توجه لتحويل «البريد» إلى شركة قابضة تضم قطاعات مختلفة

رئيس البريد: وجود عنوان لكل إنسان أهم من صندوق «واصل»

د.محمد بنتن (تصوير: خالد الخميس)
TT

كشف الدكتور محمد بنتن رئيس البريد السعودي، عن خطة لدى المؤسسة تستهدف تحويل «البريد» إلى شركة قابضة تضم عدة شركات.

وقال الدكتور بنتن، إن البريد السعودي أسس شركة ناقل لنقل المواد البريدية والطرود وغيرها، وفي طريقه لتأسيس شركة شاهر التي تستهدف البريد الدعائي في السعودية، مؤكدا أن قطاعات أخرى في البريد في طريقها لأن تكون منفصلة وذات شخصية مستقلة.

وبين رئيس البريد، أن هناك توجها قريبا لفصل قطاع التوزيع ليكون عبر شركة مستقلة، إلى جانب قطاعات أخرى كالبريد الممتاز الذي أصبح مستقلا ويعمل وفق طرق تجارية وتنافسية.

وأكد الدكتور محمد بنتن رئيس مؤسسة البريد، أن السعودية الدولة الوحيدة التي تستدل فيها أجهز الملاحة من خلال العنوان البريدي الذي استحدثته مؤسسة البريد. وقال بنتن «هذه تقنية كبيرة»، مبديا أسفه على تركيز اهتمام الناس على «طاح الصندوق... وضاع الصندوق»، قبل أن يستدرك لكننا نتحمل المشكلة.

ولفت بنتن إلى أن مؤسسة البريد السعودي، تعرضت لعقبات جمة أثناء تنفيذها الترقيم البريدي بصيغته الحالية، وأن المؤسسة فعلت الكثير «حتى لا تصطدم بالترقيم» مع جهات حكومية أخرى، مشيرا إلى أن المؤسسة اعتمدت على دراسات علمية وخبرات متخصصة وأنظمة الخرائط الرقمية لإطلاق مشروع العنوان البريدي.

وكان الدكتور محمد بنتن يتحدث أمام حضور أمسية إعلاميي منطقة الرياض التي أقيمت أول من أمس في حي الصحافة - شمال الرياض. وقال رئيس البريد السعودي إن مشروع العنوان البريدي الموحد وضع السعودية على خريطة الدول المتقدمة.

وكانت مؤسسة البريد السعودي قد خصصت قطاع النقل في المؤسسة، باعتباره كان يستنزف ميزانية كبيرة في السابق تصل إلى حدود 50 مليون ريال سنويا ـ بحسب حديث الدكتور بنتن ـ وتم على ضوء ذلك الدخول في شراكة مع شركة ناقل «بعد أن قدمت خدمات كبيرة في توصيل البريد، وتقديم خدمات لوجيستية أخرى».

وأضاف الدكتور بنتن، أن المؤسسة في طريقها للإعلان عن شركة شاهر التي تستهدف البريد الدعائي، وتقديم الخدمات الدعائية عبر تقسيم فئات المجتمع، «بحيث تتيح للشركات توجيه رسائلها الإعلانية للفئات المستهدفة مباشرة».

وأشار إلى أن البريد السعودي يتجه إلى تخصيص قطاع التوزيع «بحيث يكون شركة مستقلة تعمل على توزيع البريد والطرود وغيرها»، إضافة إلى تخصيص قطاعات أخرى مثل قطاع البريد الممتاز الذي بات مفصولا عن البريد السعودي حاليا، ويسعى لتقديم الخدمات والتنافس مع شركات النقل السريع.

وفي الوقت الذي يرى أن من شأن الخدمات البريدية «تخفيض تكاليف الحياة في السعودية 50 في المائة»، لكنه استدرك أن تغيير ثقافة البريد في المجتمع تحتاج إلى حملات إعلامية كبيرة لتوضيح أهمية وجود عنوان بريدي لكل إنسان في السعودية.

