إطلاق أول فندق بيئي في المدينة المنورة

بالاستفادة من الخبرات الماليزية في الفنادق الخضراء

TT

أعلنت إحدى الشركات السعودية عزمها إنشاء أول فندق من نوعه في المنطقة، يطبق مفهوم الفنادق الصديقة للبيئة في المدينة المنورة، بالاستعانة بخبرات ماليزية، وحددت مطلع أغسطس (آب) من العام الجاري موعدا لانطلاق المشروع.

ويأتي ذلك عقب توقيع «الشركة العربية للمناطق السياحية (أراك)»، المتخصصة في إدارة وتشغيل الفنادق بمنطقة المدينة المنورة، عقداً مع شركة «بوتري باسفيك» الرائدة في إدارة وتشغيل الفنادق والمنتجات في ماليزيا، تم بموجبه تأسيس «الشركة العربية الماليزية لإدارة الضيافة (أرماس)» في المدينة المنورة يوم الاثنين.

وكشف عبد الله بن محمد الزيد رئيس مجلس إدارة شركة (أراك) أن فندق المدينة (أرماس) سيكون أول فندق صديق للبيئة، حيث ستتبنى الشركة الجديدة مفهوم الفنادق الخضراء التي تعتمد توجه الحفاظ على البيئة، من خلال اتباع إجراءات خاصة بالتشغيل، إلى جانب نشر هذه الثقافة بين العاملين وضيوف الفندق على حد سواء. وأوضح لـ «الشرق الأوسط» أن تطبيق الفنادق الخضراء يؤسس للسياحة المستدامة، التي تهتم بالبيئة، وترشد استهلاك الماء والكهرباء، وتستخدم أدوات تؤثر على طبقة الأوزون ولا تزيد من مشاكل التلوث والصرف الصحي. وزاد بقوله «يعتمد الفندق على إيجاد التفاعل مع المجتمع المحلي، من خلال تشغيل وتأهيل الأيدي العاملة المحلية، وتأسيس «الشركة العربية الماليزية لإدارة الضيافة (أرماس)» يأتي في إطار استراتيجية (أراك) للتوسع في منطقة المدينة المنورة ومكة المكرمة، والمدن الرئيسية في المملكة والشرق الأوسط وبعض المدن العالمية». ونوة الزيد بأن التعاون مع الماليزيين سيسهم في تحقيق رؤية (أرماس) بأن تكون الشركة الأولى في تشغيل الفنادق عالميا بتوافق كامل مع الشريعة الإسلامية، وإحدى الشركات الإقليمية الرائدة في مجال إدارة الفنادق، التي تنطلق من المدينة المنورة من خلال تشغيلها أول فنادقها، وهو فندق «المدينة أرماس» الذي يتميز بموقعة الفريد عند التقاء طريق السلام مع ساحة المسجد النبوي الشريف، والمتوقع افتتاحه في مطلع أغسطس (آب) من عام 2009م، مبينا أن تصميم الفندق يأتي متأثراً بالحياة العصرية، وبآخر ما توصلت إليه التقنية في قطاع الخدمات الفندقية، معتبرا المشروع نقلة نوعية في صناعة الفنادق في المدينة المنورة خصوصاً، وفي المملكة العربية السعودية على وجه العموم، لأنه سيكون مختلفا عن بقية الاستثمارات في القطاع الفندقي.

ومن جانبه، بيَّن توفيق خليل الكسواني أحد إداريّي (أراك) أن تشجيع الفنادق نحو تطبيق شعار الفنادق الخضراء لن يكون على حساب أرباحها أو مكاسبها الاقتصادية، بل يستطيع الفندق الذي يراعي كافة الاشتراطات والمعايير البيئية والصحية في الإقامة والطعام والشراب، والذي يراعي إرضاء رغبات السياح بنسب عالية، أن يُمنَح شهادات «الأيزو لضمان جودة البيئة 14000».

ويعتمد مفهوم تطبيق الفنادق صديقة البيئة على صناعة الضيافة التي تطبق مفهوم أن السائح هو صديق البيئة، من خلال استخدام مصادر الطاقة الأقل ضرراً على البيئة، ومن خلال الاستفادة من المخلفات وتدويرها ومعالجتها، أو من خلال تعميق مفهوم (عالم أخضر)، والاهتمام بالتشجير والمحافظة على الطبيعة.

ويشار إلى أن صناعة الفنادق تعتبر الأقل ضرراً على البيئة من الصناعات الأخرى، في حين أن صناعة الضيافة تعتبر مستهلكاً مهماً للطاقة، يعمل على انبعاث الغازات ورفع درجة حرارة الأرض، إلى جانب اعتبارها مصدراً مؤثراً على طبقة الأوزون من خلال الثلاجات والمكيفات الهوائية التي تصدر غازات الكلوروفلورو كربون السامة في الجو.

أما الماء، المورد الأهم على هذه الأرض، فإن صناعة الضيافة تستهلك كميات أكبر مما يستهلكه السكان، ذلك أن معدل استهلاك الغرفة الفندقية الواحدة في العام يتراوح ما بين 60 متراً مكعباً، و220 متراً مكعباً من الماء سنوياً.