تبدأ السعودية بتشغيل قطارات المشاعر المقدسة على نحو جزئي في موسم حج عام 2010، والتي تم ترسية إنشائها على شركة صينية خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني أخيرا إلى الرياض، بحسب ما أفصح عن ذلك مسؤولون سعوديون أمس. وأكد الأمير منصور بن متعب نائب وزير الشؤون البلدية والقروية، على أهمية مشروع قطار الخط الجنوبي للمشاعر المقدسة، ودوره المتوقع في تخفيف عناء ازدحام المركبات في المشاعر، والتي وصفها بـ«المشكلة المستعصية»، واعدا بحلها في غضون العامين المقبلين.
ويأتي وعد المسؤول السعودي، بحل مشكلة ازدحام المركبات في المشاعر المقدسة، خلال تأكيداته التي أطلقها لقياديين عسكريين ومدنيين شاركوا أمس في ورشة عمل حول تشغيل منشأة الجمرات الحديثة، والتي تحدث فيها عن تجاوز بلاده لمشكلتي حرائق مخيمات منى، والتدافع فوق جسر الجمرات. وقدر الدكتور حبيب زين العابدين وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية، طاقة التشغيل الأولية التي ستعمل بها قطارات المشاعر، حيث قال إنها ستتراوح ما بين 35 إلى 40 في المائة. واجتمع في العاصمة الرياض أمس، ممثلون عن عشرات الجهات الحكومية والخاصة، بمشاركة 4 خبراء دوليين، لبحث خطة تشغيل منشأة جسر الجمرات، وهو المشروع الذي ستكتمل مرحلته النهائية هذا العام، بتشغيل الدور الرابع.
بدوره، أبرز الدكتور أسامة البار أمين عام العاصمة المقدسة، إلى احتمالية وقوع مشكلة في الدور الرابع لمنشأة الجمرات عند تشغيل قطارات المشاعر، مؤكدا على أهمية التنبه لمعالجة الكثافة العالية المتوقعة في رابع أدوار منشأة الجمرات.
وشدد البار على أهمية زيادة عرض المخرج الغربي لمشعر منى، بإزالة آخر الجبال المتبقية في شعيب البيعة، وذلك لأنها تعد من المواقع التي تضغط عليها الكثافة البشرية.
وطبقا لحبيب زين العابدين، فإن منشأة جسر الجمرات بعد اكتمالها، ستسهم في تفتيت الكتلة البشرية، وتوزيعها على مستويات آمنة. وسيعتمد خلال موسم الحج المقبل، اتجاه جديد من الجهة الجنوبية.
وأقر وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية، بوجود أخطاء في تصميم مداخل الدور الثالث من جسر الجمرات، تم تلافيها، وقال إن النقل بالترددية في حج العام الماضي كان دون المستوى، مؤكدا على حرصهم على تشغيل الترددية بكفاءة عالية لتخفيف الضغط عن شوارع منى الضيقة. وكشف عن استكمال مشروعات تصريف السيول في كل من مشعري عرفات ومزدلفة في غضون العام الجاري والذي يليه. واقترحت أمانة العاصمة المقدسة، النظر في الباحات المحيطة بمنشأة جسر الجمرات، كما طالبت بتكثيف عدد دورات المياه في تلك المنطقة، وميكنة جمع النفايات. وطرح الفريق سعيد القحطاني مدير الأمن العام، 4 مقترحات على طاولة المجتمعين، منها: ضرورة تطوير خطة التفويج، والتأكيد على الالتزام بها، واعتماد البناء في مشعر منى كـ«حل لا غنى عنه» في المرحلة المقبلة، إضافة إلى التركيز على بؤر الخطر التي تم تحديدها في موسم الحج الماضي.