الإجازات الموسمية تتسبب في أزمة مياه بالباحة

مدير المياه لـ«الشرق الأوسط»: هناك مواطنون يستخدمون آبارا ملوثة رغم تحذيرنا لهم

منطقة الباحة تضم نحو 26 سدا للمياه («الشرق الأوسط»)
TT

ربط مسؤولون في مياه الباحة بين أزمات المياه التي تعيشها المنطقة وبين الإجازات الموسمية التي يعود فيها أبناء منطقة الباحة إلى مسقط رأسهم بأعداد كبيرة لقضاء الإجازات السنوية أو المواسم.

فمع انتهاء آخر إجازة مدرسية ووظيفية عادت المياه إلى مجاريها وانقشعت الغمة التي عاشتها الباحة لفترة مع أزمة الحصول على وايت ماء بخمسة أضعاف السعر الرسمي الذي جرت عليه العادة.

وفي هذا الاتجاه أخذت مياه الباحة على عاتقها حل القضية بشكل تدريجي يوضحه لـ«الشرق الأوسط» مدير عام المياه بالمنطقة المهندس محمد بن منصور العضيد بقوله «تم اعتماد ميزانية للمياه هذا العام بلغت 534 مليون ريال، شملت 50 مليون ريال لتصميم خطوط ناقلة للمياه و60 مليون ريال لإنشاء خطوط صرف صحي، و50 مليون ريال لتوصيل التيار الكهربائي إلى محطات الضخ و20 مليون ريال لمبنى المديرية و155 مليون ريال لمشاريع المياه مع الإشراف و199 مليون ريال زيادة تكاليف لمشاريع تحت التنفيذ وفي مواجهة الطلب في تهامة، تم اعتماد إنشاء مشروع سد وادي شدا نيرا بمحافظة المخواة بمبلغ إجمالي قدره 24286307 ريال». وأضاف «تم إعداد برامج طموحة لإقامة مشاريع مياه تغطي جميع مدن ومحافظات الباحة بدأت قبل ما يقرب من عامين، حيث اعتمدت ميزانية هي الأضخم في حجمها بالنسبة للمنطقة إذ بلغت أكثر من 1.2 مليار ريال، كما شملت عددا من مشاريع المياه تزيد تكلفتها على 225 مليونا بمنطقة الباحة مثل مشروع توصيل المياه من ثراد إلى الباحة والخط التدعيمي لبلجرشي والقرى المجاورة ويشمل توريد وتركيب أربع محطات ضخ وخطوط أنابيب طولها 68.350 ألف متر ومحطات لتوليد الكهرباء وإنشاء 3 خزانات تجميع في حقل الآبار وشهبة بالباحة وبلجرشي، سعة الواحد 11.8 متر مكعب ومباني مساندة وسكنا للعاملين بتكلفة تزيد على 185 مليون ريال».

وأشار العضيد إلى تنفيذ مشروع شبكة المياه في منطقة الباحة لقرى قرن ظبي وقرى بيضان المجاورة لها والذي يضم خزانا وشبكة بتكلفة 25 مليون ريال.

وحول اعتماد بعض الأهالي في السقيا لمنازلهم عن طريق آبارهم الخاصة أكد العضيد «أن هناك مشكلة مياه في المنطقة تتمثل في وجود آبار ملوثة بسبب الصرف الصحي لا يزال سكان بعض القرى يعتمدون عليها لجلب المياه إلى منازلهم بواسطة مضخات صغيرة». مشيرا إلى أن الأهالي يستخدمونها رغم التحذيرات التي تؤكد عدم صلاحية هذه المياه.

يشار إلى أن عدم وجود شبكات توزيع في بعض المواقع تجعل العملية تنحصر في التوزيع عن طريق المتعهد الذي ينقل أكثر من 500-600 وايت من محطة التوزيع الجاثمة في منطقة بشير الذي يحتم على المحتاجين الوصول إلى موقع التوزيع للحصول على المياه وفق تسعيرة محددة لكل قرية، ورغم التسعيرة فإن سائقي هذه الوايتات يتلاعبون في الأسعار ويتعاملون بالكذب في الحجز بحسب ما يرونه محققا لزيادة السعر.

يذكر أن مشاريع المياه في الباحة حتى عهد قريب كانت تنحصر في مياه سد العقيق وقد نفذ بهدف تغذية مدينة الباحة ومحافظة بالجرشي بمياه الشرب بطاقة 15000 متر مكعب يوميا، وقد بلغت تكلفته أكثر من 76 مليون ريال، كما أقيم على المشروع محطة لتنقية مياه السد التي تصل طاقتها التخزينية إلى أكثر من 22 مليون متر مكعب، حيث كلفت المحطة أكثر من 13 مليون ريال، فيما أنشئت 5 محطات للمعالجة والضخ على طول الطريق المؤدي إلى خزان التجميع الرئيسي في شهبه القريبة من مدينة الباحة والذي يغذي الخزانات في بشير والخزانات الخاصة ببالجرشي ومن هذه المناهل المائية تقوم المؤسسة المتعهدة بالتوزيع بنقل الماء إلى الأهالي وفق التسعيرة إلى القرى المحددة، ولكن تظل طاقة المشروع مرتبطة بكميات الأمطار التي تغذي المصدر الرئيسي سواء السد أو الآبار فإذا ما قلت الأمطار فإن ذلك ينعكس على الأسعار وطول الانتظار للظفر بوايت واحد بعد عناء شديد وبخاصة في فصل الصيف.