تجارب سعودية أمام ملتقى العمل التطوعي ودعوة لسلة حوافز للمتطوعين

أرامكو تتحدث عن «ثقافة» التطوع وأبحاث تطال الإعلام والجمعيات وأحياء مكة

TT

استعرض مجموعة من الباحثين خلال اليوم الثاني من ملتقى العمل التطوعي 2009، تجارب سعودية بارزة في العمل التطوعي كان أبرزها تجربة شركة أرامكو السعودية، وتجارب جمعيات أهلية وخيرية في نشر ثقافة التطوع. وتنظم الملتقى غرفة الشرقية.

وفي الجلسة الأولى التي عقدت أمس تحت عنوان (الأدوار المنوطة بالقطاع الخاص في إطار تفعيل العمل التطوعي) وأدارها الدكتور إحسان بوحليقة عضو مجلس الشورى، تحدث المهندس خالد بن عبدالله البريك المدير التنفيذي لشؤون أرامكو السعودية، عن استراتيجية الشركة في تطوير واستحداث ممارسات خلاقة للعمل التطوعي.

وشرح البريك دور الشركة في مجال تفعيل مفهوم المسؤولية الاجتماعية عبر مراحل ثلاث، عكست استراتيجيتها التي بنتها على تلمس حاجات المجتمع في كل مرحلة تاريخية. وتحدث عن المرحلة الأولى التي تمثلت في الإسهام بتأسيس البنية التحتية للمدن والمجتمعات الجديدة في المنطقة الشرقية. كما تحدث عن مرحلة تنمية العنصر البشري تدريبياً وتعليمياً عبر المساهمة في إنشاء المراكز التدريبية والتعليمية كمراكز التدريب الصناعي وكلية البترول والمعادن - الجامعة حالياً - وبرامج البعثات وتأهيل موظفي مقاولي الشركة. وقال إن المرحلة الثالثة هي مرحلة التخصص ونشر ثقافة التطوع عبر انتهاجها دور القدوة للمؤسسات الفاعلة في المجتمع، ومن ذلك إسهامها في بناء الاقتصاد المعرفي عبر برامج طموحة كبرى كالمساهمة في إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وتأسيس مركز الملك عبدالعزيز للإثراء المعرفي، ومبادرتها الجديدة لتعزيز استراتيجية السلامة المرورية في المنطقة الشرقية، عبر العمل والشراكة مع إدارة المرور والأجهزة الحكومية والمؤسسات الخاصة ذات العلاقة. كما استعرض في الجلسة الدكتور يحيى بن محمد زمزمي تجربة مراكز الأحياء بمكة المكرمة وقال إن من أهم أهداف هذا المشروع توسيع مفهوم العمل التطوعي ليشمل جميع مجالات الحياة، مضيفاً أنه لا يمكن حصر مجالات العمل التطوعي لشمولها جميع جوانب الحياة، وأورد 21 مجالا يمكن العمل بها تطوعا وأبرزها المجال التعليمي، والمجال الاجتماعي، والمجال الصحي.

واقترح زمزمي منح المتطوعين مجموعة من المزايا من بينها، إعطاؤهم الأولوية في التوظيف، والتكريم السنوي من قبل إدارة المشروع، ومنحهم شهادة خبرة بساعات العمل التي نفذوها، ومنحهم إعفاء من رسوم الدورات التدريبية التي يحتاجون إليها، وطباعة أسماء وصور المتطوعين في التقرير السنوي للمشروع، ومنح المتطوع بعد قضاء عدد محدد من الساعات بطاقة عضوية في المشروع، يستفيد من خلالها خصومات لدى عدد من الجهات والمحلات التجارية.. التنسيق مع بعض الإدارات الحكومية وغيرها في إعفاء المتطوعين من رسوم بعض الخدمات أو تخفيضها عنهم مثل (المستشفيات الحكومية، شركة الكهرباء، الهاتف)، والتنسيق مع الجمعيات الخيرية في رعاية أسر المتطوعين محدودي الدخل.

