أمانة الرياض تعتمد مشاريع جديدة لتجميل 28 ميدانا

22 منها تحمل أسماء عواصم عربية

اتجهت السعودية إلى إطلاق أسماء عواصم عربية على ميادين حيوية في الرياض، حيث يبدو ميدان القاهرة في الصورة والذي يشهد على مرور ملايين السيارات في اليوم (تصوير: خالد الخميس)
TT

تتجه أمانة منطقة الرياض لتجميل وتطوير جميع الميادين المرورية الموزعة في أماكن شتى من العاصمة السعودية، كاشفةً النقاب عن مشاريع سيبدأ العمل عليها لاستكمال إعادة تأهيل ما تبقى من الميادين الـ28 التي تحتضنها الرياض، بعد أن انتهت أمانة العاصمة من تجهيز 5 منها، في الوقت الذي تعكف فيه على تجهيز 7 أخرى ينتظر الفراغ من أعمالها خلال الأسابيع المقبلة.

وبين الدكتور إبراهيم الدجين مدير إدارة الحدائق بأمانة العاصمة الرياض، لـ«الشرق الأوسط» أنه تم الانتهاء أخيراً من أعمال تأهيل 5 ميادين، من بينها ميدان أبوظبي وبيروت والكويت، مؤكداً أن إدارته ماضية في عمليات إعادة تأهيل كافة الميادين، ومن المنتظر أن تبدأ في القريب العاجل بإعادة تأهيل ميداني عمان ورائد، ويعتبر ميدان عمان أكبر الميادين، حيث تبلغ مساحته 352 ألف متر. وأشار الدجين إلى أن أعمال إعادة تأهيل ميدان دمشق الذي يقع في شرق الرياض سيتم الانتهاء منه في غضون الشهرين المقبلين، في الوقت الذي ما زالت أعمال إعادة تأهيل ميادين القاهرة والرباط وبغداد مستمرة، حيث لم تتم بعد في بعض منها عمليات التشجير التي تعتبر آخر مرحلة في كل مشروع.

وأوضح الدكتور الدجين، أن أمانة الرياض من خلال أعمالها القائمة على إعادة تأهيل تلك الميادين، تحرص على السلامة المرورية للأفراد وتعتني بأدق التفاصيل البيئية والجمالية التي تعكس المشاهد الحضارية الممزوجة بألوان الطبيعة البديعة، إضافة إلى التأكيد على توفير المواد الضرورية لسلامة الجسور وإيجاد الوسائل والطرق الآمنة للمارة، وإجراء عمليات التشجير المناسبة. ويأتي من بين الميادين التي يتم العمل حالياً على إعادة تأهيلها، وتشكل أهمية بارزة ميدان القاهرة الذي خصصت له أمانة الرياض مشروعا مستقلا، حيثً رصدت له أكثر من 8 ملايين ريال (2.13 مليون دولار)، نظراً لتمركزه في قلب العاصمة ،حيث يربط هذا الميدان الجهات الأربع للمدينة ببعضها بعضا، من خلال أكبر طريقين رئيسين يعتبران شرياني المدينة (طريق مكة المكرمة وطريق الملك فهد).

وبحسب المقدم صالح العصيمي مساعد مدير شعبة السير بمنطقة الرياض، فإن ميدان القاهرة يشكل نقطة مرور أضخم عدد من المركبات يومياً في مدينة الرياض، ما يسبب في بعض الأوقات زحاما يستمر لساعات، يليه ميدان الكويت الواقع جنوب وسط المدينة، حيث يقل الزحام نسبياً، بينما يأتي ثالثاً ميدان عدن الواقع في تقاطع على طريق مكة المكرمة مع طريق الخرج. وبين الدكتور إبراهيم، أن مشروع ميدان القاهرة الذي يقع على مساحة 75 ألف متر وسط مدينة الرياض، يشهد اللمسات الأخيرة، حيث لم يتبق سوى أيام معدودة يلبس فيها الميدان حلته النهائية، مشيراً إلى أن المشروع اشتمل على جميع أنواع الصيانة من خزانات مياه ومضخات وآلات حفر وتشجير وغيرها، إضافة إلى احتوائه على 3 نظم إضاءة، ستعمل بجانب عناصر أخرى لإطلاق أشكال ضوئية متعددة الألوان في المساء.

وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن الهدف من إنشاء 5 أعمدة تحمل ألوانا مختلفة في كل جانب من الجوانب الأربعة لميدان القاهرة، أجاب الدجين أن المشروع اعتمد ذلك لتحديد كل مدخل بلون تحمله الأعمدة الأربعة المتقاطرة لتشكل بوابة رمزية لكل مدخل، مضيفاً أن تلك الأعمدة تحتوي على إنارات بداخلها، وتطلق أشعة الليزر في كل الاتجاهات.

وتتخذ العاصمة السعودية الرياض منذ عقود ليست بالقليلة، في إقامة الميادين المرورية أسلوباً تعبيرياً مغايراً يحاكي تفاصيل الطبيعة في تصاميمه، رامزاَ في ذات الوقت إلى وحدة المصير والشأن العربيين، وذلك من خلال إطلاقها جميع أسماء العواصم العربية على معظم ميادينها.

ولم تكتف أمانة مدينة الرياض، بإطلاق تلك الميادين الخضراء وتسميتها فقط، بل صاحبت تلك المنظومة المرورية الجمالية منذ إنشائها على مختلف الطرق السريعة في العاصمة السعودية، عمليات التأهيل وإعادة التأهيل لتنظيم عملية السير بتلك الأماكن بما يتوافق مع كل مرحلة زمنية، عاكسةً للمارين بها أشكالا بيئية رائعة تبعث انطباعات خاصة عن كل عاصمة عربية سميت بها تلك الميادين.