مطالبة بإعطاء الإخراج والتمثيل نصيباً من الابتعاث الخارجي للرقي بالدراما السعودية

السحيمي: الأعمال الخليجية تستطيع أن تتابعها وأنت مغمض العينين

محمد السحيمي (يسار) خلال المحاضرة التي أقيمت في نادي المنطقة الشرقية الأدبي («الشرق الأوسط»)
TT

طالب مسرحي سعودي الجهات المشرفة على الابتعاث، بإدراج ابتعاث طلاب سعوديين لدراسة الإخراج والتمثيل في الخارج للرقي بالدراما السعودية، وقال المسرحي عبد العزيز السماعيل في محاضرة أقيمت في نادي المنطقة الشرقية الأدبي أن سبب هبوط الحالة الفنية في المسلسلات السعودية يعود إلى غياب التخطيط في الجانب الثقافي، مضيفاً أنه يدفع بالآلاف من الشباب السعودي سنوياً للابتعاث للخارج، ليس بينهم مبتعث واحد للإخراج أو للتمثيل.

وفي المحاضرة ذاتها التي شارك فيها الكاتب محمد السحيمي اعتبر وجود دراما خليجية أمراً فيه نظر، حيث قال إن الأعمال الدرامية الخليجية تعاني من ضعف في التقنيات الفنية إضافة إلى ضعف جانب كتاب السيناريو والذي عزاه إلى غياب المعاهد الفنية. وقال السحيمي إن سيناريوهات المسلسلات الخليجية هي مسخ من السيناريوهات الإذاعية التي لا تراعي المشهدية ولا تخاطب عين المتلقي، وأضاف أن المتلقي يستطيع أن يتابع هذه الأعمال وهو مغمض العينين دون أن يتأثر استيعابه للعمل لأن السيناريو مكتوب بطريقة إذاعية.

وعدّ السحيمي نجاح بعض المسلسلات الخليجية، نجاحاً للممثل وليس نجاحاً للعمل الفني، حيث تعتمد هذه الأعمال على شهرة الممثل وشعبيته، وقال: لو قبلنا بأن الممثل موهوب وليس في حاجة لأن يدرس التمثيل فهل يستغني المصوّر والمخرج والقائم بالمونتاج عن دراسة هذه الفنون؟ وأكّد على أن جميع المشتغلين في هذه المجالات هم هواة وليسوا مختصين.

وقال إن المسلسلات الخليجية لم تستفد من الصورة على الإطلاق سوى في بعض الحيل البسيطة، مشيراً إلى أن السعودية لن يكون فيها أكثر من اجتهادات هواة تعتمد على الرغبة في التمثيل ما لم تنشأ معاهد متخصصة للفن. واستبعد السحيمي أن تكون الدراما السعودية قدّمت أي مستوى فني حتى الآن.

وألمح السماعيل في المحاضرة إلى مشاكل الإنتاج في الدراما الخليجية، معتبراً أنها منشأ جميع المشاكل الفنية الأخرى وذكر أن أهم مشكلة يعانيها هي وجود (المنتج المنفذ) الذي اعتبره شبيهاً بـ (مقاول بالباطن) حيث يستلم العمل من التلفزيون ويسلمه له جاهزاً دون أن تطلع الجهة الطالبة على تفاصيل العمل فهي لا تهتم سوى بمواصفات عامة مثل كونه كوميدياً أو تراجيدياً.

وأضاف أن المنتج المنفذ لا يمتلك أي بنى تحتية فنية كالاستوديوهات، حيث يقوم باستئجار كل الأدوات لتنفيذ العمل، وأكّد السماعيل على أهمية المنتج في نهضة الدراما، ضارباً المثال بالنهضة التي حصلت في مصر في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي. وذكر أن منتجين واعين كانوا يقفون خلفها، وأشار إلى أن الطفرة التي حدثت في الدراما الخليجية لا تعني تراكم خبرات أو تأسس بنية تحتية أو قيام معاهد فنية بل تؤكد على شيء واحد هو الزيادة المفاجئة في عدد الفضائيات العربية، مما نشأ عنه ازدياد الطلب على المسلسلات لتغطية ساعات البث.

وخلص السماعيل إلى القول إن هذه الأوضاع السيئة تنعكس سلباً على العملية الفنية ويقع ضحيتها الممثل الذي تأخرت حقوقه ولا تُحترم مواعيده وتتم الاستهانة به في إطار عملية تجارية لا تحترم الفن.