كما عرض في الجلسة الأولى عبد العزيز سالم السلامة تجربة جمعية «قافلة الخير» بالمنطقة الشرقية في استقطاب المتطوعين حتى بلغ عدد العاملين فيها أكثر من 1.400 عضو.

وتحدث في الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور خالد بن صالح السلطان مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الدكتور عبدالله بن ناصر السدحان عن (وقف الوقت.. المدخل الجديد لاحتواء الشباب في العمل التطوعي).. مشددا على ضرورة استفادة المؤسسات الوقفية من أوقات الشباب وتشغيلهم في أعمال تطوعية تعود بالفائدة عليهم، وقال، إن هناك قصورا واضحا في تحقيق الاستفادة بالفعل من فئة الشباب.

وقال السدحان أن مشروع (وقف الوقت) يهدف إلى تنمية ميل الأفراد والمؤسسات للإقبال على العمل التطوعي، وإعداد الشباب وفئات المجتمع الأخرى وتأهيلهم لممارسة العمل التطوعي، ومساعدة المنظمات الأهلية في الحصول على ما تحتاجه من العناصر المتطوعة.

كما تحدثت الدكتورة حصة بنت محمد آل الشيخ تحت عنوان (التطوع في المجتمع السعودي.. دراسة استطلاعية) حيث قسمت العمل التطوعي إلى عمل تطوعي فردي وهو يمارسه الفرد من تلقاء نفسه، وذلك بخلاف العمل التطوعي المؤسسي الذي هو أكثر تقدماً وأكثر تنظيماً وأوسع تأثيراً في المجتمع.

وقالت إن المتطوعين يقومون بذلك لتحقيق واجب ديني واجتماعي وإنساني، والتعبير عن الالتزام بقضية معينة، والشعور بالقدرة على إحداث تغيير، وكذلك المساهمة في بناء المجتمع، وممارسة هواية خاصة بالمشاركة مع الآخرين، تعلم مهارات جديدة، تنمية الاحترام والثقة الذاتية.

كما تحدثت عن آليات لزيادة مساهمة الأفراد في الأعمال التطوعية منها تبني المؤسسات التعليمية مفاهيم العمل الاجتماعي التطوعي على مستوى المدارس والجامعات وتأسيس مراكز لتوجيه المتطوعين، والتعريف بالجمعيات والمؤسسات الخيرية الموجودة من خلال الأدلة التعريفية ونشرها ودعمها، ودعم الدولة لحملات التوعية بالعمل التطوعي من خلال أجهزتها الحكومية ومؤسساتها العامة. وقدم في الجلسة الثانية الدكتور يوسف بن عثمان الحزيم ورقة عمل يستعرض فيها تجربة مؤسسة الأميرة العنود الخيرية بعنوان العمل التطوعي.

وفي الجلسة الثالثة التي عقدت تحت محور (دور وسائل الإعلام في نشر ثقافة العمل التطوعي) وأدارها الدكتور عبد الله بن عثمان الخراشي تحدثت الدكتورة نورة خالد السعد، أستاذ مشارك علم اجتماع بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، حيث اعتبرت أن مناقشة دور وسائل الإعلام في نشر ثقافة العمل التطوعي تنطلق من هذه الأهمية التي تستوجب استثمار هذه الوسائل استثمارا إيجابيا بما يحقق الهدف منه في التوعية بأهمية العمل التطوعي ونشر ثقافة هذا العمل بين مختلف أفراد المجتمع، ومخاطبة كل شريحة اجتماعية بما يتفق وطموحاتها وتحقيق أهدافها. كما تحدث في الجلسة الكاتب نجيب بن عبد الرحمن الزامل عن (الأثر التبادلي بين العمل التطوعي والإعلام). وشاركت منيرة بنت إبراهيم العبد الهادي رئيسة القسم النسائي في مركز التنمية الأسرية بجمعية البر بالأحساء بورقة عمل تستعرض تجربة القسم في العمل التطوعي.