بعد توقف مشروع «ممرضة في كل مدرسة».. تعليم البنات يدرب المعلمات على الإسعافات الأولية

مدير الصحة المدرسية لـ«الشرق الأوسط»: سوء التغذية أكبر المشاكل في المدارس

د. سليمان الشهري
TT

أرجع الدكتور سليمان الشهري مدير عام الإدارة العامة للصحة المدرسية للبنات في وزارة التربية والتعليم سبب عدم تطبيق آلية التمريض داخل المدارس إلى نقص الكوادر التمريضية بالسعودية، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن التوجه العالمي لتوفير ممرضة في كل مدرسة بهدف تطبيق البرامج الوقائية وتعزيز الصحة، قد سبقتنا إليه دول كثيرة، غير أن النقص الحاد في عدد الكوادر التمريضية جعل الوزارة تنتهج نهجا مغايرا يتمثل في تدريب عدد من منسوبات المدرسة ومعلماتها على القيام بالجزئيات السهلة في الإسعافات الأولية وتنفيذ بعض البرامج التوعوية بعد التدرب عليها لحين وصول الفرقة الطبية المختصة في حال الحاجة.

وذكر أن أكثر المشكلات الصحية شيوعا في مدارس البنات تتعلق بالتغذية في ظل اعتماد الكثير من الطالبات على الوجبات السريعة والأغذية الخاوية، وتؤدي تلك السلوكيات الغذائية الخاطئة إلى الإصابة بفقر الدم وهشاشة العظام وغيرها من الأمراض.

وأضاف «تعد مرحلتا المتوسطة والثانوية أكثر المراحل التي توجد بها المشكلات الصحية بحكم التغير الفسيولوجي الناتج عن البلوغ وسوء التغذية، الأمر الذي يزيد من الإصابة بفقر الدم، إضافة إلى النحافة التي تعاني منها بعض الطالبات والمتعلقة بالحميات الغذائية الخاطئة ومشكلات عدم تناول الأغذية المناسبة».

وكانت إدارة التربية والتعليم للبنات في جدة عقدت صباح أمس الأحد اللقاء التعريفي لبرنامج المدارس المعززة للصحة الذي يهدف إلى الارتقاء بصحة التلاميذ والعاملين بالمدارس بصفة خاصة والمجتمع بوجه عام.

ويتكون برنامج تعزيز الصحة في المدارس من مكونات عدة تتضمن التربية والخدمات الصحية والبيئة المدرسية والاهتمام بصحة العاملات في المدرسة والتغذية وسلامة الغذاء والصحة النفسية والإرشاد، إضافة إلى العلاقة الجيدة بالأسر والمجتمع.

وأوضح الدكتور سليمان الشهري أن هناك ثمانية برامج منفذة تندرج تحت تعزيز الصحة في المدارس، منها ما هو مخصص للمرحلة الابتدائية التي تركز على مشكلة صحة الفم والأسنان والتغذية والنظافة الشخصية، فيما يتم التركيز في المرحلة المتوسطة على برنامج يعالج المشكلات الناتجة عن مفهوم الطالبات لمرحلة البلوغ والتغيرات الفسيولوجية وما يتعلق بها من نظافة شخصية وتغذية سليمة، وتعزيز مفاهيم صحية حول تلك المرحلة.

وأضاف في المرحلة الثانوية يتم التركيز على إعداد الطالبة لأن تكون أما في المستقبل من ناحية العناية بنفسها وفحوص ما قبل الزواج وكيفية الحمل والولادة والعناية بالجسم والنفس والصحة خلال تلك المرحلة، وكيفية العناية بالطفل المولود والرضاعة والقضايا المتعلقة بالأم بعد الولادة، لافتا إلى أن هذا البرنامج تستفيد منه الطالبة للمشاركة في العناية بإخوتها والتدرب على دورها كأم في المستقبل.

وأكد مدير عام الإدارة العامة للصحة المدرسية على أن برنامج تعزيز الصحة في المدارس سيساعد على تلافي الكثير من مشكلات الطالبات على مختلف المراحل الدراسية.

من جهتها أفادت الدكتورة ابتسام المنيعي مديرة الإشراف الطبي بمنطقة مكة المكرمة بأن عدد المدارس المطبقة لبرنامج تعزيز الصحة في مكة المكرمة بلغ نحو 54 مدرسة، مبيّنة أنه في غضون ثلاث سنوات سيتم تغطية المدارس الأخرى بالكامل بناء على الخطة الموضوعة من قبل إدارة التربية والتعليم بمكة.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن هذا البرنامج أدى إلى إعادة تأهيل المدارس القديمة وتغيير بيئتها، من خلال الاهتمام بتهوية الفصول والنظافة والبرامج التثقيفية المستمرة للطالبات وأسرهن، إضافة إلى أنه ساعد في انخفاض نسب التسرب والغياب وارتفاع نسب النجاح بين طالبات المدارس المعززة للصحة.

فيما ذكرت الدكتورة مضاوي سليمان بن سعيد مديرة إدارة الشؤون الوقائية بالصحة المدرسية للبنات أن برنامج تعزيز الصحة شمل 321 مدرسة في 21 إدارة تعليم بالسعودية، بعد أن طبّق في بداياته على 30 مدرسة في ثلاث إدارات تتضمن المنطقة الشرقية والجوف وبيشة.

وأضافت أن المقاصف المدرسية تهتم الآن ببيع الخضراوات والفواكه المغلفة، إضافة إلى حرص المدارس على انتشار سلال التمر والحليب بين الطوابير الصباحية للطالبات، والإفطار الجماعي الذي تنظمه المعلمات لطالباتهن بهدف زرع الألفة والترابط والعادات الغذائية الصحية بينهن.

ونوّهت بأن مياه الشرب في المدارس باتت تخضع لكشف دوري على مدار العام الدراسي، لا سيما أن برادات المياه تم تزويدها بفلاتر للتنقية، مؤكدة أن برنامج تعزيز الصحة يعد من أفضل البرامج المطبقة، في ظل قيام الوحدة الصحية بدورها الأساسي في المدارس لنشر الوعي والتثقيف الصحي.

يشار إلى أن الإدارة العامة للصحة المدرسية بتعليم البنات بدأت تطبيق برنامج تعزيز الصحة في المدارس منذ العام الدراسي 1419 الذي كان من ضمن إحدى توصيات اللقاء العلمي الخامس للصحة المدرسية.

وقد انطلق هذا البرنامج تدريجيا بشكل تجريبي في العام الدراسي 1424-1425 بمناطق مختلفة في السعودية ضمن خطة اشتملت على اعتماد برنامج تدريبي يهدف إلى التعريف المتدربات بالبرنامج وإكسابهن المهارات اللازمة لتنفيذه، من خلال عقد 21 لقاء تعريفيا للعاملين والعاملات في الحقل التربوي والصحي.