هيئة الأمر بالمعروف ترصد 65 حالة ابتزاز من شباب لفتيات بصورهن خلال العام الماضي في مكة المكرمة

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن محاولة استخدامهم كأداة لتصفية الحسابات مأخوذة بالاعتبار

TT

كشفت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنها رصدت خلال العام الماضي 65 حالة ابتزار من شباب لفتيات بصورهن، معتبرة أن إبلاغ الفتيات عن هذا الأمر حتى ولو كانت الفتاة متورطة في علاقة غير شرعية يعد أحد بوادر التوبة التي تجعلها لا تستحق العقاب.

وأوضح أحمد قاسم الغامدي مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» عن بلوغ حالات ابتزاز الشباب للفتيات من خلال صورهن إلى ما يقارب 65 حالة في منطقة مكة المكرمة، لافتا إلى أن هذا العدد يختص بالقضايا التي باشرتها الهيئة على اختلاف الإخباريات في ظل عزوف بعض الفتيات عن تقديم أي بلاغات أو مستندات.

وقال «إن الابتزاز ناتج عن علاقة سابقة أو استغلال الطرف المبتز لمعلومات ووثائق، مثل حصول بعض الشباب على صور للفتيات من خلال وضعهن لأجهزتهن المحمولة الشخصية أو الجوالات لدى محلات الإصلاح».

وأوضح أنه في حالة إثبات عدم تورط الفتاة في علاقة مع الشاب، فإنه ليس وجيها أن تعاقب، أما فيما يتعلق بقضايا تورطها في علاقة غير شرعية، فإنه يعد أمرا مخالفا يستحق التوبة، غير أن تقدمها ببلاغ من منطلق رفضها لعملية الابتزاز يعد إحدى بوادر التوبة، الأمر الذي يجعلها لا تستحق العقاب.

وأضاف إن معاقبة الفتيات الواقعات في مثل تلك القضايا من شأنه أن يعمق المشكلة في المجتمع، لا سيما أنه من الضروري توفير قناة آمنة لهن حتى وإن كنّ وقعن في شيء من الخلل، وذلك بعد التأكد من مصداقيتهن وعدم وجود أسباب كيدية من وراء تلك البلاغات.

وأكد الغامدي، على أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عليها أن تبذل وسعها في التحري عن الحقيقة، التي عادة ما تكون ظاهرة من خلال ما يتم الإمساك به من قرائن في البداية عن طريق ما تدلي به الفتاة وما يتم جمعه من المعلومات، مشيرا إلى أن الأصل في كل ذلك هو القضاء على المشكلة، لاسيما أن الهيئة لا تقدم على أي إجراء إلا إذا تأكدت أن المسألة ليست تصفية حسابات.

وأفاد أن عقوبة الشاب المبتز ترجع إلى القاضي الشرعي، إذ أن حجم الفعل وإصرار الفاعل عادة ما يكون سببا في تغليظ العقوبة، ما يجعل الحكم في تلك القضايا يختلف حسب اختلاف الحالات، منوها إلى أن الهدف من الابتزاز إما الحصول على المال أو إخضاع الفتاة لأعمال الدعارة مع الآخرين.

وكانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أطاحت مؤخرا بأحد الشبان وحولته إلى الجهات الأمنية المختصة، بعد أن حاول ابتزاز إحدى الفتيات بعد أن أهدته 37 صورة فوتوغرافية لها، ما جعله يقوم بتهديدها ومقايضتها بمطاوعته أو تسليمه مبلغ 10 آلاف ريال مقابل إعادة جميع الصور المخزنة في بطاقة الذاكرة لها أو نشرها على شبكة الإنترنت.

وقد قامت الفتاة باستدراج الشاب ومقابلته أمام إحدى المطاعم المشهورة في جدة لتسليمه المبلغ المتفق عليه واستلام كافة الصور تحت مراقبة أعضاء مركز الهيئة، وتم العثور على عدد من الرسائل المرسلة في جواله تدل على محاولته لابتزاز فتيات أخريات.

وذكر علي بن محمد آل حيان، رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في محافظة جدة، أن أعضاء الهيئة، بحكم الصلاحية المخولة لهم في هذا الشأن، على استعداد للتصدي لمثل تلك القضايا في حال ورود شكوى إلى أحد مراكز الهيئة، وإكمال الإجراءات اللازمة وفقا للضوابط الشرعية واللوائح المنظمة لعمل رجال الهيئة، التي تتم بسرية تامة تحفظ للمسلمين أعراضهم وأخلاقهم.

من جهته أكد أحد منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (فضل عدم ذكر اسمه) أن الهيئة تهتم بإزالة الجرم القائم، بغض النظر عن كون البلاغات المقدمة تصفية حسابات، على اعتبار أن الدور الأساسي لا بد أن تقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن محاولة استخدام الهيئة كأداة لتصفية الحسابات أو المسائل الكيدية، يعد مجال بحث من قبل الأعضاء في الوقت الراهن، لا سيما بعد صدور أمر ملكي منذ نحو 8 أشهر يقضي بضرورة دراسة قضية الابتزاز على مستوى وزاري تشترك فيها وزارات عدة، مبيّنا أن تلك القضية لا تعد ظاهرة، وإنما بدأت في الظهور على السطح.