وأشار الدكتور بنتن إلى أن الترقيم الحالي الذي تنتهجه مؤسسة البريد «يدل على العناوين بدقة كبيرة»، مشيرا إلى أن الصندوق البريدي الذي يوضع في واجهات المنازل والمنشآت ليس جزءا من المشروع «بل وضع كدلالة على العنوان الوحيد». وكرر «الصندوق البريدي ليس جزءا من المشروع».

وأضاف رئيس البريد أن تركيب الصندوق مشروع استثماري، وأن الصندوق مجاني إلا إذا أردت خدمات إضافية. وأن قيمة تصنيع الصندوق في السعودية تكلف فوق الـ 100 ريال، في حين أن قيمة تصنيع الصندوق الحالي أقل من 40 ريالا.

وأشار إلى أن المشروع البريدي الحالي يسهم بشكل كبير في تفعيل أداء الحكومة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية. وهنا قال «لا بد أن يكون لديك بريد فعال، ما لم يكن لديك بريد فعال من الخطأ أن تتحدث عن حكومة إلكترونية وتجارة إلكترونية».

ويرى أن وسيلة الإعلان من خلال البريد أكثر تأثيرا على المتلقي من وسائل أخرى «فالمشاهد عندما يتابع القناة التلفزيونية، فإنه يدير الريموت كنترول إلى قناة أخرى حالما يظهر إعلان في القناة التي كان يتابعها». وقال نحتاج بعض الوقت حتى نخرج من اختزال العمل البريدي في صندوق بريد، إلى كون البريد يؤدي خدمات متقدمة. وقال «نحن جاهزون لخدمات البريد الدعائي، ومقاييس الجودة لدينا أعلى المقاييس».

وزاد «يكفي البريد أننا نقدم موسوعة جغرافية عن كل متر من أرض المملكة، إننا نقدم إحصائية عن كل حي من أحياء المملكة عن احتياجاته (الحالية والمستقبلية) للمدارس بأنواعها والخدمات الصحية وغيرها». وأضاف «نريد أن يسأل أحدنا عن العنوان وليس عن الوصف».

وأكد بنتن أن هناك مشكلات كثيرة تعترض البنى التحتية في المملكة «وليست صناديق البريد لوحدها، فهناك فتحات كبيرة في مقسمات الكهرباء وغيرها»، مستغربا أن «الإعلام يسلط الضوء على الصناديق.. كنت أتمنى دورا توعويا». وقال «يجب أن أكلم نفسي وتكلم نفسك... يجب أن يحافظ أبناؤنا على هذا الصندوق».

وزاد موجها كلامه للإعلاميين «الشق أكبر من الرقعة، أريدكم أنتم تقولون، أنتم، لي كيف نعمل.. التحدي الأكبر.. إذا تستطيعوا أن توصلوا الرسالة».

وأبدى ارتياحه لما تم تنفيذه خلال الفترة الماضية، وقال «لقد قطعنا مرحلة طيبة... وزارة المياه والكهرباء تعتمد اعتمادا كليا على البريد، أمانة مدينة الرياض بدأنا في اتفاقيات معها، غرف العمليات في الأمن العام، وغرف العمليات في الهلال الأحمر»، مضيفا أن «التعامل مع أنظمة أمنية يتطلب إجراءات دقيقة.. لكن هناك تجاوب»، وزاد «لا تهمني تلك الجهات أكثر ما يهمني المواطن».

وشرح الدكتور بنتن بالتفصيل أنواع الرسائل في البريد وميزاتها، ومنها البريد العادي، والبريد بأولوية الذي «يستخدم لتسليم أشياء غير مهمة لكنها مستعجلة مثل بطاقات الأفراح»، البريد المسجل «وهو معتمد عالميا لإيصال الوثائق، ويتحمل البريد مسؤولة محدودة»، البريد السريع، البريد المضمون.

وعاد ليؤكد من جديد ردا على سؤال «الصندوق ليس جزءا من المشروع، إذا كنت لا تريده شيله أو بلِّغ البريد... الصندوق كسر بعنفوان الشباب».