد استقبال وتوديع فقط، الكثير من الإدارات الكبيرة تعد العلاقات العامة المسؤولة عن الربط بين جميع الإدارات الأخرى.

يشار الى أن وزير التربية والتعليم الدكتور عبد الله بن صالح العبيد أصدر مؤخرا قرارا بفصل الإدارة العامة للإعلام التربوي عن إدارة العلاقات العامة، لتكون إدارة عامة في جهاز الوزارة تحت مسمى «الإدارة العامة للإعلام التربوي»، وترتبط بالوزير مباشرة، حيث أوضح وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط والتطوير الدكتور نايف بن هشال الرومي في ذلك الحين «أن القرار تضمن إنشاء إدارتين للعلاقات العامة في قطاعي الوزارة بنين وبنات تحت مسمى إدارة العلاقات العامة ترتبط مباشرة بنائبي الوزير». مشيرا إلى أن قرار فصل العلاقات عن الإعلام جاء وفقا للهيكل والدليل التنظيمي للوزارة.