استمرار غموض حادثة بحيرة الأربعين يدفع بمرور جدة للاستعانة بزورق متطور من المساحة الجيولوجية

العقيد القحطاني لـ«الشرق الأوسط»: الشاهد ما زال متمسكا بأقواله

TT

أوضح العقيد محمد القحطاني مدير إدارة المرور في محافظة جدة لـ «الشرق الأوسط»، أن الشاهد الذي أبلغهم بحادثة سقوط سيارة تحمل أفرادا في بحيرة الأربعين يوم الجمعة الماضي، التي لا تزال أعمال البحث مستمرة حتى الأمس، أكد – أي الشاهد – وكرر أقواله السابقة بأنه شاهد سيارة تهوي من فوق الجسر الذي يعلو البحيرة نتج عنه سقوطها داخل البحيرة للمرة الثانية. وقال العقيد محمد القحطاني «الشاهد متمسك بأقواله، وحضر معنا لموقع الحادثة، وواجهناه بشخص آخر أفاد أنه لم ير أي سيارة تسقط داخل البحيرة، وأبلغناه أن ما وجد في البحيرة جزء من الرفرف الخاص بسيارة من نوع لكزس، التي تعرضت لحادث التصادم مع سيارة أخرى فوق البحيرة على الجسر».

وبرز البارحة، مشاركة هيئة المساحة الجيولوجية مع الجهات الأربع الأخرى التي تقف على رأس الحدث، وهي إدارة مرور جدة وحرس الحدود والدفاع المدني وأمانة جدة، وذلك بمشاركتها بأحد الزوارق متطورة وذات أجهزة رصد للمعادن تحت المياه.

وبين العقيد القحطاني أن مشاركة هيئة المساحة الجيولوجية جاءت نتيجة توجيه خطاب لها للمشاركة بما هو متوفر لديها من تقنية رصد حديثة، مضيفا «ونحن ننتظر تقريرهم مع تقرير حرس الحدود لتحديد إذا ما تستمر عمليات البحث أو لا، خاصة وأن الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة يتابع تطورات الموضوع خطوة بخطوة».

من جانبه، أفاد المقدم صالح الشهري مدير الشؤون العامة بحرس الحدود في منطقة مكة المكرمة لـ «الشرق الأوسط» أن الزوارق الخاصة بهيئة المساحة الجيولوجية تتميز في أنها مزودة بأجهزة كشف للمعادن تحت المياه، مضيفا «يحتوي الزورق على جهاز يعرف باسم صدى الصوت، وهو يرسل ذبذبات في قاع المياه، بحيث إذا ارتطمت بمعدن تصدر صوتا».

ويؤكد المقدم الشهري أنه لو سقطت سيارة داخل بحيرة الأربعين لتم اكتشافها، مشيراً إلى سقوط ثلاث سيارات عبر فترات متفاوتة، في أوقات سابقة، ولم تزد عملية البحث عنها وانتشالها من البحيرة عن نصف ساعة للسيارة الواحدة. ويضيف«وكذلك لو بالفعل سقطت سيارة وبداخلها أفراد، فلماذا لم يصل أي بلاغ من عائلاتهم حتى الآن، خلافا أننا لم نجد أي قطعة لمواصفات السيارة التي أبلغ عنها الشاهد».

وكانت إدارة المرور في محافظة جدة، تلقت اتصالاً هاتفيا من الشاهد، الذي يعمل في وظيفة حكومية، يُبلغ عن سقوط عائلة تستقل سيارة ألمانية الصنع في البحيرة، وذلك نتيجة حادث تصادم وقع على الجسر القائم فوق البحيرة.

وعلى الرغم من أن أعمال البحث والتمشيط عن السيارة والعائلة المفترضة، بحسب رواية الشاهد، متواصلة منذ أربعة أيام من حرس الحدود والدفاع المدني الذين استنفروا كل ما لديهم من أفراد ومعدات للبحث، الا أنها لم تكشف عن أي شي.

ومما يزيد القضية غرابة هو إصرار الشاهد على رؤيته للسيارة وهي تسقط في البحيرة، مقابل شاهد آخر ينفي تلك الرواية. يذكر أن بحيرة الأربعين تقع في منطقة البلد أو جدة القديمة، وهي متصلة بالبحر الأحمر عبر قناة طويلة، وتعاني هذه البحيرة من تلوث شديد نتيجة رفدها بمصبات للصرف الصحي.